في الساعات الأولى من صباح السبت، نعى مجتمع رياضة السيارات رحيل موهبة نابضة بالحياة وروح إنسانية متميزة، وهي الإماراتية حمدة تريم مطر تريم، البالغة من العمر 24 عامًا. تريم، التي كانت من أوائل سائقات سيارات السحب في الإمارات، تركت إرثًا يتجاوز بكثير حدود مضمار السباق.
ظهرت تريم بشكل بارز في برنامج نتفليكس “The Fastest”، حيث أذهلت العالم بمهاراتها في سباق السحب، لكن تأثيرها تعدى عالم السباقات المليء بالأدرينالين. في سن 21، أسست “مؤسسة حمدة”، التي كانت شهادة على التزامها بإحداث فرق إيجابي في العالم. تضمنت مبادرات المؤسسة بناء الآبار والمدارس وإنشاء مستشفى للأيتام في مدينة ماساكا الأوغندية.
في مارس 2022، حققت تريم إنجازًا جديدًا بإعلانها عن “معهد حمدة المهني والاجتماعي” خلال معرض “إمارات كستم شو”. يهدف هذا المعهد، الذي يقع في منطقة ماساكا بأوغندا، إلى تقديم تدريب مهني مجاني للطلاب الأيتام، وتجهيزهم بمهارات تؤهلهم لدخول سوق العمل.
كان مشروع مدرسة تريم، الذي يُعتبر مقدمة للمعهد، قد قدم بالفعل تعليمًا مجانيًا لـ350 طالبًا وطالبة في جميع المراحل الدراسية. كما امتدت رؤيتها لتمكين الفئات الأقل حظًا إلى مجال الرعاية الصحية، حيث نجحت المؤسسة في إكمال مشروع مستشفى غير ربحي في المدينة، بتكلفة تجاوزت 800,000 درهم. منذ افتتاحه في 11 نوفمبر 2020، قدم المستشفى رعاية طبية مجانية لما يقارب 300,000 مريض وأشرف على 5,000 ولادة.
في مقابلة مع “خليج تايمز” العام الماضي، أعربت تريم عن فرحتها الكبيرة عندما شاهدت الأطفال، وكثير منهم أيتام، يرتادون المدرسة التي أنشأتها، مدركةً أنها أصبحت بمثابة أسرتهم الوحيدة.
في لفتة مؤثرة، أعلن الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، يوم الأحد عن منحة قدرها مليون درهم من خلال جمعية الشارقة الخيرية. تهدف هذه المساهمة إلى دعم المشاريع النبيلة التي بدأت بها تريم في أوغندا، لضمان استمرار جهودها الخيرية في الازدهار.
رغم رحيلها عن مضمار السباق، فإن إرثها كسائقة سباقات رائدة ومحسنة ذات قلب رحيم سيبقى حيًا.