Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

فرح بهلوي: الإمبراطورة صاحبة أكبر مجموعة فنيّة خفيّة في إيران

تخيلوا لوحات فنيّة من بيكاسو إلى فان جوخ

على الرغم من مرور أكثر من أربعين عاماً على سقوط الحكم الملكي الإمبراطوري في إيران، إلا أنّ صاحبة الجلالة الإمبراطورة فرح بهلوي لا تزال من أشهر جامعي القطع الفنيّة في جميع أنحاء العالم. اشتهرت بهلوي التي نُصبت ملكة في عام 1959 بعد زواجها من الشاه الراحل محمد رضا بهلوي بشغفها بالفنون.

لقد تخطى شغفها بالفن كل الحدود، حيث قضت جلالتها وقتها برفقة فنانين مشهورين أمثال سيزار وأرنالدو بومودورو وشاجال، كما زرات هنري مور في الاستوديو الخاص به والتقت بسلفادور دالي في باريس. في أوائل السبعينيات وخلال فترة الازدهار الاقتصادي في إيران، بدأت بهلوي بجمع الأعمال الفنية بالتعاون مع القيّمة السابقة في متحف الفن الحديث MoMA “دونا شتاين” ومستشارين من دار Sotheby’s ومتحف متروبوليتان للفنون. تزخر مجموعتها بأعمال الفنانين الانطباعيين والمعاصرين أمثال بابلو بيكاسو وبيير أوغست رينوار ومارك روثكو.

Farah Pahlavi with Salvador Daliفرح بهلوي مع سلفادور دالي في باريس ، 1969

Farah Pahlavi with Andy Warholفرح بهلوي مع آندي وارهول في متحف طهران للفن المعاصر، 1977

إلا أنّ الأمور أخذت منعطفاً آخر بعد الثورة الإيرانية عام 1979، حيث تم نفي عائلتها خارج إيران، وأفيد بأنّ الجمهورية الإسلامية قد أخفت مجموعة بهلوي الفنية في مكان آمن. 

بعد عقود من الزمن، وفي عام 2018 حظي العالم بنظرة خاطفة على المجموعة السرية التي تم الكشف عنها في كتاب ‘Iran Modern: The Empress of Art’ (إيران الحديثة: إمبراطورة الفن) من تأليف Viola Raikhel-Bolot وMiranda Darling، وهما الثنائي مؤسستا شركة Vanishing Pictures Productions في لندن.

كتاب ‘Iran Modern: The Empress of Art’Iran Modern: The Empress of Art

تميّز غلاف الكتاب بنسخة طبق الأصل من لوحة الفنان آندي ورهول التي رسمها لصاحبة السمو عام 1976 (مزق المتظاهرون اللوحة الأصلية في الأيام الأولى للثورة). يعرض الكتاب الذي يشبه الكتالوج روائع فنية من لوحات لفان جوخ وجاكسون بولوك وجاسبر جونز وصولاً إلى منحوتات لألبرتو جياكوميتي وألكسندر كالدر ودونالد جود.

لوحة الفنان آندي ورهول التي رسمها لفرح بهلوي Farah Pahlavi

تقدر قيمة هذه المقتنيات الفنيّة اليوم بثلاثة مليارات دولار ومن المستبعد أن تكون متاحة للعرض أمام الجمهور. استمرت الإمبراطورة في دفع المشهد الفني من خلال إنشاء العديد من المؤسسات الفنية بدءاً من متحف طهران للفن المعاصر ومتحف نيجاريستان للسجاد الفارسي والخزف الإيراني إلى متحف رضا عباسي الذي يضم مجموعة فريدة من التحف والمقتنيات التي يعود تاريخها لما قبل الإسلام وما بعده.

وعلى الرغم من أنها قد تظل مخفية إلى الأبد، إلا أن مجموعة فرح بهلوي الفنية تُعتبر حتى يومنا هذا واحدة من أكثر الكنوز السريّة المرغوبة في العالم.

شارك(ي) هذا المقال

مقالات رائجة