إذا كانت هناك شخصية مناصرة لحقوق المرأة العربية تستحق المتابعة، فهي نوال السعداوي. رحلت الطبيبة والكاتبة بشكل مأساوي يوم الأحد عن عمر يناهز 89 عاماً، بعد أن أمضت عقوداً في دافعها المستميت عن قضايا المرأة داخل المنطقة وخارجها.
كتبت ذات مرة ” أنا أقول الحقيقة، والحقيقة متوحشة وخطيرة”. أمضت الطبيبة المصرية والناشطة والكاتبة حياتها في الدفاع عن حقوق المرأة، تاركة ورائها إرثاً من المؤلفات البالغة 55 كتاباً، كما أسست السعداوي جمعية تضامن المرأة العربية والجمعية العربية لحقوق الإنسان.
بدأت رحلتها كناشطة للحركة النسوية عندما كانت طبيبة، حيث دافعت عن المحن والمصاعب التي مرت بها مرضاها، كما كانت من أوائل المطالبين بتجريم ختان الإناث، وهي ممارسة من أسوأ تجارب طفولتها عندما كانت في السادسة من عمرها.
تولت منصب مديرة في وزارة الصحة في مصر، إلا أنّها خسرت وظيفتها إثر نشر كتابها الجريء “المرأة والجنس” في عام 1972 (وهو نص ثبت أنه أساسي في الحركة النسائية العالمية)، كما قامت بنشر أول مجلة نسائية مصرية بعنوان “المواجهة” في عام 1981 حيث تم سجنها ومن ثم نفيها في نهاية المطاف في عام 1988، لتعود إلى مصر في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بعد فترة قضتها في الولايات المتحدة الأمريكية.
خلال حياة حافلة ونضال قاسي خاضته الراحلة، نجحت أخيراً في صنع اسم مرموق في عالم الفكر، وقضت عقوداً من الزمن في مشاركة قصتها ومفهومها الخاص، لتصبح فيما بعد مصدر إلهام عدد كبير من النساء والرجال في جميع أنحاء العالم.