من غير المتوقع أن يتعاون طالب سابق في كليّة الطب مع كاتب مبدع لإطلاق أغنية، فما هي القواسم المشتركة بينهما؟ إنّها الرغبة في استكشاف المعنى الحقيقي لكونك عربي من خلال الموسيقى.
وفي هذا الشأن فقد تعاونت ملكة الهيب هوب المصرية فلوكة مع الفنان الفلسطيني الأردني الشهير بلقب “السينابتيك” لإطلاق أغنية رائعة وهادفة، وفي حين كان من المقرر أن يشارك الثنائي في وقت سابق من هذا الصيف في حفل مشترك على مسرح العروض الموسيقية الشهير Jazz Café في كامدن لإطلاق الأغنية، إلا أنّ هذا الحدث قد تأجّل جراء انتشار الوباء، إلا أنّ هذا التأجيل لم يحول دون رغبة الثنائي في الكشف عمّا كانا يحضّرانه خلف الكواليس خلال الأشهر القليلة الماضية.
وفي هذا الشأن، تتولى مرسم، وهي شركة تنظيم وإنتاج الفعاليات العربية التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرّاً لها، ومهرجان شُبّاك رعاية الأغنيتين اللتين تتطرّقان لبعض أهم القضايا الشائكة في المنطقة لا سيما الهوية والوعي الذاتي. تمتاز الأغنية الجديدة بالتنقل بين الإيقاعين البطيء والسريع وحرص الثنائي على البقاء وفياً لصوتهما المميز. وفي محاولةٍ مهما لنقل رسالة قوية وعميقة يوثّق الفنانان تجربتهما ضمن سياق عالمي بات أكثر أهميّة من أيّ وقت مضى.
وعلى هذا الصعيد، التقينا مع الفنانة فلوكة الأمريكية – المصرية أثناء جلسة تأمل مع الذات وتنقلها بين لغتيها الأم – الإنجليزية والعربية – للاستماع إلى وجهة نظرها بشأن الموسيقى في المنطقة، وكيف توازن بين هويّتيها وثقافتها المزدوجة وسؤالها عن خططها المستقبلية.
بالرغم من أننا في منتصف عام 2021 إلا أنها لم تكن سنة سهلة أبداً. كيف أمضيت وقتك خلال هذه الفترة العصيبة؟ وما معنى أن تكوني فنانة في عالم ما بعد الوباء؟
بالرغم من أننا مررنا بعام عصيب وبالرغم من كل الانتكاسات والمناخ الاجتماعي الذي فرضه الوباء، إلا أنني تعلمت الكثير من هذه التجربة التي منحتني فرصة التركيز بشكل أكبر على عملي، وما زلت حتى الآن مشغولةً في الاستوديو وأقوم بابتكار محتوى يعكس واقعي الحالي. أعتقد أنّ عالم ما بعد الجائحة لا يشبه العالم الذي عرفناه قبلها، حيث أصبح الضعف والوجودية أمران مقبولان اجتماعياً.
يُعتبر هذا التعاون والشراكة مع مغني راب وفنان عربي من المنطقة تجربة غير مسبوقة بالنسبة لك. ما الذي دفعك لخوض هذه المغامرة الجديدة مع الفنان السينابتيك؟ حدثينا كيف حدث الانسجام؟ إلى أين تتجه الصناعة المحلية من وجهة نظرك؟
لقد شعرت بسعادة غامرة عندما أعلمتني شركة مرسم بشأن التعاون مع السينابتيك، لطالما أحببت صوته ولم أتوقع أن نتعاون في أغنية خلال وقت قريب، فما بالك بإطلاق أغنيتين، وأنا سعيدة جداً لذلك. أما فيما يتعلق بمستقبل الفنانين المصريين والعرب في المشهد الموسيقي، أشعر بالسعادة والفخر لكوني جزء من هذا المستقبل المشرق.
لقد أطلقت منذ أسبوعين مقطعاً من أغنية “نفسي”، التي تحمل معنيين: الأول “أنا” باللغة العربية الفصحى والثاني “أتمنى” باللغة المصرية العامية. من الواضح أنّ الأغنية تستكشف عالم الهوية والذات، لماذا هذا التركيز على هذه القضيّة والأهم من ذلك، لماذا في هذا الوقت بالذات؟
“نفسي” هي في الحقيقة احتفاء بأي شخص يشعر بأنه مقيّد في مجتمعه ويتوق إلى أن يحيا على سجيّته. لطالما اعتبرت أنّ عالم فهم الهوية ومكانة المرء في المناخ الاجتماعي ذو أهمية كبيرة. لم يتأثر العام الماضي بتداعيات كوفيد-19 فحسب، بل كان لظهور حركة #MeToo في مصر أثراً كبيراً أيضاً. لقد كان عاماً صعباً بشكل عام وأغنية “نفسي” تمثل إعلاني بأن نفسي هي فقط من يجب أن أقف بجانبها وأدعمها.
بما أن خمسة أشهر فقط تفصلنا عن بداية العام الجديد، ماذا يمكن أن نتوقع منك في الجزء الثاني من هذا العام؟
إنني أتشوق لمشاركة هذه الموسيقى الجديدة مع كل العالم، ووبوسع المستمعين توقع إطلاق مشروع جديد في أواخر الخريف؛ إنني أعمل جاهدة دون كلل للتعبير عن نفسي وحقيقتي، لذا تجدون مزيجاً من الموسيقى المصرية التي تجسّد أسراري وأحلامي.