لقد قرأت مقالاً في وقت سابق من هذا الأسبوع يروي كيف قام فيل بدهس امرأة مسنة حتى الموت قبل أن يعود ليسحق جثتها مرة أخرى في جنازتها. كما هو متوقع قام الإنترنت بتسليط الضوء على القصة بأكملها، فما فرصة حدوث ذلك؟ كما لو أن هناك يد فلكية تدخلت حتى يحدث هذا لأي شخص.
تم دهس المرأة الهندية Maya Murmu والبالغة من العمر 68 عاماً حتى الموت من قبل حيوان هارب وذلك أثناء إحضارها المياه في قرية Raipal بالهند يوم الخميس.
رغم تمكن القرويين من تحديد مكانها أخيراً بعد اختفائها، فقدت حياتها مع الأسف وهي في طريقها إلى المستشفى، ليصدر أمر بعدها بتشريح الجثة، وفي المساء وبعد أن قامت عائلتها بنقل جثتها للقرية لتشييعها، وبينما كانت تتم تأدية الطقوس الخاصة بالموت عاد الفيل الذي لم يكن لوحده ليدوس على جثتها مرة أخرى، وبحسب المصادر. . قيل أن الأسرة استمرت في الجنازة حتى بعد رحيل الحيوان. تبين أن الأفيال قامت بمهاجمة منزل العائلة أيضاً كما ألحقت أضرار بثلاث عقارات أخرى كانت قريبة من المكان.
قد تبدو القصة مناسبة لفيلم من إخراج Tarantino، حيث تسعى الأفيال للانتقام من جميع أشكال الظلم التي حدثت لأجناسهم عبر التاريخ، ولا شك أنه سيكون فيلم رائع.
تكمن حقيقة الأمر أن هناك سبب أكثر خطورة يجعل هذه الحيوانات المسالمة عادة تهاجم البشر، فوفقاً لأحدث استبيان والذي تم في عام 2017، تعد الهند موطناً لما يقارب 27000 من الأفيال البرية، وقد ساهم كل من الصيد الجائر والتعدي على الموائل وتضاؤل مناطق الغابات في انخفاض عددها.
وعلى المستوى الإقليمي فقد تم مؤخراً تصنيف هذه الأنواع على أنها مهددة بالانقراض، لتضاف إلى القائمة الطويلة للحيوانات التي تتدخل البشرية في موائلها الطبيعية.
إن الفيلة ليست حيوانات مفترسة، فعندما تقرر الهجوم لا تهاجم إلا بعد أن تكون قد مت، فهم لا يأكلون ما يقتلونه، وإذا قام الفيل بمهاجمة أحد فعادةً ما يكون ذلك بسبب ذعره أو تعرضه للتهديد أو إصابته، ففكرة أن يشعر حيوان يبلغ وزنه ستة أطنان بأي مما سبق هذا يعني أن المشكلة كبيرة، ورغم أن ما حصل بالضبط بين Murmu والفيل لا يزال مجهولاً إلا أنه يصعب تخيل ما يمكن أن تفعله امرأة تبلغ من العمر 68 عاماً لإثارة غضب شيء كبير مثل الفيل.
لم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها فوفقاً لـWorld Wildlife Fund تقتل الأفيال ما بين 100 و300 شخص في الهند كل عام، وقد تم في الأسبوع الماضي وحده دهس أربعة أشخاص أو أكثر حتى الموت في أحداث منفصلة في جميع أنحاء الهند.
يُفترض أن أحد الأسباب الرئيسية وراء هذا السلوك الذي تتبعه الأفيال مرتبط بموضوع الصيد الجائر وتجارة العاج غير المشروعة، ويجد الخبراء أن عبارة “الفيل لا ينسى أبداً” صحيحة جداً، كما تقول Joyce Poole مديرة الأبحاث في مشروع Amboseli Elephant Research في كينيا “إن الأفيال قادرة على فعل ما هو أكثر من الانتقام.”
كما قالت: “إنهم بالتأكيد أذكياء بما فيه الكفاية ولديهم ذكريات كثيرة عن الوقائع والتي تكفي ليفكروا بالانتقام. قد يشعر المسؤولون عن الحياة البرية أنه من الأسهل إطلاق النار على الأفيال التي يُزعم أنها المشكلة بدلاً من مواجهة غضب الناس “.
“يتم إطلاق النار على الفيل دون إدراك العواقب المحتملة التي تصيب أفراد الأسرة المتبقين، وإمكانية أن يولّد هذا حلقة من العنف لا تنتهي.”
لا يمكننا تخيل نظرة أكثر إشراقاً للحيوانات ولا حتى للجنس البشري مع تفاقم وازدياد سوء الوضع البيئي. الأمر المثير للدهشة هو كيف أن البشر لا يمكنهم أن يشبهوا الأفيال حتى، فالفيل إذا شعر بالتهديد فإنه يدافع عن نفسه في حين يكون البشر أكثر من سعداء بالجلوس مكتوفي الأيدي وانتظار أن يتم تدمير الكوكب. إذا كان هناك شيء واحد علينا تذكره بعد كل هذا هو أن القيام بأي خطوة دائماً ما يكون أفضل من عدم اتخاذ أي خطوة على الإطلاق.