ربما قد تبادر إلى مسامعكم مصطلح “culture vulture“، وهو نوع من أنواع الاستيلاء على ثقافة الآخرين، أو ببساطة: هو شخص يستفيد من ثقافة لا يهتم بها بالأصل. إذا كنتم تعيشون في بعض المدن الأكثر اكتظاظاً بالسكان في المنطقة، فمن المحتمل أنكم قابلتم بعضاً من مرتكبي هذه الأعمال.
من غير المستغرب أن يستحوذ “المغتربون” على مكانة اجتماعية واقتصادية حال انتقالهم إلى المنطقة. كما أنّ الأشخاص الذين يحملون جوازات سفر غربية يحظون بمعاملة تفضيلية من قبل السلطات المحلية في بعض البلدان.
تعدّ ظاهرة “المغتربين” أمراً شائعاً في معظم المدن، ولكن غالباً ما تؤدي المسافة بينهم وبين المجتمع المضيف إلى نشوء فجوة ثقافية. سواء كنتم في العمل أو المدرسة أو حتى في حفلة، فلا بد وأنّكم قد اختبرتم تجاوز أحدهم للحدود.
ربما عرض شخص ما نصائح تطفليّة لتحسين ثقافتكم، أو تذمر من جلوس سكان شمال أفريقيا في المقاهي طوال اليوم، أو انتقد تعرض النساء العربيات في دول مجلس التعاون الخليجي للقمع، أو غير ذلك.
إذا تعرّضتم لمثل هذه المواقف، فلا بد وأنّكم تدركون مدى الإزعاج الذي تسببه هذه التداخلات. لذا، إذا كنتم تريدون الحفاظ على سلامتكم العقلية، وفي نفس الوقت مواجهة المشكلة، فإننا نعرض لكم بعض الأشياء التي يمكنكم القيام بها:
لستم مضطرين لمواجهتهم.
يجب أن تكون صحتكم العقلية في مقدمة أولوياتكم، لذا، إن كنتم غير مستعدين للمواجهة، فلا ضرورة لذلك.
إذا كان مرتكب هذا الخطأ شخص لا تهتمون لأمره، يمكنكم الاستجابة بالطريقة التي ترونها مناسبة.
هذا يعني يمكنكم التصدّي له إن رغبتم بذلك، ولكن احرصوا دائماً على أن تكون صحتكم العقلية في مقدمة أولوياتكم.
إذا كان شخصاً تهتمون لأمره، عندها يمكنكم انتقاد الحدث بدلاً عن الشخص.
في حين أنّ تعلم طرق التبادل الثقافي يقع على عاتق المتميزين، فقد يكون من المفيد توضيح كيف يؤثر بكم هذا الحدث.
تحقق من امتيازهم.
بالنسبة للمهاجرين من خلفيات غربية وخاصة ذوي البشرة الفاتحة، فإن الانتقال إلى المنطقة يجعلهم يحظون بامتيازات مضاعفة، حيث أنّ الكثير منها معزز بالتاريخ الاستعماري للمنطقة. ذكروهم بالامتيازات الذي يستفيدون منها.
لا تنخدعوا باتهامات حماية الثقافة.
إن فضح مشكلة الاستيلاء على ثقافة الآخرين لا يعتبر تصدي لتلك المشكلة. إن خداع الضحايا بتوجيه اتهامات كاذبة بأنّهم يؤدون دور حماة الثقافة، هو أسلوب شائع يستخدمه المستولون على ثقافة الآخرين.