مغربية تحصد لقب أول ملكة جمال للذكاء الاصطناعي بالعالم

مبروك؟

إذا كنت تعتقد أن الذكاء الاصطناعي (AI) لا يمكن أن يصبح أكثر بؤسًا، فإننا نأسف لإخبارك بأننا لا نزال بعيدين عن الوصول إلى قمة إمكانياته (أو دعنا نقول غبائه). بعد الأغاني المُولدة بالذكاء الاصطناعي والمُحاكية لصوت أي مغني مفضل لديك، والفن المُنتج  بواسطة الذكاء الاصطناعي، والروايات التي يكتبها الذكاء الاصطناعي، يبدو أن البشرية لم تجد ما يُمكن فعله بواسطة هذه التكنولوجيا المتقدمة  أفضل من إنشاء نماذج مولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي وجعلها تتنافس في مسابقة جمال مخصصة.

هذا الأسبوع، تم الكشف عن إقامة أول مسابقة ملكة جمال الذكاء الاصطناعي في العالم والتي توجت المغربية كنزة ليلي كأجمل متسابقة. في نسختها الأولى، دعت المسابقة التي تم تكليفها من قبل جوائز منشئي الذكاء الاصطناعي من Fanvue World، خبراء الصناعة لاستعراض مهاراتهم من خلال إنشاء نماذج مشابهة للعروض.

 

مع أكثر من 1500 مشاركة، حصلت كل واحدة من “الحوريات السيبرانية” – بشكل أدق، منشئيهن – على فرصة للفوز بجائزة نقدية قدرها 20,000 دولار، والتي حصلت عليها الخبيرة التقنية المغربية مريم بسة – مؤسسة وكالة Phoenix AI – التي أنشئت المؤثرة الافتراضية المحجبة. للوصول إلى هذه المرتبة، كان على ليلي التميز في عدد من الفئات – بما في ذلك الجمال، والتكنولوجيا، والحضور على وسائل التواصل الاجتماعي – أمام لجنة تحكيم مكونة من متخصصين في مسابقات الجمال البشرية والروبوتية.

قال ويل مونانج، المؤسس المشارك لـ Fanvue، لصحيفة نيويورك بوست: “كان الاهتمام العالمي بهذه الجائزة الأولى من [WAICAs] مذهلاً”. وأضاف: “تُعد الجوائز آلية رائعة للاحتفال بإنجازات المبدعين، ورفع المعايير، وتشكيل مستقبل إيجابي لاقتصاد منشئي الذكاء الاصطناعي”.

مع ما يقرب من 200,000 متابع لحسابها الرسمي على إنستغرام، تغلبت المؤثرة الافتراضية على المتسابقة الفرنسية لالينا فالينا، والبرتغالية أوليفيا سي، اللتين حصلتا على المركزين الثاني والثالث على التوالي في سباق الجمال الرقمي.

بينما يمكن اعتبار هذا الخبر إنجازًا تاريخيًا لمنطقتنا، إلا أن فكرة مسابقة جمال الذكاء الاصطناعي لا تبدو صائبة. تُثير مسابقات الجمال في الحياة الواقعية العديد من المشكلات، لكن هذا التكرار الأخير يثير عددًا  أكبر من الأسئلة: على من استند هذا النموذج؟ كم عدد الصور التي تم تحليلها لإنشائه؟ هل كان الأفراد في تلك الصور على علم بمشاركتهم وهل قدموا موافقتهم؟ كيف تم تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي للحكم، وهل كان هناك أي تحيز؟ أليس من الغريب أن تشارك كائنات غير موجودة في مثل هذه المسابقات؟ ماذا عن الحجاب؟ هل هذه هي الطريقة والأسلوب الذي نريد به تمثيل قيمنا الدينية، أم أنه مجرد بيان أزياء رقمي؟ ماذا يقول هذا عن تصورنا للهوية؟ العديد من الأسئلة التي يصعب الإجابة عليها، مما يتركنا نتساءل إلى أين يتجه مجتمعنا.

بينما لا يزال الكثيرون يكافحون لفهم كيفية عمله، يبدو أن الآخرين ينحرفون عن المسار الصحيح. بدلاً من استخدام هذه التكنولوجيا المتقدمة لأغراض أفضل، مثل جعل التعليم والرعاية الصحية والخدمات الأساسية الأخرى أكثر سهولة وفعالية، يبدو أننا ننشغل بمساعي تفضل الإنجازات السطحية (مرة أخرى). وكما يقول الكثيرون إن الموضة دورية، من الواضح أن غباء البشر أيضًا.

شارك(ي) هذا المقال