تشير دراسة جديدة نُشرت في مجلة المعهد الوطني للسرطان هذا الأسبوع إلى وجود علاقة بين سرطان الرحم و منتجات تمليس الشعر الكيميائية. وفقًا للدراسة الوطنية ، التي تابعت 34000 امرأة لأكثر من عقد من الزمان ، فإن منتجات التمليس الكيميائية تضاعف من خطر الإصابة بهذا المرض التناسلي بحلول سن السبعين.
يمضي البحث ليشير إلى أن النساء اللواتي يستخدمن أدوات فرد الشعر الكيميائية بشكل متكرر أي أكثر من أربع مرات في العام هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرحم مقارنة بالنساء اللائي لم يسبق أن استخدمن هذه المنتجات.
لمزيد من التوضيح، فإن أولئك الذين لم يستخدموا منتجات فرد الشعر بتاتا لديهم امكانية 1.64 في المائة للإصابة بسرطان الرحم بحلول عيد ميلادهم السبعين. يتضاعف هذا الرقم ليصل إلى 4.05 في المائة بالنسبة لأولئك الذين يقومون بفرد شعرهم كيميائيًا بشكل منتظم – وهو خطر وان كان ضئيلًا ، ولكنه أعلى بشكل واضح.
وأوضحت المعدّة الرئيسية للدراسة ألكسندرا وايت في بيان: “نعلم أن منتجات التنعيم هذه تحتوي على مواد كيميائية كثيرة، بينها مواد مسببة لاضطرابات الغدد الصماء، ويمكن أن نتوقع تالياً أن يكون لها تأثير على السرطانات التي تعتمد على الهرمونات”.
على الرغم من أن الخطر المتزايد لوحظ بين النساء من جميع الخلفيات العرقية والإثنية، فقد تكون النساء السود والعربيات أكثر عرضة للخطر نظرًا لأنهن أكثر من يستخدمن كريمات فرد الشعر. فمن غير المألوف أن تخضع نساء السود لحصص عديدة من علاجات الاسترخاء الكيميائية قبل بلوغهن سن المدرسة بسبب الضغوط الاجتماعية المتزايدة.
منذ سن مبكرة ، يتم قصف النساء غير البيض بمعايير الجمال المركزية الأوروبية ويتم اخبارنا باستمرار أن شعرنا المجعد بشكله الاسطواني غير مهذب مما يجعل مظهرنا قذرا. الجانب الأسوأ هو المخاطرة بصحة النساء السود في الولايات المتحدة عبر اقناعهن بالخضوع لمثل هذه العلاجات ليتم قبولهن اجتماعيا في مكان العمل. حتى أن ولاية كاليفورنيا كانت قد شرعت قانونا يحظر التمييز على أساس أسلوب الشعر وملمس الشعر يعرف باسم “ The Crown Act”.
لاحظ الباحثون في الدراسة أن العديد من المواد الكيميائية التي تعطل الآليات الهرمونية موجودة في أدوات فرد الشعر مثل البارابين وبيسفينول أ و المعادن والفورمالديهايد. يمكن أن تلعب هذه المواد دورًا في زيادة خطر الإصابة بسرطان الرحم بالاضافة الى التأثير سلبا على أجسامنا وعلى آلياتها الهرمونية الطبيعية. كما قد يكون التعرض للمواد الكيميائية من منتجات الشعر مثل أدوات فرد الشعر أكثر إثارة للقلق من منتجات العناية الشخصية الأخرى. حيث يتم استعمال هذه المواد مباشرة على فروة الرأس مما يسهل امتصاصها ويؤدي إلى تفاقم الحروق والآفات التي تسببها أدوات فرد الشعر.
ونظرًا لأن منتجات الشعر ومستحضرات التجميل الأخرى لا تحتاج إلى موافقة من إدارة الغذاء والدواء (FDA) لبيعها ، فلا يوجد أي تنظيم أو قواعد. أي، لا وجود لأي طريقة تقريبًا للتأكد من مدى أمان المنتجات التي نستخدمها.
باختصار ، تخاطر النساء غير البيض حرفياً بحياتهن لتلائم معايير الجمال الأوروبية. هذه الدراسة الجديدة بمثابة تذكير مروّع للعمل على إزالة رواسب الفكر استعماري من إدراكنا لذاتنا والبدء في قبول طبيعة شعرنا الطبيعي وجماله.