كيف يقوم المصريون بتشكيل مشهد الطعام في شوارع نيويورك

واحد كباب بليز؟

في هذه المرحلة، أصبح عربة الحلال رمزًا لنيويورك تمامًا مثل تمثال الحرية وبرودواي. سواء كانت هذه زيارتك الأولى أو كنت معتادًا على المدينة، لا تكتمل أي رحلة إلى “التفاحة الكبيرة” دون الاستمتاع بوجبة لذيذة من هذه الوجبات الشهيرة المتنقلة. في الواقع، أصبحت هذه العربة جزءًا أساسيًا من تجربة نيويورك، مثلما هو الحال مع استدعاء سيارة أجرة صفراء أو الضياع في سنترال بارك. ولكن بجانب الراحة والقدرة على تحمل تكاليفها، تحمل هذه العربات أهمية ثقافية كبيرة، حيث تقدم لمحة عن تنوع سكان المدينة. انفجار عدد عربات الحلال أصبح علامة مميزة في مشهد الطعام في شوارع المدينة، بقيادة البائعين المصريين الذين حولوا هذا العمل المتواضع إلى صناعة مزدهرة.

ولكن كيف بدأ كل هذا؟ بدأت عربات الحلال في شق طريقها في مشهد الطعام في نيويورك خلال الثمانينيات، وأصبحت من معالم المدينة بحلول نهاية القرن. مقال في نيويورك تايمز عام 2007 أبرز دراسة من كلية كوينز في علم الاجتماع، أشارت إلى أنه بين عامي 1990 و2005، ارتفع عدد بائعي الطعام الذين يعرفون أنفسهم كمصريين أو بنغاليين أو أفغان إلى 563—سبعة أضعاف الرقم المسجل في عام 1990.

وعلى الرغم من أن الإحصائيات الدقيقة حول بائعي الطعام المصريين في الشوارع غير متوفرة، إلا أن جولة في منطقة الأعمال المركزية في مانهاتن تكشف أن عددًا كبيرًا من عربات الحلال وعربات الهوت دوج يديرها مصريون. هذا الاتجاه يعود جذوره إلى أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات عندما وصل تدفق من المهاجرين المصريين إلى نيويورك وفقًا لدراسة أجراها معهد سياسات الهجرة. اختار الكثيرون بيع الطعام كوسيلة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي، تمامًا كما فعل اليونانيون الذين سيطروا على هذه التجارة في السبعينيات والثمانينيات. وفقًا لسيرين مشبال، أستاذة علم الاجتماع المساعدة في جامعة روتجرز، أسس المصريون حضورًا قويًا في سوق الحلال، الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من ثقافة طعام الشوارع في المدينة.

اليوم، يوجد في المدينة ما يصل إلى 20,000 بائع شوارع، يبيعون كل شيء من الطعام المطهو، الفواكه والخضروات، إلى الملابس والفن. معظمهم من المهاجرين وأشخاص من مختلف الأعراق والجنسيات، وفقًا لمشروع بائعي الشوارع، وهي منظمة غير ربحية للدفاع عن حقوقهم.

أصول أول عربة حلال تظل غامضة، مع ادعاء الكثيرين بأنهم كانوا الرواد. أحد الأسماء البارزة في المدينة هو “ذا حلال جايز”، الذين أصبحوا الآن اسمًا مألوفًا، ويعزون نجاحهم إلى الطلب من سائقي سيارات الأجرة المسلمين الذين كانوا يبحثون عن وجبات حلال سريعة. حتى اليوم، تحتوي العديد من عرباتهم المزدحمة على “خط سيارات الأجرة” خاص حتى يتمكن السائقون من الحصول على طعامهم، تناوله، ومواصلة عملهم في نوبات تستمر 12 ساعة. بدأت هذه العربة كعربة هوت دوج في عام 1992، ثم تحولوا إلى تقديم الطعام الحلال لتلبية هذا الطلب، مما حول العربة المتواضعة إلى موفر لوجبات شهية. اليوم، يتمتع “ذا حلال جايز” بعدة مواقع، بما في ذلك مطعم ثابت في إيست فيليدج، وهم يتوسعون الآن في امتيازهم.

في جميع أنحاء المدينة، أصبحت علامة الحلال جزءًا لا يتجزأ من مشهد الطعام في شوارع نيويورك، من العربات المتنقلة في تايمز سكوير وميل المتاحف، إلى سلاسل المطاعم وشاحنات الطعام التي تجوب الأحياء الخمسة. في مارس 2022، أقامت نيويورك حتى أول “أسبوع مطاعم الحلال”.

في وسط تقاطعات المدينة الفوضوية، تقع واحدة من أكثر العربات المتنقلة شهرة: “عادلز فيمس حلال فود”، النجمة الحالية بلا منازع لعربات الطعام المملوكة لمصريين. ربما شاهدتها تنتشر على تيك توك، ومن السهل فهم السبب. تعمل هذه العربة من الساعة 6 مساءً حتى 4 صباحًا يوميًا، وتقدم أطباقًا شهية لمئات، إن لم يكن آلاف، من الطلاب والمحترفين أثناء فترات استراحتهم في العمل ورواد النوادي الليلية، حيث تمتد الطوابير حول البلوك. القائمة بسيطة، تقدم لحم الضأن على الأرز، الدجاج على الأرز، أو طبق مزيج من الدجاج والضأن، مع اختيارك من الصلصات وخبز البيتا، لكنها تقدم نكهات قوية تبقي العملاء يعودون للحصول على المزيد. حتى لو لم تكن نيويورك ضمن خطط سفرك، فإن “عادلز فيمس حلال فود” وغيرها من العربات المتنقلة مثلها قد تستحق القيام برحلة خاصة.

شارك(ي) هذا المقال