في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في لبنان، اتحدت مجموعة من المصورين الدوليين لتنظيم بيع خيري عبر الإنترنت للنسخ الفوتوغرافية المطبوعة، حيث ستُخصص جميع العائدات لتوفير الموارد الأساسية للمجتمعات النازحة في البلاد. يُنظم الحدث، الذي أطلقته مجموعة “مصورون من أجل لبنان”، في الفترة من 25 أكتوبر إلى 25 نوفمبر، وستذهب العائدات إلى الجمعية الإنسانية “مون ليبان دازور”، التي ستوجه الأموال لدعم المنظمات العاملة ميدانيًا.
يشهد لبنان أزمة إنسانية تُعد الأسوأ منذ مجاعة عام 1915، مع نزوح أكثر من 1.3 مليون شخص واقتراب فصل الشتاء. تعاني العديد من العائلات في بيروت والمناطق الأخرى من أوضاع بالغة الصعوبة، وسط استمرار الاضطرابات السياسية والاقتصادية، وزاد الوضع تعقيدًا جراء الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة، مما أجبر أعدادًا غير مسبوقة على ترك منازلهم. في ظل هذه الظروف، أصبحت المجتمعات في حاجة ماسة إلى مأوى طارئ، طعام، وإمدادات حيوية أخرى.
يتيح هذا البيع الخيري لهواة التصوير وعشاق الأعمال الخيرية فرصة فريدة لدعم القضية. فقد ساهم كل مصور مشارك بعمل فوتوغرافي مطبوع بقياس 20×30 سم (أو ما يعادله)، محدود بـ 15 نسخة فقط، بسعر 150 يورو (577 درهم/ريال سعودي) بالإضافة إلى تكاليف الشحن. ويُترجم هذا المبلغ مباشرة إلى مساعدات ملموسة: 150 يورو تُوفر 50 وجبة ساخنة، أو 11 مرتبة للنوم، أو 40 وسادة، أو 18 مجموعة مخصصة للأطفال الرضع للعائلات النازحة.

تأسست مبادرة “مصورون من أجل لبنان” على يد أربعة مصورين: إيما زحواني بورليه، مارغريت بورنهاوزر، لارا ثابت، ورندا ميرزا، بمشاركة القيّمة الفنية ومؤرخة الفن ياسمين شملالي. نجحت المجموعة في حشد أكثر من 100 مصور من جميع أنحاء العالم للمساهمة بأعمالهم في هذه المبادرة. ويُظهر هذا الجهد تضامنًا قويًا، حيث تُباع الصور خارج الأسواق التقليدية لضمان توجيه كامل العائدات إلى المحتاجين.
كما حظيت الحملة بدعم منظمة “أصدقاء مينارت” غير الربحية، التي تسعى لتعزيز الفنون والثقافة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. من خلال معارضها المتنوعة، منشوراتها، وبرامج الإقامة الفنية، تهدف المنظمة إلى تعزيز التقدير العالمي للمشهد الثقافي في المنطقة. ضمن هذه المبادرة، نظمت المنظمة معرضًا حصريًا للأعمال الفوتوغرافية في “إسباس جوزفين” في باريس، والذي يُقام اليوم من الساعة 5 مساءً حتى 10 مساءً. يُتيح المعرض للزوار فرصة مشاهدة الصور شخصيًا والتواصل مع بعض المصورين المشاركين، وهو لحظة أساسية لجمع التبرعات وتسليط الضوء على الأزمة المستمرة في لبنان.
تتطلب الأزمة الحالية في لبنان استجابة عاجلة، وتُظهر مبادرات مثل “مصورون من أجل لبنان” كيف يمكن لعالم الفن أن يتحرك لتقديم الإغاثة. تُسلط الحملة الضوء عالميًا على محنة لبنان، مُلهمةً الوعي والدعم. ومع استمرار البلاد في مواجهة هذه التحديات غير المسبوقة، تمثل الجهود الدولية مثل هذه المبادرة خطوة محورية نحو تقديم المساعدات اللازمة.
يبقى البيع الخيري مفتوحًا حتى 25 نوفمبر، مع إمكانية مشاهدة وشراء الصور عبر الإنترنت.
الصورة الرئيسية: تصوير سينثيا أورتو