Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

تجسد لوحات درة دليلة شافي جمال الحياة اليومية في تونس

تستخدم هذه الفنانة الشابة الألوان للتغلب على أزمة هويتها

قالت الفنانة التونسية الفنلندية درة دليلة شافي في بداية معرضها الفردي الأول “أنا متوترة جداً”. وهي المرة الأولى التي تتحدث فيها الفنانة البالغة من العمر 29 عاماً عن عملها باللغة العربية، حيثُ لم تكن متأكدة ما إذا كانت مفرداتها ستشمل الفروق والاختلافات الدقيقة والبسيطة التي تحملها رسوماتها.

ولكن باستثناء تلعثمها في بعض الأحيان، يمكن القول بأنها تتحدث ببلاغة عن نفسها وعن عملها على مأدبة الفطور التي أقيمت في صالة La Marsa للمعارض حيث أقيم معرضها المستقل.

بعد أن أمضت معظم حياتها في فنلندا، انتقلت شافي إلى تونس في عام 2018 للعديد من الأسباب وأهمها  أن علاقتها مع موطن والدها الأصلي كانت محدودة، وهي عبارة عن زيارة سنوية في فصل الصيف إلى مسقط رأسه: صفاقس.

ولكن بالنسبة لشافي، كانت هذه الزيارة مصدر صراع ونزاع أيضاً، فتتحدث عن تجربتها قائلةً “كنت أعيش 11 شهراً من العام على أنني شخص ما، ثم آتي إلى هنا وأشعر بأنه علي أن أتغير بالكامل لأتمكن من التاقلم”.

لم تتحدث شافي إلى أسرتها عن مشاعرها حتى هذا اليوم. ربما لأنها كانت ما تزال غير واثقة تماماً بمهاراتها في اللغة العربية.

ولكن لجأت الفنانة في نهاية المطاف إلى الفن لخوض ذلك الحديث مع أسرتها. وروت قصة المرحلة الأولى من رحلة التلائم مع هوية الأصلية في سلسلة أعمالها الأولى “Tunisian Sceneries“.

أمضت شافي أول أشهر لها في تونس وهي ترسم تجاربها اليومية. فقد رسمت الأشياء التي لفتت نظرها كمقيمة جديدة في تونس. وهذا ما أوضحته قائلة “يبدو الأمر كما لو كنتم تسيرون في شارع انتقلتم إليه للتو، كل شيء مثير. ولكن عندما تمشون في الشارع ذاته لمدة عام ونصف، ستتوقفوا عن رؤية تلك الأشياء الخاصة فيه”، ويتضح هذا التشبيه بدقة عند إلقاء نظرة على سلسلتها الثانية التي غيرت فيها أدواتها. إذ تأتي السلسلة الثانية “Bitter Oranges in My Garden” كنتيجة لأزمة الهوية التي تم حلها.

“ولكن عندما تمشون في الشارع ذاته لمدة عام ونصف، ستتوقفون عن رؤية تلك الأشياء الخاصة فيه”، ويتضح هذا التشبيه بدقة عند إلقاء نظرة على سلسلتها الثانية التي غيرت فيها أدواتها. ففي حين تعكس سلسلتها الأولى “Tunisian Sceneries” مرحلة الاستكشاف والتحليل، تأتي السلسلة الثانية “Bitter Oranges in My Garden” كنتيجة لأزمة الهوية التي تمكنت من التصالح معها في نهاية المطاف.

يُعتبر عملها بعنوان “Finlandia“، دليل على ذلك. فمن خلال تعاونها مع الملحن التونسي سهيل قسمي ورسام الرسوم المتحركة وجيه أيودي، حولت شافي النشيد الوطني شبه الرسمي في فنلندا إلى نشيد تونسي. حيث تمت ترجمة الكلمات الفنلندية إلى اللغة العربية، ليتم غناؤها بأسلوب “الموال” التقليدي، مع إسقاطات لأجسام كروية بألوان الأبيض والأزرق والأحمر وهي تتحرك على إيقاع النشيد، وتتحول في النهاية إلى كرة وردية واحدة. إنه نوع من الأعمال التي تثير موجة من العواطف المحيرة، تاركة المشاهد يتوق إلى الوطنية ويرفضها في الوقت ذاته.

تصف شافي عملها هذا بأنه “واحد من أهم الأعمال في سلسلتها”. ويمكن القول بأن أهميته تنبع من شعور الفوضى الداخلية الذي كان مألوفاً بالنسبة لها، ولكن هذه الفوضى قد تم تنظيمها من خلال سيطرتها على العناصر التي شكلت هويتها.

ترسم شافي في واحدةٍ من أعمالها بعنوان “Crappy Fancy” طبق “كميا”، وهي مقبلات تونسية تقليدية مصنوعة من الخبز، تُقدم مع الهريسة والزيتون. ورغم عدم تنويعها في أعمالها، إلا أنها دائماً ما تبذل جهوداً كبيرة لتعزيز الشكل الجمالي. إنه نوع من الأعمال التي ستنتبهون لها بمجرد مشاهدتها على مدار الوقت.

فتؤكد قائلةً “لم يعد لدي هذا الشعور بضرورة الانتماء بعد الآن. بل أشعر بالراحة”.

Bitter Oranges in My Garden في الفترة ما بين 2 فبراير و 14 مارس في La Marsa بتونس

شارك(ي) هذا المقال

مقالات رائجة