يفضل البعض المربى، ويقسم آخرون أن العسل هو الخيار الأمثل، ولكن لنكن واقعيين—معظم الناس يعتبرون نوتيلا الرفيق المثالي. وقد ازدادت حلاوة الجدل حول أفضل (أو الأكثر فائدة على الجسم) منتج شوكولاتة قابل للدهن هذا الصيف، مع دخول منافس جديد إلى الساحة: المرجان.
هذا المنتج بالبندق، الذي يُشاع أن طعمه يشبه تماماً الجزء الداخلي من كيندر بوينو، أصبح مؤخراً فخر أمة بأكملها، وهي الجزائر. يتم إنتاجه في مدينة وهران الساحلية من قبل شركة “سيبون” المحلية، التي تتخصص في “منتجات المعجنات وكذلك فنون الطهي التقليدية أو الحديثة.” هذه الشركة العائلية تحقق نجاحاً غير مسبوق، والسبب؟ انتشاره الواسع على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يحصد مئات الآلاف من المشاهدات والتعليقات والمشاركات مع كل منشور يتناول هذا المنتج. ما كان يوماً سراً مقتصراً على المتاجر العرقية، تحول إلى الحلوى المفضلة لهذا الموسم، بفضل نكهته الغنية وتأثيرات تيك توك، حيث لم يتوقف المؤثرون عن الإشادة به خلال الأسابيع الماضية.
ومنذ وصوله إلى فرنسا وخارجها، أصبح هذا الذهب الأبيض القابل للدهن يختفي من على الرفوف. على سبيل المثال، ذكر أحد أصحاب المتاجر في حديث مع صحيفة “لو باريزيان” الفرنسية أنه باع أكثر من 5,000 جرة في بضعة أشهر فقط، بينما أكد آخرون صعوبة إعادة تخزين المنتج نظراً للطلب الهائل عليه. في الواقع، اعترفت “سيبون” مؤخراً بأنها اضطرت إلى زيادة إنتاجها لتلبية الارتفاع المفاجئ في الشراء. وكما تقتضي قوانين السوق، كلما زاد الطلب وقل العرض، ارتفعت الأسعار بشكل طبيعي.
بينما تكلف الجرة حوالي 2.77 إلى 3.88 دولار في الجزائر، تختلف الأسعار في أوروبا بشكل كبير، حيث وصلت بعض الجرار إلى 10 دولارات أو أكثر. ورغم التكلفة العالية نسبياً، يبقى من الصعب العثور على المرجان، حيث تنفد الكميات بسرعة من المتاجر. ومع ذلك، نجح في تحدي هيمنة نوتيلا، حيث تشير اختبارات التذوق والترندات على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن هذا الكنز الجزائري يظل تحت الأضواء.
لكن ما هو حكمنا؟ من الصعب تحديد ذلك نظراً لندرة هذا المنتج، مما يعني أننا لم نحظ بفرصة تجربته بأنفسنا. لكن من الضجة المنتشرة حوله، يبدو أن المرجان يثبت جدارته من حيث الطعم. ما كان يوماً بديلاً اقتصادياً، أصبحت تلك الأيام جزءاً من الماضي، على أمل أن تكون هذه المرحلة مؤقتة. وإذا سارت الأمور على ما يرام، فقد تعود الأسعار إلى مستواها السابق بمجرد أن تنخفض حدة الاهتمام، رغم أنها قد لا تكون بنفس الرخص السابق. أما من حيث التركيبة الغذائية، فهي تتشابه تقريباً: حوالي 80 سعرة حرارية لكل 15 غرام، 4 إلى 4.6 غرامات من الدهون، و0 إلى 1 غرام من البروتين. لذا إذا كنت تحسب السعرات، فأنت تنظر إلى جانبين لنفس العملة.
أين يتركنا هذا؟ ربما مع العامل الحاسم النهائي: نوتيلا منتج يجب مقاطعته. بعيداً عن حقيقة ندرج منتج من منطقتنا يجذب الانتباه العالمي، السبب الحقيقي للانتقال إلى المرجان يكمن في قرار فيريرو بتأسيس مقرها الرئيسي في هولون، وهي جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة. باختيارك للمرجان، أنت لا تدعم فقط شركة محلية تحقق نجاحاً على الساحة الدولية، بل تتخذ موقفاً ضد ممارسات الشركات المثيرة للجدل. القرار لم يكن صعباً، أليس كذلك؟