من المؤكد أنّكم على دراية بالتطورات التي شهدها المشهد السعودي، حيث قامت المملكة بإجراء تغييرات هامة تتفوق على أيّ بلد في المنطقة، ونحن مهتمون جداً بهذه التغييرات.
وعلى هذا الصعيد، شهدت البلاد تحولاً كبيراً من كونها مملكةً محافظةً لأقصى الحدود إلى بلدٍ منفتح على العالم، بدءاً من فتح حدودها أمام السياح الدوليين إلى استضافة أول مهرجان موسيقي لها على الإطلاق، وبالطبع هذه مجرد بداية فقط.
من خلال إلقاء نظرة على الداخل، فقد شهدت المملكة تحولاً أكثر جذرية، حيث لم يقف الأمر عند حصول المرأة السعودية على حق قيادة السيارة في عام 2018، بل تم التخفيف من قواعد اللباس إلى حد كبير في السنوات الأخيرة. كما أنّ البلاد التي كانت فعالياتها مقتصرة على الذكور فقط، أصبحت الآن موطناً للعديد من الأحداث المختلطة والتي تُقام في مدنها الرئيسية، ناهيكم عن السماح للمرأة بالعيش بمفردها والتمتع باستقلاليتها وحرية السفر دون الحاجة لإذن ولي أمرها.
وغني عن القول بأنّ هذه التطورات تعود بالفائدة على جيل الشباب المتحمسين للمستقبل القادم، إلا أنّ هناك مجموعة سكانية واحدة بقيت خارج المعادلة وهم: الآباء والأمهات.
لقد نشأت في مجتمع محافظ من الواضح أنّه غير قابل للتغيير، لذا من الطبيعي أن تسبب كل هذه التطورات نوعاً من الصدمة، أو على الأقل الحاجة إلى التكيّف معها. وبهدف الاستفاضة في هذا النقاش التقينا ببعض قرائنا السعوديين لتوضيح هذه القضية. وهذا ما قد صرّحوا به:
What has your response been to the changes? Do you welcome the changes?
كيف استقبلت التغييرات؟ وهل كانت محل ترحيب؟
أ: بالطبع، أشعر بسعادة غامرة وفخر شديد بهذه التغييرات، بالرغم من أننا عانينا لفترة طويلة جداً، إلا أننا وفي غضون ثلاث سنوات شهدنا تطوراً بطريقة لم أتخيلها أبداً، كما أنّ دعم الشباب أمر فاق كل التوقعات. كان لدينا الكثير من الجواهر والمواهب الخفية التي أتيحت لها الفرصة الآن للتألق.
ف: إنّه أمر مثير للغاية. لقد تمكنت أخيراً ولأول مرة في حياتي من الذهاب إلى مدينة جديدة بمفردي.
هـ: أنا متحمس للغاية وفخور بهذا التطور لأبعد الحدود. خاصةً وأننا رأينا التغييرات تحصل أمامنا. لطالما كنا نؤمن بقدرتنا على تحقيق أهدافنا، وبفضل قيادتنا أصبح كل شيء ممكن الحدوث. كما أنّه من الأهمية بمكان تسليط الضوء على تطور السياحة المحلية، والحفاظ على الثقافة والتراث وسط التغييرات التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من تقدمنا كدولة.
ب: نعم بالطبع. من الرائع الحصول على حرية التنزه مع الأصدقاء بالخارج، ودخول مقاهي المدينة، والاستماع إلى الموسيقى في السيارة.
هل تقبل والداك / أقاربك الأكبر سناً أو أصدقاؤك التغييرات الاجتماعية؟
أ: أجل، بالتأكيد
هـ: في الواقع، بالرغم من أن التغيير قد يبدو جريئاً للبعض، إلا أنه سيجني ثماره مع مرور الوقت. إذ تتحلى المملكة الآن بروح ديناميكية وتستوعب مختلف الهياكل والطبقات الاجتماعية. في ظل وجود نسبة 60٪ من السكان الذين هم أقل من 30 عاماً، سيشعر الجيل الأكبر سناً بالراحة لمعرفة أن البلاد في طريقها نحو مستقبل مشرق.
ف: أصيب والداي بالصدمة لأنني لا أرتدي العباءة في الرياض.
ب: يتوجب عليّ الآن تغيير لغة الحوار مع والدي، لطالما اعتدت استخدام أسلوب حوار معيّن معهم، لقد كنت أكثر استرخاءً في حدود بيتي، والآن على العكس أصبحت أكثر تحفظاً داخله.
هل يحدث التغيير بوتيرة معقولة أم أنه أسرع من أن تواكبه الأجيال الأكبر سناً؟
أ: أعتقد أن الصدمة هي الطريقة المثلى لإجراء تغييرات جذرية. لقد أصيب الناس بالصدمة، لذا بات من الضروري أن يتكيف معها أو يتقبلها كبار السن والمتدينون الذين يرفضونها.
ف: لطالما شرحت لوالدي بأنّ: هذه هي السعودية الجديدة. علينا أن نتكيّف.
هـ: كما ذكرنا من قبل، هذا أمر يتعلق بجيل الشباب، لذا فهو أمر طبيعي بالنسبة لهم، وقد يكون الأمر كذلك بالنسبة للجيل الأكبر سناً، فقد رحب الكثيرون بالتغيير ولعبوا بالفعل دوراً أساسياً في الحفاظ على العناصر الثقافية الأساسية.
ما الذي يمكن فعله بشكل مختلف لاستيعاب التركيبة السكانية المختلفة للسعودية؟
أ: الشيء الوحيد الذي يمكن القيام به بشكل مختلف هو ألا يكون هناك تركيز كبير على الترفيه على حساب إيلاء التعليم الاهتمام اللازم. كما أنّ الأشخاص الحاليين ذوي التفكير المحدود بحاجة إلى أن يتم تثقيفهم ليكونوا أكثر انفتاحاً وتقبلاً لهذه التغييرات.
هـ: بصورة أو بأخرى، تم إجراء تحول جذري بكل شيء، وسيكون من الصعب قياس ما يمكن القيام به بشكل مختلف لكل كبيرة وصغيرة. ولعل زيادة الوعي بأهمية إجراء المشاورات العامة بين الشركات والسكان بشكل عام، من شأنه أن يدعم صانعي السياسات والقيادة في تلبية الاحتياجات المطلوبة.