الوحدة تعادل في خطورتها تدخين 15 سيجارة يوميًا

وقد تجعلك تدخن أكثر

بالرغم من اعتباره  ضرر جانبي لجائحة كوفيد-19، مازال الشعور بالعزلة الطويلة الناتج عن أشهر من الإغلاق في عام 2020 يؤثر على عدد كبير من سكان الكوكب. أصبحت مشاعر العزلة منتشرة إلى درجة أن منظمة الصحة العالمية وصفت الوحدة بأنها “مصدر قلق عالمي للصحة العامة” وضارة مثل تدخين ما يعادل 15 سيجارة يوميًا.

حسب تقرير من منظمة الصحة العالمية  بقيادة الجراح الأمريكي الدكتور فيفيك مورثي ومبعوث الشباب لمفوضية الاتحاد الأفريقي تشيدو مبيمبا، تبيّن أن الوحدة تؤثر على الناس من جميع الأعمار والخلفيات والأعراق، مما يثبت أنه لا توجد شريحة من المجتمع محصنة ضد العزلة الاجتماعية.

من حيث الأرقام، أظهرت الدراسة أن معدلات إصابة واحد من كل أربعة أفراد بالوحدة هي نفسها تقريبًا في جميع أنحاء العالم بتفوق طفيف في شرق البحر الأبيض المتوسط. هذا وتتميز نفس المنطقة بأعلى مستوى من العزلة بين المراهقين، حيث يزعم 14.4% أنهم يعانون من الوحدة. وتأتي أفريقيا في المرتبة الثانية، حيث أفادت التقارير أن 12.7% من الأشخاص يعانون من العزلة الاجتماعية.

كتب مورثي في رسالته في التقرير : “تهدد الوحدة والعزلة صحتنا ورفاهيتنا – سواءًا كأفراد ومجتمعات. يجب أن تصبح إعادة بناء التواصل الاجتماعي الآن أولوية للصحة العامة… وسوف يتطلب الأمر إعادة توجيه أنفسنا ومجتمعاتنا ومؤسساتنا لإعطاء الأولوية للتواصل الإنساني والعلاقات الصحية”.

قامت اللجنة أيضًا بجمع معلومات حول كيف يمكن أن يؤدي الافتقار إلى التواصل الاجتماعي إلى معدلات وفيات أعلى من شرب ستة مشروبات كحولية يوميًا، والخمول البدني، والسمنة، وتلوث الهواء – وهي العناصر التي يتعين على المناطق المذكورة أعلاه مواجهتها أيضًا. يمكن أن تزيد الوحدة المزمنة أيضًا من خطر الإصابة بالخرف بنسبة 50%، وهي أقوى مؤشر للتفكير في الانتحار.

مع استمرار ميلنا نحو استعمال العالم الرقمي في حياتنا اليومية والاجتماعية، لا يمكننا سوى التساؤل عما إذا كان من الممكن وجود حل قابل للتطبيق ومستدام لمنع الأفراد من الابتعاد عن بعضهم البعض. وكتب مورثي: “إذا فشلنا في بناء مجتمع أكثر تواصلاً وعيش حياة أكثر اتصالاً، فسندفع ثمناً متزايداً في صحتنا ورفاهتنا الفردية والجماعية. بدلاً من أن نجتمع معًا لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهنا، سنتراجع أكثر إلى زوايانا – غاضبين، مريضين، ووحيدين.”

 

شارك(ي) هذا المقال