لعقود من الزمن عاش السعوديّون مع الحظر الذي فرضته المملكة على الصناعات الترفيهيّة، إلا أنّ ذلك لم يثنِ المبدعين المحلّيين عن إنجاز أعمالهم بالشكل الأمثل. مثال على ذلك “تكي”.إنّه المسلسل التلفزيوني السعودي والذي نال أخيراً الاهتمام الذي يستحقّه بعد تسع سنوات من انطلاقه.
بعد منعه من العرض على شبكات التلفزيون السعودي التقليديّة بسبب القصّة التي يناقشها، لاقى المسلسل في عام 2012 رواجاً كبيراً على قنوات اليوتيوب حيث استمر عرضه لمدّة أربع سنوات. والآن وبفضل نيتفلكس حقّق المسلسل نسبة مشاهدة عالية.
سرعان ما اكتسبت الدراما السعوديّة الكلاسيكيّة حضوراً مذهلاً على موقع اليوتيوب، شأنّها شأن المسلسلات التي تركّزعلى الشباب والتي عرضها تلفاز 11. إن كنتم لم تشاهدوه بعد فقد حان الوقت لذلك. يقدّم هذا العرض رؤية ثاقبة فريدة تعكس حياة الشباب السعودي وهو الجيل الذي وجد نفسه مضطراً لأن يوازن بين الحياة المحافظة والعصريّة.
يعالج المسلسل عدداً كبيراً من المحرّمات في المملكة العربيّة السعوديّة، بدءاً من العلاقات إلى حقوق المرأة. “مالك” هو الشخصيّة المحوريّة في القصّة، وهو مخرج سعودي شاب يناضل من أجل عرض عمله في المملكة على الرغم من منعه من العرض في دور السينما. كما أنّ “بيان” شخصيّة رئيسيّة أخرى في المسلسل، وهي شابّة تتطلّع إلى بدء مهنة في صناعة السينما.
حقّق المسلسل ملايين المشاهدات خلال عرض حلقاته التي استغرقت كل منها مدة 25 دقيقة، ولاقى العرض صدىً كبيراً لدى الشباب السعودي (وهو ما يعني بطبيعة الحال أنه واجه أيضاً ردود أفعال غاضبة). أوضح كاتب القصّة ومخرجها محمد مكّي في مقابلة مع صحيفة The National “في ذلك الوقت لم يكن هناك فعلياً أي أعمال تتحدّث عن الشباب السعودي العادي خاصّة في مدينة جدّة“.
وأنهى حديثه قائلاً “وبدلاً عن ذلك، كان هناك مسلسلات تركّز على نخبة العائلات السعوديّة وحياتها الخاصّة. ولكن على الرغم من حقيقة وجود هذه العائلات إلا أنّها بالتأكيد لا تمثّل المجتمع السعودي بأكمله”.
