تعرفوا إلى الفنّان الذي يُبدع إكسسوارات عصريّة من سجاجيد الصلاة!

تصاميم عمر عبد اللطيف.. استكشافٌ الشرق الأوسط والغرب

ترك عمر عبد اللطيف، الهولنديّ المصريّ ذو الواحد والعشرين ربيعاً، عمله المعتاد في التسويق ليركّز على نفسه، وكما يقول: “لأفعل حقّاً ما أريد”، قبل أن يضيف: “أرغب بأن أدعو نفسي رجلاً حرّاً”. لطالما كان عبد اللطيف منشغلاً في وقت فراغه ببناء المختبر العربيّ، وهو مشروعه الأحدث الذي جرّب فيه الموضة الغربيّة بالرموز العربيّة. “الأمر تقريباً مثل مختبر دكستر” كما أوضح عمر. وجاءت النتيجة على شكل مجموعة من إبداعات الإكسسوار العمليّة المعاصرة المستوحاة من الألبسة العربيّة التقليديّة، والتي تحمل عنوان: تجارب عربيّة.

لطالما شعر عبد اللطيف الذي نشأ في أمستردام بأنّه بعيد عن هويّته العربيّة. ومثله مثل العديد من المصمّمين الصّاعدين في المنطقة مثل شكري لورنس وياسمين بدران الذين يستخدمان الموضة للتعبير عن آرائهما؛ فإنّ عبد اللطيف يستخدم التعبيريّة الفنّية لإعادة وصل ما انقطع مع عروبته. وهو يقول: “أشتاق للأشياء البسيطة مثل أكل الفول و”الطعميّة” دون أن أشعر بأنّني مختلف”. يأمل عبد اللطيف بأن يتحدّى بمشروعه “تجارب عربيّة” التصوّرات المأخوذة عن العالم العربيّ وأعرافه الاجتماعيّة، مُستلهماً التاريخ العربيّ والشوارع العربيّة وأتباعه على إينستغرام.

ورغم رفضه وصف أعماله على أنّها متشدّدة، إلّا أنّ إبداعاته تشكّك بمبادئ مثل العلمانيّة والحياد، والتي على الرّغم من أنّها توسم بالحياد إلا أنّها معرَّفة بشكل ذاتيّ من قبل المجتمع الغربيّ. “لماذا لا يعتبر ارتداء الثوب أمراً طبيعاً مقبولاً في الغرب؟” يسألُ باستفزاز.

تشمل إبداعاته حتّى الآن حقيبة كتف صغيرة مصنوعة من سجّادة صلاة في ثلاثة أساليب لونيّة: شاي أخضر، وموجة زرقاء، وبساط أحمر، بالإضافة لإعادة تأويل لحقيبة الخصر، والتي يسمّيها حقيبة المنفعة، وكان قد استوحاها من الألبسة التقليديّة العُمانيّة واليمنيّة. يقول عبد اللطيف: “تأتي مزوّدة بمكان خاصّ لخنجرك أو جنبيّتك (وهي سيف قصير)” ويضيف: “أتمنّى حقّاً لو كان بإمكاني ارتداء سيف مثل ذاك. أعتقد أنّه أمرٌ مؤسف أنّ هذه التقاليد لم تعد شائعة اليوم”.

مستهلماً من كلّ تلك الأماكن المتناقضة، تجمع تصاميم عبد اللطيف مختلف عناصر تراثه الشخصيّ. فبينما يحافظ على خصائص عربيّة وإسلاميّة قويّة، إلا أنّ تصاميمه لا تزال بشكل مدهش ذات جمال حضريّ نسبيّاً. وفي عصرنا الحاليّ حيث تسود الرّاحة، أصبحت منتجات “تجارب عربيّة” قابلة للارتداء، بحسب مصادر عبد اللطيف. وكما يقول: “ما أريده في النهاية هو أن أنشئ جسوراً بين الناس، وذلك باستخدام تمثيلات غربيّة وعربيّة”.

شارك(ي) هذا المقال