في حديث مع النجمة التونسية الصاعدة أمينة بن إسماعيل

مسيرة مبكرة تتألق بالعديد من الجوائز

تجذب الممثلة التونسية أمينة بن إسماعيل الانتباه بسرعة من خلال أدائها القوي لدور شمس في فيلم “ما بين” من اخراج ندى مزني حفيظ في عام 2023. وقد تم الاعتراف بأدائها في مهرجان جنيف السينمائي الدولي للأفلام الشرقية، ومهرجان كازابلانكا السينمائي العربي، ومهرجان الإسكندرية السينمائي للبحر الأبيض المتوسط، حيث كانت تجسد شخصية فرد بيني الجنس يعاني من تعقيدات القبول والرفض الاجتماعية والشخصية، مما جعل أدائها يلقى صدى لدى الجماهير عبر الحدود. بالنسبة لبن إسماعيل، فإن هذه الجوائز تحمل أهمية خاصة. حيث قالت لمجلة MILLE: “أشعر بفخر أكبر لكون أدائي معترف به في المنطقة. أشعر بأن الفيلم نجح في جعل الناس في المنطقة يحتفلون بالقصة بدون رقابة، ويتواصلون مع القصة كتجربة إنسانية.”

كانت مسيرة بن إسماعيل في التمثيل غير تقليدية، مثل الأدوار التي تميل نحوها. فقد كانت خريجة أنثروبولوجيا، ولم يكن التمثيل حتى ضمن اهتماماتها، الى أن التقت صدفة بعرض تمثيلي في باريس، حيث قامت بالتسجيل في صف تمثيل “لمجرد المتعة” مع أصدقائها. وتضحك قائلة: “لم أفكر حتى في التمثيل كوظيفة حقيقية.” لكن هذه التجربة أشعلت شغفًا في داخلها، مما دفعها لمتابعة التمثيل بجدية. “أعطيت نفسي عامًا للتدريب. إذا لم ينجح الأمر، فكرت أنني سأبحث عن وظيفة أخرى.” وقد تحولت تلك السنة إلى ثلاث سنوات في ستوديو الممثلين، حيث طورت مهارتها والتقت بوكيلها، مما أطلق مسيرتها المهنية. وقد أضاف خلفيتها في الأنثروبولوجيا عمقًا لأدوارها، مما منحها رؤية طبيعية للشخصيات المعقدة والقصص الإنسانية.

 

بينما لا تستخدم شهادتها بشكل مباشر، تعترف النجمة الصاعدة بتأثيرها على أدائها. ويتجلى ذلك في عملية التحضير الدقيقة التي تتبعها. حيث تقول: “أبدأ بطرح الكثير من الأسئلة وبناء خلفية للشخصية.” وتشرح قائلة: “بالنسبة لشمس، حاولت ابتكار عالم عاطفي حولها.” وقد تعززت هذه العملية من خلال تفاعلاتها مع أمنة، وهي شخصية بينية الجنس شاركت بكل حماس في تقديم رؤى شخصية. وتكشف بن إسماعيل قائلة: “لقاء أمنة أضاف عمقًا لشخصية شمس لم أكن لأجده بمفردي. ساعدتني محادثاتنا على تجسيد صراعات شمس بصدق.”

في مشهد محوري يتطلب من بن إسماعيل تجسيد غضب حقيقي وخيبة أمل، كانت أمنة موجودة في موقع التصوير، تراقب وتصفق لأدائها. تتذكر قائلة: “كانت لحظة دافئة ذكرتني لماذا اخترت هذا الدور.” ومع تصاعد شعبية فيلم “ما بين” – الذي يعد الآن ترشيح تونس الرسمي للأوسكار – تأمل الممثلة أن يلهم الفيلم مناقشات مفتوحة في المجتمعات التي غالبًا ما تتجاهل قضايا الجندر والهوية. وتضيف: “أريد أن يكون هذا الفيلم أكثر من مجرد ترفيه. آمل أن يبدأ محادثات حول الحب والقبول وما يعنيه أن تكون إنسانًا.” بالنسبة لها، يقاس النجاح بتأثيره على الجماهير ونموها الشخصي. تقول: “إذا شعر الناس بشيء حقيقي وإنساني، فهذا هو النجاح.”

لقد غير تجسيد شخصية شمس أيضًا من منظورها الشخصي حول الهوية. تقول: “رحلة شمس غيرت كيفية فهمي للجندر والهوية.” وتضيف: “دفعتني لرؤية ما وراء الفئات التقليدية، مُظهرة لي حرية كسر القوالب.” وقد شجعها هذا الدور على البحث عن شخصيات تتحدى التقاليد. وتفكر قائلة: “جعلني لعب شمس أدرك أنني أستطيع تجاوز الأدوار التي يتوقعها الناس.” وتضيف: “لم أبدأ مسيرتي المهنية بتوقعات محددة، لكن هذا الدور منحني الثقة للغوص في أدوار أكثر تحديًا.”

عندما سألناها عن الأدوار التي تحلم بتمثيلها، اعترفت بن إسماعيل بأنها كانت تتصور نفسها في الكوميديا، متأثرة بمسلسلات مثل “فريندز” و”ذي اوفيس”. وتضحك قائلة: “ما زلت آمل أن أقدم كوميديا يومًا ما، لكنني الآن أود أن أفعل ذلك في تونس أو على الأقل بطريقة تعكس روح الدعابة في ثقافتي الأصلية.” حقًا، علمتها رحلتها أهمية التشبث بالأصالة – درس تشاركه مع الممثلين الطموحين.

نصيحتها؟ “التدريب والصبر. في كل مرحلة، تذكروا لماذا تفعلون هذا. يجب أن تكون الحرفة نفسها كافية، وليس فقط الشهرة.”

 

شارك(ي) هذا المقال