مصر تعتقل نجوم تطبيق تيك توك “بتهمة التحريض على الفجور”

مرة أخرى

أصبح تطبيق تيك توك على مدار السنوات القليلة الماضية منصّة لطرح القضايا والخلافات وحتى نشر الفضائح، واليوم يتم تسليط الضوء من جديد على هذا التطبيق بتهمة التحريض على الفجور داخل المجتمع المصري، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها توجيه مثل هذه الاتهامات لهذه المنصة الصينية، إذ لطالما أعرب العديد من الحكومات والسياسيين عن مواقفهم المناهضة بشكل تام لخليفة تطبيق Vine.

وعلى هذا الصعيد، فقد نشرنا في العام الماضي تقريراً يفيد بقيام المسؤولين المصريين بالتصدي لمبتكري المحتوى في البلاد، حيث تم الحكم بالسجن على العديد من المستخدمين والمؤثرين، نذكر منهم سما المصري التي حكمت عليها محكمة القاهرة في في يونيو 2020 بالسجن ثلاث سنوات بعد عرض مقاطع فيديو بذريعة أنّه يتعارض مع الأعراف المجتمعية والقيم الأخلاقية المصرية.

إلا أنّ قضية سما ليست قضية استثنائية، حيث قدمت محكمة الجنايات في عاصمة البلاد هذا الشهر اثنين من المؤثرين الآخرين على تطبيق تيك توك للمحاكمة حيث تم الحكم عليهما بالسجن لمدة تترواح بين 6 و 10 سنوات بتهم تتعلق بالإتجار بالبشر. كما تمت محاكمة مودة الأدهم 23 عاماً وحنين حسام 20 عاماً (اللتين لديهما ملايين المتابعين على منصّتهما) بتهمة “استخدام الفتيات في أعمال تتعارض مع مبادئ وقيم المجتمع المصري لأهداف مادية”.

بالرغم من أنّ الشابتين قد بُرّئتا بالفعل في يناير من قضية مماثلة، لكن تم استدعاؤهما مرة أخرى بزعم استغلال أشخاص من خلفيات اقتصادية فقيرة لتحقيق مكاسب مالية ومادية. وفي هذا السياق احتجت كلتا المدعى عليهما بأن محتواهما قد تم اقتطاعه إلى حد كبير من سياقه وكان يتبع فقط الصيحات التي كانت متداولة على المنصة في ذلك الوقت.

وعلى هذا الصعيد فقد أثارت هذه الموجة من الاعتقالات غضب النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وصف العديد من الشخصيات العامة إلى الجرائم الإلكترونية في مصر والقوانين الأخلاقية بأنّها غير عادلة وغير واضحة وتنطوي على استثناءات كثيرة، حيث تستهدف هذه الإدانات الجديدة بشكل أساسي نساء الطبقة العاملة، مما أثار جدلاً كبيراً بشأن التميّيز بين الجنسين في مصر، حيث لم يتم حتى الآن تقديم العديد من نظرائهم الذكور للمحاكمة على جرائم مماثلة أو حتى جرائم اغتصاب واعتداء وتحرش.

وعلى هذا الصعيد، وفي ظل استمرار سياسة القمع الذي تتعرض لها البلاد، هل ستستمر مصر في الاحتفاظ بمكانتها كمركز للثقافة العربية في ظل هذه الأوقات غير المسبوقة؟

شارك(ي) هذا المقال

مقالات رائجة