رغم رغبتنا في معرفة كل مغني راب في المنطقة، إلا أن هناك شيئًا مميزًا في اكتشاف الفنانين الجدد. في ليبيا، ومع انطلاق النسخة الأولى من مهرجان بنغازي الصيفي (BSF)، ازدادت حماستنا لرؤية نجوم المنطقة مثل مروان موسى وعفروتو وهم يعتلون المسرح ليقدموا أعمالهم الكلاسيكية أمام جمهور محلي لم يحظ من قبل بفرصة الاستمتاع بالموسيقى الحية في بلده. ومع أن هذا كان مثيرًا، إلا أن اللحظة الأبرز كانت عندما شهدنا مغني الراب المحليين يمزقون المسرح لأول مرة أمام جمهورهم ويحتفلون بمدينتهم في بداية مشوارهم الفني.
يتطلب العيش في بلد يعاني من عدم الاستقرار وقلة الفرص الثقافية، بالإضافة إلى المشاركة في مشهد موسيقي غير معروف، أن يواجه الفنانين المحليين صعوبات جمة في الأداء على أرضهم—إذا تمكنوا من ذلك أصلًا. هكذا كان الحال مع منصور أنون، ابن بنغازي، الذي اعتلى المسرح لأول مرة في 1 أغسطس بعد عقد من الزمن قضاه في تطوير صوته الخاص وتمثيل شباب بلده عبر الميكروفون.
@milleworlddotcom THE MOMENT @Mansor Unknown STEPPED ON STAGE TO JOIN @كامي ميوزك 💎 TO PERFORM ON #BENGHAZI ♬ original sound – milleworlddotcom
قبل أيام قليلة من عرضه الفردي، دُعي منصور، البالغ من العمر 27 عامًا، لمشاركة المسرح مع زملائه مغنيي الراب الليبيين كحلة وكامي في أول يومين من المهرجان الموسيقي الذي يمتد لـ 15 يومًا. رغم سنوات العمل الشاق، كان حماسه جليًا، وجاء رد فعل الجمهور ليؤكد أن رحلته بدأت تأخذ المسار الذي طالما حلم به.
جلسنا مع منصور في الكواليس، وكان مفعمًا بالحماس. طرحنا عليه خمسة أسئلة سريعة لنتعرف على شخصيته وكيف يستفيد من موجة التغيير الحالية. إليكم ما قاله لنا:
متى بدأت تغني الراب؟
بدأت في عام 2012. كنت أستمع إلى الراب الخليجي، وكنت أتابع مسابقة في الخليج تسمى “الدوري العربي” بشغف كبير. ألهمتني تلك التجربة لدرجة أنني قررت أنني أريد أن أبدأ في صناعة الموسيقى بنفسي. ومن هنا انطلقت رحلتي.
كيف تشعر كونك أحد أوائل مغنيي الراب في ليبيا؟
تحملني هذه المسؤولية الكبرى، إذ يتابعني جيل كامل، والشارع يراقب. يجب أن أحافظ دائمًا على الدافع وأتذكر هذه المسؤولية.
ما الهدف الذي يطمح منصور أنون لتحقيقه؟
أرغب في إثبات أن الفن ممكن في ليبيا، رغم كل ما يحدث وسرعة التغيرات، أشعر أحيانًا بالضياع. لكن ما أعرفه يقينًا هو رغبتي في تحقيق نجاح كبير، لتمثيل ليبيا، ولجعل صوتنا يصل إلى ما وراء الحدود. ليبيا هي الوطن، ليبيا هي بلدي.
كيف ترى تأثير هذا المهرجان وما يثيره من ضجة عليك كفنان ومعجب بالموسيقى؟
يجعلني هذا المهرجان أشعر وكأنني أبدأ من الصفر. رغم أنني أغني الراب منذ أكثر من 10 سنوات، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي أعتلي فيها المسرح. هناك الكثير لأحققه. أطمح إلى وضع ليبيا على الخريطة الموسيقية، لمنافسة المشاهد الموسيقية الأخرى. لماذا لا؟ لا أرغب في إملاء كيفية غناء الراب على أحد، لكن إذا استطعت أن ألهم الآخرين، فسيكون ذلك إنجازًا رائعًا. بالكاد أستطيع التفكير الآن—الأحداث متسارعة والمشاعر متدفقة.
ما الرسالة التي ترغب في توجيهها للعالم الآن؟
نحن قادمون، وقادمون بقوة.
الصورة من @m_elshreif