هل ما تزال مهرجانات الجوائز تتمتع بالشرعية؟ فمن جوائز الأوسكار إلى جوائز الغرامي، تعرضت تلك الأكاديميات والمؤسسات المسؤولة عن بعضٍ من أبرز الجوائز العالمية للكثير من الهجوم والانتقاد في السنوات الأخيرة، وآخرها مهرجان “سيزار” الفرنسي.
إذ تعلمت هذه المؤسسة (التي غالباً ما توصَف بإسم “جوائز الأوسكار الفرنسية”) من أخطاء نظيرتها الأميركية واتخذت بعض الخطوات الرئيسية نحو تنويع مرشحيها والفائزين بجوائزها، من خلال منح الممثلة الجزائرية الفرنسية لينا خودري جائزة سيزار عن فئة أفضل ممثلة صاعدة.
https://www.instagram.com/p/B9PuSXmIP6v/
وقد فازت خودري، التي تلعب دور حبيبة الممثل تيموثي شالاميت في فيلم ويس أندرسون القادم، بجائزة عن دورها في فيلم Papicha للمخرجة مونيا مدور، والذي يروي قصة مناضلاتٍ جزائريات في سبيل الحرية. كما حصلت مدور أيضاً على جائزة أفضل فيلم.
https://www.instagram.com/p/B9IKr6RincA/
إلا أن الاحتجاجات الكبيرة على فوزٍ آخر في هذا المهرجان، طغت على فوز كل من الممثلة والمخرجة الجزائرتين، ألا وهو فوز المخرج رومان بولانسكي المتهم بالاغتصاب، عن فئة أفضل مخرج.
إذ تم ترشيح المخرج البولندي للجائزة عن فيلمه “An Officer and a Spy”، مما أدى إلى استقالة 21 عضواً بالأكاديمية الفرنسية، وهي الخطوة التي اتُخذت بعد حفل توزيع الجوائز في 28 فبراير. حيثُ تم ترشيح بولانسكي لـ 12 جائزة سيزار، وهو القرار الذي أحدث جدلاً كبيراً وردود فعلٍ عنيفة، لتتعهد الأكاديمية في نهاية المطاف القيام بإصلاحاتٍ في مؤسستها.
وعلى الرغم من ذلك، تم منح بولانسكي جائزة أفضل مخرج خلال الحفل. كما فاز بجائزة أفضل سيناريو مقتبس. وهذا المخرج المتهم باغتصاب فتاةٍ تبلغ من العمر 13 عاماً في عام 1977، مطلوب حالياً في الولايات المتحدة لارتكابه هذه الجريمة (حيثُ فر من أميركا قبل جلسة النطق بالحكم).
تسبب فوزه بخروج البعض من الحفل، ومغادرة عدد من الممثلين وهم مصدومين من هذا الفوز، ومنهم الممثلة أديل هاينل (التي كانت مرشحة لجائزة أفضل ممثلة) وهي تصرخ “عار!”. ليخرج المتظاهرون بعد فترةٍ وجيزة إلى الشوارع ويتجمعوا خارج القاعة الباريسية حيث يُقام مهرجان الجوائز.
ومن بين المحتجين على هذا الفوز، وزير الثقافة الفرنسي فرانك ريستر الذي قال أن منح بولانسكي جائزة سيزر يعتبر “تمثلاً سيئاً عن المواقف الذي يجب أن نتخذها ضد العنف الجنسي والجسدي”.
إن ردود الفعل والانتقادات التي تلت ذلك الحفل في فرنسا، تضع شرعية جائزة سيزار موضع تساؤل، وكذلك كل جوائز المهرجانات على نطاق عالمي، نظراً لافتقارها العام للتنوع ولتجاهلها الدائم للمخرجين والفنانين من ذوي البشرة الداكنة.