Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

الرئيس التونسي يعيّن أول امرأة في منصب رئيسة وزراء للبلاد

قرارٌ جذري وهام من تونس!

لقد بدأنا هذا الأسبوع بأحداث تاريخية غير مسبوقة شهدتها دول شمال أفريقيا في محاولة للارتقاء بالمنطقة وإحداث تغيير جذري وهام، بالأمس شهدت المغرب لأول مرة في التاريخ انتخاب ثلاث سيدات لتولي منصب عمدة لمدن رئيسية في المملكة، واليوم تم الكشف عن قيام الرئيس التونسي قيس سعيّد بتكليف نجلاء بودن بتشكيل الحكومة الجديدة وهو الحدث الأبرز الذي يشكل علامة فارقة في تاريخ تونس.

ومن الجدير بالذكر أنّ تعيين بودن كأول امرأة تتولى منصب رئيس وزراء في تونس وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ككل، هو بمثابة لحظة هامة في التاريخ (أو بالأحرى في تاريخ المرأة).

وغني عن القول بأنّ تعيين بودن (وهي شخص بعيد تماماً عن السياسة، خاصةً وأن الشارع التونسي لا يعرف الكثير عن رئيسة وزرائه الجديدة) قد أثار بعض التساؤلات والقلق حيال قدرتها على مواجهة التحديات التي تشكلها المرحلة السياسية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، في الواقع يُعتبر هذا القلق مشروعاً لطالما واجه التونسيون منذ الثورة والاضطرابات المتكررة في بلادهم التي ما تزال تكافح حتى الآن في محاولة لتشكيل هيئة حكومية مستقرة.

إلا أنّ تولي بودن منصب رئيسة وزراء قد يحمل في جعبته مستقبلاً مبشراً وواعداً، وقد أعرب الكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي عن مشاعر الطمأنينة والراحة، خاصة وأنّ هذا الخبر قد جاء بعد شهرين من قيام الرئيس قيس سعيد بتعليق الحكومة والدستور. 

وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ بودن تعمل أستاذة مختصّة في علوم الجيولوجيا في التعليم العالي في المدرسة الوطنية للمهندسين بعد تخرجها من المدرسة الوطنية العليا للمناجم المرموقة في باريس، كما عينت مديرة عامة مكلفة بالجودة، ثم شغلت منصب رئيسة وحدة التصرف حسب الأهداف في وزارة التعليم العالي

وبالطبع، ستترك بودن عملها الحالي في إدارة الإشراف على خطة لتنفيذ برامج البنك الدولي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وهو المنصب الذي كانت تشغله قبل تكليفها بمهمتها الجديدة.

ومن جهته قال الرئيس سعيّد في فيديو نُشر على صفحة رئاسة الجمهورية التونسية على فيسبوك للتعريف ببودن “لأول مرة في تاريخ تونس تتولى امرأة رئاسة حكومة”.

ثم تابع “سنعمل معاً في المستقبل بإرادة وعزيمة ثابتة للقضاء على الفساد والفوضى التي عمّت الدولة في عدة مؤسسات”.

وغني عن القول بأنّ هذا التعيين الجديد واعد ومبشر، ونحن نتطلع لنشهد بشكل ملموس تنفيذ الخطط التي ستوضع لمستقبل هذا البلد والتي من شأنها إحداث التغيير والتطور، نتمنى لهذه المرأة العربية التي تولت منصب رئيسة للوزراء حظاً طيباً في الارتقاء بالبلاد وتحقيق ما تصبو إليه.

شارك(ي) هذا المقال

مقالات رائجة