هكذا يؤثر فيروس كورونا على حياة الشباب العربي

"أعتقد أنها فرصة رائعة لعيش الحياة بطريقةٍ صحية عبر الإنترنت"

بعد أن اضطر الملايين في الصين إلى الدخول في حجرٍ صحي منذ شهر يناير، تطلب العديد من الدول في جميع أنحاء العالم الآن من سكانها البقاء في منازلهم أيضاً.

فقد أثبت خبراء الصحة والأطباء أن “التباعد الاجتماعي” و”العزلة الذاتية” هما أفضل السبل للحد من انتشار الفيروس والحفاظ على عدد المرضى في المستشفيات ضمن مستوى يمكن التحكم به. وعلى الرغم من أن الكثير منا اتفق على أن التضامن والتضحية هما أملنا الوحيد في التغلب على هذه الجائحة؛ في مجتمعات تُعتبر فيها الوحدة قضية خطيرة، فالخوف من العزلة العاطفية والشك وعدم اليقين هم واقع حقيقي ومرهق.

ولكننا ندرك أيضاً أنه من الممكن في تلك الأوقات العصيبة، أن نكون بمفردنا معاً ونجد طرقاً جديدة لنلتقي بها مع بعضنا البعض.

فكيف يتكيف الشباب العربي مع تلك الأوضاع؟ للجواب على هذا السؤال، التقينا بخمسةٍ منهم لنتعرف على آرائهم.

يسرا، 19 عاماً، تونسية
“يؤثر هذا الأمر بشكل كبير على صحتي العقلية، لأن تواجدي في المدرسة بين العديد من الأشخاص يساعدني كثيراً على التخفيف من اكتئابي. لذا فقد لجأت الآن إلى النوم كثيراً في حين يجب علي الاستيقاظ والدراسة، وذلك لأنني أفضل تجنب ساعات اليوم الفارغة والتعرض لنوبات ذعر أقل، بدلاً من أن أتذكر وحدتي وألمي”.

نوف، 21 عاماً، كويتية
“إن الوضع برمته مربك حقاً. فأنا أعيش في لندن، حيث كانت البارات والمطاعم ما تزال مفتوحة منذ يومين فقط. ورؤية الناس يتصرفون بشكل طبيعي تماماً حطم قلبي، وما زاد الطين بلة رؤيتهم يخزنون المواد الاستهلاكية. لقد بقيت في المنزل لعدّة أيام وأنا على وشك البكاء وأشعر بالحزن والاشمئزاز والعجز. ولكنني قررت الآن أن أركز على الأشخاص المهمين بالنسبة لي والذين سيسعدونني ولا يحبطونني. لقد أنشأت نادياً لقراءة الكتب وأشارك قوائم الأفلام عبر الإنترنت بانتظام. أعتقد أنها فرصة رائعة لعيش الحياة بطريقةٍ صحية عبر الإنترنت”.

نسرين، 24 عاماً، جزائرية
“لقد بدأت بتطبيق التباعد الاجتماعي قبل أيام قليلة من أن يُصبح إلزامياً في فرنسا. إذ لم أكن أرغب في المخاطرة بإصابة والديّ أو المشاركة في انتشار الفيروس، لذلك قررت البقاء في شقتي وعدم الذهاب إلى منزل والديّ اللذين يسكنان في مدينة أخرى. ثمّ اشتريت الأعشاب الطازجة (النعناع والكزبرة) للاحتفاظ بها خلال الأسابيع المقبلة وبدأت أيضاً بتنظيف كل ركنٍ من أركان شقتي دون أن أدرك ذلك. كما استمعت إلى جميع تسجيلات الفينيل الشعبية التي ورثتها من جدي والتي تدور معظم مواضيعها حول الغربة، مما ساعد في منحي العزاء والسلوان. وبقدر ما هو موقف غير متوقع، أتذكر أنه لا شيء يُقارن بما سيمر به شعبي (وغيرهم من الناس في العالم) عندما يتم عزلهم”.

أنيس، 25 عاماً، جزائري
“لقد مكثت في المنزل مع زملائي الثلاثة لمدة خمسة أيام بالفعل. لكن هذا لم يؤثر علي بشكل سلبي حتى الآن. فقد قررت استغلال هذا الوقت للجلوس مع نفسي والتركيز على تعزيز الطاقة الإيجابية والإبداع من خلال قراءة الكتب بدلاً من روتين الجلوس على الأريكة ومشاهدة نيتفلكس، وربما أبدأ بممارسة التمارين الرياضية. ما يزعجني أكثر هو بعدي عن عائلتي في الجزائر، إذ أنني أشعر بالقلق الشديد حين أفكر بما ستؤول إليه الأمور في شمال أفريقيا، وهل سيتحمل المجتمع المدني والحكومات المسؤولية فعلاً ويتخذون إجراءاتٍ صارمة. ولكنني أرفض أن أكون سلبياً ومتشائماً، بل يجب أن نبقى أقوياء ونظهر الإنسانية التي في داخلنا خلال هذه الفترة”.

فرح، 26 عاماً، فلسطينية
“أعيش في مكان صغيرٍ في باريس، لذا قررت أن أبقى مع عائلة صديقي التي لا أعرفها جيداً. ورغم أنني لا أرى بأننا مختلفون، إلا أنهم يعارضون علاقتنا بحجة “الاختلاف الثقافي”. من المضحك والممتع في نفس الوقت أن نرى كيف يتصرف الناس عندما يحاولون النجاة والبقاء على قيد الحياة- فهم يصبحون أكثر واقعية. لا أقول أن الوضع سهل بالنسبة لي، ولكنه ليس سهلاً على أي أحدٍ الآن”.

شارك(ي) هذا المقال