“مرحبًا بالجميع، هذه بيسان من غزة، وما زلت على قيد الحياة. اليوم هو اليوم … من الإبادة الجماعية.” بهذه الكلمات الجريئة تبدأ بيسان عودة كل فيديو منذ 7 أكتوبر، حيث تقدم تعليقًا يوميًا مؤلمًا حول الفظائع المستمرة التي تعيشها هي وآخرون لا حصر لهم في غزة. حصدت سلسلة الفيديوهات، التي تنشرها الناشطة الفلسطينية والمخرجة بالتعاون مع AJ+، أكثر من 40 مليون مشاهدة على مختلف منصات التواصل الاجتماعي. والآن، تم ترشيحها لجائزة إيمي.
تم ترشيح سلسلة “هذه بيسان من غزة وما زلت على قيد الحياة” ضمن فئة “أفضل قصة إخبارية صعبة: الشكل القصير”. في يونيو الماضي، فازت بيسان بجائزة بيبودي عن نفس السلسلة، وقبلت الجائزة من مخيم للاجئين في غزة المحتلة.
تعتبر فيديوهاتها الوثائقية القصيرة شهادة صادقة ومؤثرة على الإبادة الجماعية المستمرة والدمار الذي تعاني منه غزة تحت الاحتلال الإسرائيلي. كواحدة من أكثر الصحفيين متابعة على الأنترنت، تستخدم الفلسطينية الشجاعة صوتها لنقل معاناة الغزيين الذين يكافحون من أجل البقاء في ظل ظروف قاسية وغير إنسانية.
رغم أن الأمم المتحدة وصفت هذا النزاع بأنه “الأكثر دموية والأخطر على الصحفيين في التاريخ الحديث”، تواصل عودة عملها بلا كلل—فقد قُتل بالأمس فقط الصحفي في الجزيرة إسماعيل الغول ومصوره رامي الريفي في غارة جوية إسرائيلية.
يشير تقرير لجنة حماية الصحفيين (CPJ) إلى أنه حتى 1 أغسطس، قُتل ما لا يقل عن 113 صحفيًا وعاملًا في وسائل الإعلام من بين أكثر من 39,000 قُتلوا منذ بدء الحرب، مما يجعل هذه الفترة الأكثر دموية للصحفيين منذ بدء CPJ في جمع البيانات عام 1992.
يواجه الصحفيون في غزة مخاطر هائلة وهم يحاولون تغطية الصراع وسط الهجمات البرية الإسرائيلية، والغارات الجوية المدمرة، وانقطاع الاتصالات، ونقص الإمدادات، وانقطاع التيار الكهربائي. ومع ذلك، ورغم هذه التحديات الضخمة، تستمر عودة وزملاؤها في النهوض كل يوم لتوثيق الفظائع.
سواء فازت بالجائزة أم لا، فإن عودة إلى جانب معتز عزايزة، هند خضري، والعديد من الصحفيين الغزاويين الآخرين، ليسوا مدفوعين بالجوائز بل بالتزام لا يتزعزع بالحقيقة. تضمن شجاعتهم أن يظل العالم على دراية بما يحدث، مضادين للسرد الذي غالبًا ما يتم التلاعب به وتشويهه. بدون شجاعتهم، قد تبقى حقائق غزة غير مرئية، وقد يتلاشى الوعي العالمي في طي النسيان.
ستُقدَّم جوائز إيمي للأخبار والبرامج الوثائقية لعام 2024 من قبل الأكاديمية الوطنية لفنون وعلوم التلفزيون في 25-26 سبتمبر في نيويورك.