في حين أن كل من في المنطقة يحب أفلام هوليوود الشهيرة، فإن تاريخ السينما العربية المستقلة يعود بالفعل إلى حد بعيد، لمفهوم السينما مع الإخوة لوميير الفرنسيين. إذ نُقِل فيلمهم الأول عام 1896، إلى مصر وتم عرضه على مجموعة من المصريين حصرياً في حمامات شنايدر بالإسكندرية. وبعد مرور عام في الإسكندرية، تم افتتاح سينما لوميير وعرضت فيها عروضاً متكررة من الأفلام.
لطالما كانت مصر واحدة من أولى الدول القلائل في العالم العربي التي نجحت في إنشاء صناعة أفلام أثناء الاستعمار. ومع ذلك، فقد كانت أنواع الأفلام التي تم تصويرها في مصر في ذلك الوقت أكثر تركيزاً على الأفلام الوثائقية وتشبه إلى حد بعيد الموجة الحالية من الأفلام المستقلة الصادرة عن المنطقة.
أول فيلم “عربي” أُنتج في المنطقة كان من قبل إمرأة – وهو فيلم ليلى (1927) للممثلة المسرحية المصرية عزيزة أمير. يمثل هذا الفيلم بداية السينما الوطنية (في مصر)، والذي أظهر أخيراً شخصياتٍ يمكن للجمهور المصري أن يعرفها ويتفاعل معها.
ومع صناعة السينما المزدهرة، بدأت المنطقة في إنتاج أفلامها المستقلة عن السينما الغربية السائدة. ونستعرض لكم فيما يلي خمس دور سينما مستقلة للفن السينمائي لمشاهدة فيلم فيها هذا الصيف.
سينما عقيل – دبي، الإمارات
تحتل سينما عقيل مكانة خاصة في التاريخ بإعتبارها أول سينما مستقلة في الخليج، حيث تقدم أفلاماً مستقلة بشكل حصري إلى جمهورها من العالم العربي وأوروبا ، بهدف تشجيع المزيد من الاهتمام بالفنون.
تم إطلاق سينما عقيل في عام 2014 كسينما متنقلة، وعقدت أكثر من 60 دار سينما خاصة جاذبةً أكثر من 35000 من الحضور في دبي وأبو ظبي والشارقة. وفي سبتمبر 2018، افتتحت سينما عقيل أول موقعٍ دائمٍ لها في القوز. ومنذ ذلك الحين، فإن برنامجهم لا مثيل له مع مواسم متنوعة وإصدارات جديدة رائدة.
ميتروبوليس آرت سينما – بيروت، لبنان
وتشمل هذه البرامج: ورش عمل مثل برامج كتابة السيناريوـ وثلاثة مشاريع سنوية في برنامجهم مخصصة للشباب على وجه التحديد وهي: سينما على الطريق ومهرجان ميتروبوليس السينمائي للشباب وتو أو سينما. لقد أدت الرؤية المشتركة لميتروبوليس مع دور السينما المستقلة الأخرى والمؤسسات غير الحكومية، إلى ظهور شبكة الشاشات البديلة العربية (إن ايه ايه أس) في عام 2008، والتي تضم العديد من دور السينما المستقلة الأخرى المدرجة هنا.
سينماتيك دو طنجة – طنجة، المغرب
تم تصميم هذه السينما (والمعروفة أيضاً بإسم سينما ريف) في عام 2007 على يد الفنانة البصرية الأسطورية إيتو بارادة، وهي بمثابة مكان فني متعدد الثقافات ومخصص بالدرجة الاولى للسينما. أما الهدف من السينما، فكان مثلها مثل الآخرين، تشجيع الشباب على اكتشاف صناعة الأفلام. ومع ذلك، فقد كان لسينماتيك دو طنجة، تركيزاً خاصاً على السينما الأرشيفية، لإعتبارها أن التراث السينمائي أمر أساسي لفهم السينما المستقلة اليوم..
مصنع أفلام السودان – الخرطوم، السودان
يذهلنا مصنع أفلام السودان بتفانيهم للسينما رغم الاضطرابات السياسية والتحديات التي يواجهونها حالياً. يركز مصنع أفلام السودان على المخرجين السودانيين بشكلٍ خاص، وخاصة من الأجيال الشابة.
ما بدأ كمشروع تدريبي لصناعة الأفلام الوثائقية في معهد غوته في عام 2009، استقل في عام 2013 ليصبح منصة سودانية مستقلة للتدريب وإنتاج الأفلام، ولديهم الآن مهرجان سينمائي سنوي خاص بهم. لقد أنتج “مصنع السودان للأفلام” أكثر من 44 فيلماً، وأجرى أكثر من 30 ورشة عمل تدريبية كلها مجانية.
سينماتيك – القاهرة، مصر
تقع هذه السينما في وسط مدينة القاهرة، وتركز ليس على العروض فقط، بل على المناقشات حول السينما المستقلة كأداة للمشاركة الاجتماعية بشكل فني. فمن خلال العروض وورش العمل والفعاليات على مدار السنة، تشجع السينما جميع الأعمار ومستويات الخبرة في المجتمع على الالتقاء وبدء المحادثات والتعلم وتبادل الأفكار، وقبل كل شيء الاستمتاع بالسينما والمشاركة في عالم الأفلام.
