أجل، لقد حقق مارادونا هدف “يد الله” بفضل تونس

الهدف المذهل الذي دخل التاريخ

من اللاعبين إلى المدربين والأندية الشهيرة، تزخر المنطقة بالعديد من الأسماء المتألقة التي ارتقت بمشهد كرة القدم في العالم العربي إلى أعلى المستويات بفضل مهاراتهم الفريدة أو طريقة لعبهم المثيرة للاهتمام أو حتى صافرات الحكام المذهلة والتي ستكون محور موضوعنا لهذا اليوم.

من المعروف أنّ الحكم في مباريات كرة القدم هو صاحب السلطة في اتخاذ القرارات وتطبيق القوانين وإعلان النتيجة وتغيير مجرى المباراة بطريقة أو بأخرى.

سواء كنتم مهووسين بكرة القدم أم لا، فإن اسم دييغو أرماندو مارادونا لا زال اسماً مرموقاً في عالم كرة القدم. ما هو السبب؟ قد يعود سبب شهرته الرئيسي إلى أسلوبه المميّز في اللعب، أو إلى الفضيحتين اللتين تورط فيهما هذا اللاعب الأرجنتيني خلال فترة وجوده في أوروبا أو بسبب هدفه المذهل الذي سجله في شباك مرمى إنجلترا في مباريات كأس العالم لعام 1986.

وبالرغم من أنّنا شهدنا بعض التمريرات القصيرة المذهلة والتسديدات الطويلة الأسطورية، خاصة خلال العقد الذي واكبنا فيه كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي اللذين حطما الأرقام القياسية عاماً بعد عام واكتسبا مكانة مرموقة موسماً بعد موسم، لكن لا أحد يُضاهي مارادونا في أسلوبه الفريد والمتميّز.

قد تبدو القصة التي سنتطرق إليها خيالية بعض الشيء في بادئ الأمر، إلا أنّه الهدف الأسطوري قد خلق قصة حب عبر القارات بين دولة أمريكا الجنوبية والجمهورية التونسية، في الواقع إن قصة مارادونا المذهلة ربما لم تكن لتحدث أبداً لولا مساعدة علي بن ناصر المولود في شمال أفريقيا.

لقد تم تعيين بن ناصر حكماً للدور ربع النهائي من تصفيات كأس العالم لكرة القدم ليدخل التاريخ  في 22 يونيو من عام 1986 عندما احتدمت المنافسة بين إنجلترا والأرجنتين في ملعب أزتيكا في مدينة مكسيكو في محاولة من الفريقين للوصول إلى المرحلة التالية من المنافسة والفوز بالكأس الذهبية.

وخلال هذه المباراة حقق كابتن المنتخب الأرجنتيني هدفاً أسطورياً أطلق عليه اسم “يد الله” و”هدف القرن”، حيث قام اللاعب بضرب الكرة بيده في شباك مرمى الفريق المنافس في محاولة لخداع الحكم وجعله يعتقد أنه سجل الهدف برأسه. صدقوا أو لا تصدقوا، لقد نجح في ذلك.

وعلى هذا الصعيد قال بن ناصر في لقاء مع قناة بي بي سي: “كنت أراقبه من خارج منطقة الجزاء، وأتساءل كيف يمكن لهذا  اللاعب تفادي ثلاثة مدافعين، والركض لمسافة 50 متراً تقريباً، في الواقع اعتقدت أن “المدافعين سيحاولون  إفساد خطته” وكنت على وشك إطلاق الصافرة واحتساب ضربة جزاء”.

ثم أضاف “لقد كنت متردداً في البداية، فألقيت نظرة سريعة على دوتشيف (الحكم المساعد)، الذي عاد إلى وسط الملعب مؤكداً الهدف، دون الإشارة إلى لمسة يد”. 

بصراحة، لقد استطاع مارادونا منح فريقه هدفاً أسطورياً انقذه من الخروج المبكر من المنافسة، والأكثر من ذلك أنّه قاده في النهاية للفوز بالبطولة بعد أسبوعين من هذا الحدث – وهو إنجاز لم يختبره سوى عدد قليل من اللاعبين في العالم، ولم يكن ليتحقق ذلك لولا مساعدة ذلك الحكم التونسي.

وبعد مرور فترة من الزمن، ذهب مارادونا الكابتن السابق لمنتخب الأرجنتين لزيارة ذلك الشخص الذي ساعده على ترسيخ مكانته المرموقة وذلك في موطنه تونس في عام 2015، حيث استذكرا معاً هذا الحدث الشهير، كما قدّم مارادونا لعلي بن ناصر قميصاً كتب عليه “Para Ali Mi Amigo Eternal” أي (إلى علي، صديقي الأبدي).

وغني عن القول بأنّها كانت لحظة تاريخية مكتملة الأركان في تاريخ كرة القدم، وبالرغم من أنّها قد لا تكون هي أفضل مثال على الصدق والشفافية في مدارس كرة القدم اليوم، إلا أننا بالتأكيد نفتخر بأننا جزء من واحدة من أعظم لحظات تاريخ كرة القدم على مر العصور.

شارك(ي) هذا المقال

مقالات رائجة