السرد السينمائي المُهيمن عليه من الرجال يتراجع خطوة مع إطلاق مشروع “هي والكاميرا”، وهو عمل رائد من إنتاج منتدى المرأة والذاكرة في مصر. تُسلط هذه المجموعة من الأفلام القصيرة الضوء على 18 امرأة رائدة—من مخرجات، ومونتيرات، وكاتبات سيناريو، ومنتجات—ساهمن لعقود في تشكيل السينما المصرية، غالبًا بعيدًا عن الأضواء في صناعة يسيطر عليها الرجال. من خلال هذا المشروع، تستعيد هؤلاء المبدعات رواية قصصهن، مقدمات نظرة صادقة وحميمة على رحلاتهن، وتحدياتهن، وإنجازاتهن.
تضم السلسلة شخصيات بارزة مثل تهاني راشد، ومريم نعوم، وهالة خليل، وأيتن أمين، وأمل رمسيس، اللواتي يكشفن عن جوانب من حياتهن وتجاربهن خلف الكاميرا. من مواجهة الحواجز الأبوية إلى توثيق فوضى الثورات، تقدم هؤلاء المخرجات رؤى صادقة وغير مُفلترة تُزعزع الوضع الراهن في صناعة السينما.
تأسس منتدى المرأة والذاكرة (WMF) عام 1995، وكرّس عمله على مدى ما يقارب ثلاثة عقود لإعادة صياغة السرد الثقافي للمرأة العربية. يضم المنتدى مجموعة من الأكاديميين والباحثين والنشطاء الذين يعملون على تفكيك الصور النمطية وتقدير إسهامات النساء في التاريخ والثقافة. من خلال مشاريع مثل “هي والكاميرا”، يضمن المنتدى أن تُحكى قصص النساء بصدق وعلى طريقتهم الخاصة.
تتذكر المخرجة أيتن أمين حبها الأول للسينما في سينما أمير بالإسكندرية، وتقول: “كانت الحياة تبدو بلا معنى قبل السينما. دراسة السينما منحتني هدفًا، وجعلتني أشعر أن لدي قصصًا تستحق أن تُروى”، مشيرة إلى فترة تدريبها مع المخرج الراحل محمد خان. من جانبها، تسترجع أمل رمسيس تجاربها في التصوير داخل مخيم عين الحلوة للاجئين في لبنان وأثناء احتجاجات ميدان التحرير عام 2011. تشرح تغريد العصفوري شغفها بفن الأداء وآليات صناعة الأفلام، بينما تصحبنا هالة خليل إلى كواليس فيلمها الشهير “أحلى الأوقات”. بدورها، تحكي مريم نعوم عن قرارها بترك باريس للالتزام بالعمل في السينما المصرية.
عُرضت مختارات “هي والكاميرا” لأول مرة في سينما زاوية، المعروفة باهتمامها بالأفلام المستقلة في القاهرة، مع خطط لتنظيم عروض في مختلف أنحاء مصر. تقول سارة ماجد، مديرة المشروع، في مقابلة مع Cairo Scene: “الأمر لا يقتصر فقط على الاحتفاء بإسهامات النساء في السينما، بل يتعلق بإعادة تعريف إرث صناعة بأكملها.”