متحف اللوفر أبوظبي يجلب معرض الانطباعية إلى الإمارات

مستمر حتى 9 فبراير

إذا كنت من المولعين بضربات فرشاة فان غوخ الفريدة أو مناظر سيزان الهادئة، فإن هذا الخبر يهمك. فقد كشف متحف اللوفر أبوظبي عن أحدث معارضه بعنوان “ما بعد الانطباعية: رؤية أعمق”، الذي يعرض روائع لبعض أبرز رموز هذه الحركة الفنية، والعديد منها يُعرض في المنطقة لأول مرة.

إلى جانب فان غوخ وسيزان، يضم المعرض أعمالًا لأيقونات مثل جورج سورا، هنري إدموند كروس، إميل برنارد، بول سيروزييه، بول غوغان، وهنري دو تولوز لوتريك—فنانين ساهموا بشكل جماعي في إعادة تشكيل المشهد البصري في أواخر القرن التاسع عشر.

تولى تنسيق المعرض كل من جان ريمي توزيه، أمين اللوحات في متحف أورسيه بباريس، وجيروم فاريجول، كبير أمناء متحف اللوفر أبوظبي، بالتعاون مع متحف أورسيه ومؤسسة متاحف فرنسا. يستمر المعرض حتى 9 فبراير، ما يتيح فرصة نادرة لمشاهدة أعمال هؤلاء الفنانين المبدعين في الإمارات.

يأتي معرض “ما بعد الانطباعية: رؤية أعمق” بعد عامين من معرض اللوفر أبوظبي “الانطباعية: دروب نحو الحداثة”، الذي استعرض الثورة التي أطلقها فنانون مثل كلود مونيه، ألفريد سيسلي، وبيير أوغست رينوار، الذين تحدوا التقاليد السائدة برسمهم في الهواء الطلق بعيدًا عن قيود صالون باريس الصارمة في القرن التاسع عشر.

لم يكن فنانو ما بعد الانطباعية أقل ثورية. فلم يكونوا حركة موحدة، بل شبكة من الفنانين الذين تشاركوا أفكارًا مثالية والتقوا أحيانًا—سواء بتوافق أو بتوتر. سعى هؤلاء الفنانون إلى طرق جديدة لعرض أعمالهم، وغالبًا ما اختاروا أماكن غير تقليدية مثل المقاهي، مبتعدين عمدًا عن قيود عالم الفن التقليدي.

تنعكس هذه الروح اللامركزية في تصميم المعرض. فمع وجود أقسام مخصصة لفان غوخ، وغوغان، وتولوز لوتريك، وسيزان، يمكن للزوار استكشاف صالات العرض التي تتفرع من قاعة مركزية. يقدم كل مسار رحلة فريدة، مثل الطريق المؤدي إلى قسم سيزان، الذي يضم عمله الشهير “مونت سانت فكتور”، وهو مصدر إلهام متكرر طوال مسيرته.

في قلب المعرض، توجد وحدة تفاعلية تقدم نظرات معمقة في حياة وأعمال أساتذة ما بعد الانطباعية. كما تُعرض أدواتهم الشخصية، مما يسمح للزوار بالاقتراب من الأدوات التي شكّلت فنهم الثوري.

ومن أبرز محطات المعرض في ختامه، عرض لوحتين للفنان الفرنسي المصري جورج حنا صباغ، رُسمتا في أوائل عشرينيات القرن الماضي، تجسدان مشاهد من الحياة الأسرية برؤية ما بعد انطباعية. يشير ذلك إلى تدريبه الفني مع أعضاء مجموعة “لي نابي” مثل بول سيروزييه وفيليكس فالوتون.

شارك(ي) هذا المقال