شهد العامان الماضيان تسليط الضوء على المملكة العربية السعودية. من الإصلاحات التي منحت المرأة حريات جديدة إلى التقويم الثقافي الجديد المفعم بالحيوية، ظهر جيل جديد من المبدعين الشباب السعوديين المستعدين بكل جرأة لتأكيد وجودهم.
وهو ذات الجيل الذي خرجت منه الفنانة السعودية ورائدة الأعمال هدى بيضون البالغة من العمر 32 عاماً. عندما يتعلق الأمر بالمشهد السعودي الإبداعي، تريدكم هذه الفنانة أن تفكروا في مشمش، وهي وكالتها الإبداعية التي تم إطلاقها حديثاً في السعودية والمكرسة لإتاحة الفرص أمام جيل الشباب المبدعين السعوديين الناشئين.
ولدت بيضون في جدة وبدأت مسيرتها الفنية كرسامة وفنانة رقمية، وبعد أن عرضت أعمالها في معرض أثر و ROOM NO.5 في جدة وكذلك غاليري آمبر في المغرب. قررت في عام 2017 الانتقال إلى باريس للعمل في مجال صناعة الأزياء.
عادت بيضون إلى وطنها في عام 2020، عندما أدركت أنّ كل ما قد يحبط أعمالها الإبداعية قد زال، حيث تقول: “فكرت لماذا لا أفعل بذلك بدعم من الناس حولي” ثم تضيف “أردت جعل اكتشاف العلامات التجارية العالمية للمواهب المحلية أمراً غاية في السهولة، خاصة تلك العلامات التي تتطلع إلى توطين حملاتها الإعلانية أو مجموعاتها أو أي شيء آخر”.
في ظل انتشار الوباء، على الرغم من أنّ هذا العام هو الأصعب والأكثر تحدياً منذ عقود للكثيرين في جميع أنحاء العالم، لا سيما فيما يخص الأعمال الإبداعية، إلا أنّ بيضون مقتنعة بأن عام 2020 هو اللحظة المثالية لإطلاق مشمش. ثم تتابع “لقد تغيرت الأمور على نحو كبير، هناك عدد هائل من المواهب السعودية المبدعة في مجال صناعة الأزياء التي تستحق التقدير والدعم”.
تكرس بيضون نفسها لتسليط الضوء على المواهب السعودية المحلية، فهي مصرة على تشجيع السعوديين على استعادة هويتهم في مواجهة الروايات الاستعمارية. وكما تشير “على الرغم من أننا تأثرنا لفترة طويلة بالثقافة الغربية، إلا أنّ المبدعين يمتلكون الآن الشجاعة للانفصال التام عن هذه الثقافة وتجربة رؤاهم المستقلة”. يهدف عملهم من خلال الابتعاد عن صور المملكة النمطية إلى عكس الصورة الحقيقية للبلاد: متعددة الأوجه.
تمتاز هذه الوكالة باحتضان مصورين ومصممين وفناني مكياج وعارضي أزياء ومنتجين من جميع أنحاء البلاد، ولا يقتصر الهدف الرئيسي لوكالة مشمش على ابتكار الجماليات الرائعة فقط، بل يهدف إلى توحيد مجتمع من الأشخاص الذين يرغبون في إحداث تغييرات جوهرية.
في الوقت الحالي، تتجسد مهمة الوكالة في متابعة التطور وخلق مساحة أكبر للإبداع السعودي ومنحه فرصة للازدهار. تقول “لقد سمحت لنفسي بالتفكير بطريقة عصرية، أنا أحب ما أفعله وأؤمن برؤيتي”.