النجمة الصاعدة رينا خوري تتحدث عن إحياء موسيقى البوب ​​العربية وصناعة الموسيقى

من الأردن

فيما يتعلق بصناعة الموسيقى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يبدو أن موسيقى البوب تمر دون أن يلاحظها أحد، وكأنها شبح لماضيها ولشعبيتها السابقة. منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، شهد هذا النوع من الموسيقى تراجعًا تدريجيًا تقريبًا، حيث طغت عليه أشكال أخرى من التعبير الصوتي مثل الراب والهيب هوب، والطرق العديدة التي تعيد بها الموسيقى التقليدية اختراع نفسها في سياقات حديثة.

ورغم أن فقدان البوب لمكانته ينعكس بشكل ملموس في تحول المشهد الموسيقي في المنطقة، إلا أنه لا يزال يتمكن أحيانًا من الصدى وسط زخم الأنواع الموسيقية الأخرى. ومن بين الذين يعملون بلا كلل لإعادة أيام مجده إلى الحياة تقف رينا خوري، الفنانة البالغة من العمر 28 عامًا، التي تسعى جاهدة للحفاظ على روح البوب حية من الأردن.

مدفوعة بلذة النجاح، تعهدت المغنية وكاتبة الأغاني الشابة بعدم ترك حجر دون قلبه في سعيها لإعادة هذا النوع من الموسيقى إلى مكانه الصحيح. مسلحة بصوتها المميز، وألحانها النابضة، وإيقاعاتها الروحية، تتولى خوري البالغة من العمر 28 عامًا ببطء دور وريثة نانسي عجرم، إذ تحقق إصدارًا تلو الآخر. مدفوعة ليس فقط بالطموح الشخصي ولكن بشغف عميق متجذر في الفن، تفتخر المغنية المولودة والمقيمة في عمّان بجاذبية خاصة تجعل المعجبين والمستمعين المتحمسين يتوقون إلى المزيد، وتثير أيضًا تساؤلات حقيقية حول ما إذا كانت ستتمكن من الوصول إلى مستوى نظيرتها اللبنانية، أو ربما تتجاوزه.

مع مجتمع يضم ما يقرب من 200,000 متابع على حسابها الرسمي على إنستغرام، تمكنت خوري بالفعل من تكوين قاعدة جماهيرية كبيرة تنتظر بفارغ الصبر مشوارها الفني. وللمناسبة، اخترنا الجلوس مع النجمة الصاعدة لنتحدث عن تجربتها في الصناعة حتى الآن، ولنفهم بشكل أفضل الرحلة التي أوصلتها إلى ما هي عليه اليوم.

هل يمكنك أن تقدمي نفسك؟

أنا مغنية بوب عربية صاعدة. أنا حالمه ومؤمنة بقوة برؤيتي. مؤخرًا، أصبحت أمًا أيضًا، وهو شيء كان تجربة مذهلة ومغيرة للحياة.

كيف بدأت رحلتك مع الموسيقى؟

قصتي مع الموسيقى تكتب نفسها يومًا بعد يوم. أحب الكتابة من تجربة شخصية وهذا هو مصدر إلهامي الحقيقي. بدأت قصتي من المدرسة بعد أن حصلت على أول دور فردي لي. في ذلك الوقت اكتشفت حبي للموسيقى والوقوف على المسرح. بعد ذلك، كانت رحلة متواصلة لاكتشاف الذات من خلال صوتي، واكتشاف كبير عندما اكتشفت كتابة الأغاني. بدا لي الأمر غير واقعي أنني أستطيع كتابة تجاربي الخاصة وأغنيها أيضًا.

بدأت كتابة الأغاني بعد تدريبي في استوديو موسيقى في لندن ولقاء بعض الأشخاص هناك الذين أقنعوني بالبدء في ذلك، ومنذ ذلك الحين وأنا أتعلم كيف أصبح أفضل. ثم اتخذت على عاتقي مهمة التأكد من أن الموسيقى هي المسار المهني الذي أريد أن أخوضه لأنني أعرف مدى صعوبة ذلك، ومنذ ذلك الحين وأنا أبني مسيرتي.

ما الذي جعلك ترغبين في أن تصبحي مغنية محترفة؟

لقد قضيت الكثير من الوقت والطاقة للتأكد من أنني أريد أن أخذ حبي للموسيقى على محمل الجد لأنني سمعت دائمًا أنها صناعة صعبة للغاية للتنقل فيها. تأكدت من فهمي للنجاحات والإخفاقات، وأنني أحببت الموسيقى بما يكفي لتكون حياتي كلها لأنها مسار صعب للغاية وتحتاج إلى العزم والصمود للاستمرار فيه. بصراحة، لا أعتقد أنني كنت سأفعل شيئًا آخر. جربت العمل في مجالات مختلفة والاحتفاظ بالموسيقى كشيء جانبي، لكنه لم ينجح أبدًا. الموسيقى تملي كل شيء من حولي، وهذا هو السبب في أنني أعرف أن هذا هو ما أنا مقدر له في هذه الحياة.

كيف هي تجربة محاولة بناء مسيرة مهنية في صناعة الترفيه من الأردن؟

بصراحة، كانت التجربة صعبة ولكنها أيضًا ممتعة في التنقل في مكان صغير لا يزال في طور التطور بشكل كبير. أود أن أقول إنه من الصعب بشكل خاص هنا، حيث بالكاد توجد أماكن للأداء. الأداء جزء حيوي من كونك فنانًا لأنك تحتاج إلى الخبرة لتطوير صوتك ورؤية كيف يتفاعل الناس معه شخصيًا. لكنها لا تزال ممتعة حيث أعمل بشكل شخصي مع أشخاص مغمورين في الثقافة الحقيقية للموسيقى العربية وهم متحمسون أيضًا لجلب أجمل الأصوات من بلدنا إلى العالم. نحن نلهم ونمهد الطريق للفنانين المستقبليين من الأردن لمتابعة أحلامهم وإدراك أن أن تصبح فنانًا من الأردن أمر ممكن، وهو شيء جميل بالنسبة لي. إنها تجربة تعلم يومية، وأنا متحمسة لرؤية كيف تنمو الأمور وتجذب المزيد من الاهتمام.

 

هل كانت تجربة أن تكوني فنانة تفوق التوقعات التي كنت تتخيليها؟ وما هي أفضل نصيحة حصلت عليها؟

أعتقد حقًا أن مسيرتي الموسيقية ستبقى معي طوال حياتي. أحبها كثيرًا لدرجة أنني أعلم أنني سأظل دائمًا أخلق الموسيقى لأنها جزء لا يتجزأ من شخصيتي.

أريد أن يرى أطفالي هذا ويشعروا بالفخر بي رغم الطريق الطويل أمامي والتحولات غير المتوقعة التي سأقوم بها وأختبرها. من البداية، قررت ألا أضع أي توقعات محددة لأنني أعلم كم هو مختلف هذا المجال بالنسبة للجميع، ولن أتمكن أبدًا من معرفة ما سيحدث لي أيضًا. لذلك، كرست كل مشاعري وجهودي لصنع موسيقى أحبها وبذلت كل الجهود اللازمة لمنح المشهد الاهتمام الذي يستحقه. أفضل نصيحة حصلت عليها هي التركيز على حبي للموسيقى وتركه يقود الطريق دائمًا، وقد عشت على هذا الأساس منذ ذلك الحين.

ما الذي تأملين في أن تقدميه لصناعة الموسيقى العالمية، خصوصًا في سياق تمثيل ثقافتك أو تراثك؟

أود أن أكون صوتًا مؤثرًا يحدث فرقًا في موجة جديدة من موسيقى البوب العربية، وأن يتم تذكري على ذلك. الموسيقى العربية تستحق أن تصل إلى العالمية، وقد بدأت بالفعل. أنا أستمتع بشكل خاص كيف تتطور الأمور يومًا بعد يوم، وأن يكون علينا التكيف مع التوجهات والمزاجات الجديدة مع الحفاظ دائمًا على ثقافتنا ظاهرة للعيان.

كيف توازنين بين الحفاظ على هويتك الثقافية ومحاولة جذب جمهور عالمي؟

كان ذلك تحديًا بالنسبة لي في البداية. بدأت أصنع الموسيقى أساسًا باللغة الإنجليزية مع لمحات من العربية هنا وهناك باستخدام آلات موسيقية عربية ممزوجة بأصوات غربية. استمريت في التحول والتطور حتى اكتسبت الثقة لإنشاء أغاني بالكامل باللغة العربية بطريقة كانت صادقة لي ولشخصيتي. أود أن أقول إنني متأثرة بشكل رئيسي بفنانين عرب مثل يارا، إليسا، نانسي عجرم، شيرين، ولكن أيضًا بفنانين مثل دوا ليبا، هالزي، وجوليا مايكلز.

 

هل يمكنك أن تخبرينا عن أي مشاريع أو تعاونات قادمة أنت متحمسة لها؟

أنا متحمسة للغاية بشأن ألبومي القادم بعنوان “مرحلة شهر العسل”. سيتم إصدار ألبومي في شكل أغاني فردية كل بضعة أسابيع وأنا متحمسة لجمهوري لسماع كل أغنية لأنها تختلف تمامًا عن بعضها البعض.

سيكون الناس قادرين على معرفة الكثير عني من خلال الاستماع بعناية إلى الكلمات! الأغنية الأولى، “نُسَين”، التي تم إصدارها بالفعل، تتحدث عن ولادة طفلي وكيف شعرت قبل قدومه، وكيف تخيلت شعوري عندما أمسكه لأول مرة. الأغاني الأخرى ممتعة ومختلفة حقًا. تم إنتاجها بمزيج من منتجين مختلفين من الأردن، مصر، ودبي، بما في ذلك أشخاص مثل جوزيف دميرجيان، ماهر ملاخ، ورايان بيلوني.

هل يمكنك أن تخبرينا المزيد عن المشروع، وما الذي دخله، ولماذا شعرتِ أنه الوقت المناسب أخيرًا لإصدار هذا العمل الموسيقي؟

أود أن أقول إن المشروع هو رحلة صوتية عبر حياتي في السنوات القليلة الماضية من الحب، والصداقة، والشعور بالضياع. لقد كنت أعمل عليه على مدار الأشهر العشرة الماضية، بينما كنت حاملًا، وكانت تجربة مذهلة ككل. اكتشفت الكثير عن نفسي وعن صوتي بعد إصدار أولى أغنياتي قبل بضع سنوات. كان الوقت المناسب أخيرًا للحصول على مشروع يحمل عنوانًا شاملاً يقع تحت مظلته العديد من القصص المتشابهة، وكنت مستعدة لخلقه مع منتجين مختلفين لالتقاط أصوات ومشاعر مختلفة.

كيف كانت عملية الإبداع؟ وما الذي ألهمك وأثر عليك خلال عملية التكوين؟

إنه ألبوم مكون من خمس أغانٍ وكما ذكرت كتبتها، سجلتها، وأتممتها بينما كنت حاملًا. لم يكن من السهل القيام بذلك والتسجيل بينما يوجد بطن أمامي، لكنه كان ممتعًا ولا يُنسى، وآمل أن يحب طفلي الموسيقى بقدر ما أحبها بعد كل شيء!

بعض موضوعات الأغاني في المشروع تتعلق بالثقة، والسعادة، والتخلي عن الماضي. الأغنية النهائية بعنوان “أولويتي” وهي عن أخواتي وعن الرابط الذي نتشاركه. المشروع كله مميز جدًا بالنسبة لي، حيث إنه شخصي للغاية، وقد كنت أتوق لكتابته منذ فترة طويلة. لا أستطيع الانتظار حتى يتم إصداره بالكامل وأواجه التحدي القادم.

شارك(ي) هذا المقال