بعد 5 سنواتٍ من فوزه بجائزة بالم دور عن فيلم Blue Is The Warmest Colour، يعود المخرج التونسي الفرنسي عبد اللطيف كشيش مع فيلمه الجديد “مكتوب، يا حبي أو Mektoub, My Love وهو فيلمه السادس الطويل.
تجري الأحداث في جنوب فرنسا، وتروي قصة حبٍ خلال عطلة بين 3 أصدقاء. ولكن الحبكة ليست ما يحرك المشاعر، بل لقطات كشيش المضيئة والحسية والعفوية التي تجسد بشكلٍ مثالية جمال اللحظات الهادئة والهائجة.
إن أفلام كشيش التجريبية وأسلوبه العفوي جعلت منه واحداً من أنجح المخرجين وأكثرهم شعبيةً في العصر الحالي، لأنه يستخدم عدسته لإضفاء المزيد من العمق والمعنى إلى حياة الناس البسيطة واليومية.
مع إطلاق فيلم Mektoub, My Love، تتذكر MILLE 3 من أنجح وأشهر أفلامه.
Games of Love and Chance, 2004 (L’Esquive)
لعله أفضل أفلام المخرج الريفية منذ فيلم La Haine. تجري الأحداث في ضواحي باريس وتتحدث عن كريمو، المراهق المشاغب الشمال أفريقي الذي يقع في حب ليديا، الفتاة الشقراء الجريئة والواثقة. وينتهي بهما المطاف في دوري البطولة في مسرحية المدرسة الكلاسيكية. يروي كشيش قصة علاقتهما وهما يتحديان عالم الشارع القاسي ودراما القرن الـ18 الفرنسية. وسرعان ما يتطور فيلم Games of Love and Chance إلى فيلم سياسي دون الحديث عن السياسة أبداً. إنه تحفة فنية.
The Secret of the Grain, 2007 (La Graine et le Mulet)
معنى العنوان هو “الحبّة والسمكة” وهما مكونان أساسيان في طبق الكسكس التونسي التقليدي. يستعمل كشيش هذا التشبيه البليغ للحديث عن عددٍ من الازدواجيات التي تعتمد على بعضها البعض مثل العلاقة بين جيل الشباب وجيل الكبار، وبين فرنسا وشمال أفريقيا. تجري أحداث الفيلم في نفس المدينة الجنوبية التي تجري فيها أحداث فيلم مكتوب، وتتحدث عن سليمان، الأب التونسي العاطل عن العمل الذي يقرر فتح مطعم للكسكس لتأمين لقمة العيش لأولاده من بعده.
وكالعادة، السيناريو ليس العنصر الوحيد في أفلام كشيش، بل العناصر الأخرى التي تحيط به مثل الناس والمحادثات والتعابير والأسلوب والنظرات والابتسامات. وبمعنى آخر، كل الأشياء التي قد تبدو تافهة ولكنها تحمل مغزى كبير. ومن خلال كل ذلك يعبّر المخرج عن التصدعات في هوية المجتمع الفرنسي بكل سلاسة.
Blue Is The Warmest Colour, 2013 (La Vie d’Adèle)
هذا ليس فيلم، وإنما تجربة. تماماً مثل فيلم Games of Love and Chance يتحدث الفيلم عن مدرسة ويبدأ بقولٍ مأثور من ماريفو: “أنا امرأة”. ولكن أديل ليست امرأة بعد، إنها لا تزال تتعلم. يروي كشيش قصة هذه المراهقة في طور النضوج والتي تجرب “أول مرة” مع مدرّستها الفرنسية المثليّة. يتحدث الفيلم عن طقوس البداية وعن الإقصاء، وهو موضوع هام جداً بالنسبة للمخرج. من خلال المشاهد الطويلة والصادقة واللقطات القريبة المبالغ بها، تمكن كشيش من إتقان أسلوب الأفلام الوثائقية والتي تحاكي الواقت بشكلٍ كبير.