Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

لماذا يعتبر تحريف الصورة في وسائل الإعلام أمراً خطيراً؟

وهذا بالفعل واقع الحال.

بالرغم من أنكم سئمتم من مناقشة قضية التمثيل، إلا أنّه لا مناص لنا من التطرق إلى هذه المسالة خاصة في ضوء الافتقار لوجود شخصيات تشبهكم وتمثيلكم في الإعلام، وعلى هذا الصعيد باتت مسألة التمثيل الشغل الشاغل للكثيرين منا خلال السنوات القليلة الماضية، خاصةً بالنسبة لنا نحن العرب – سواء نشأنا  في المغرب أو الولايات المتحدة أو في أي مكان آخر- لأننا خضعنا لنفس تلك القوانين المتحيزة الخاصة بالثقافة الغربية.

من الجدير بالذكر أن القائمة الطويلة من المفاهيم المغلوطة والصور النمطيّة المبنية على التحيّز العنصري حول الشخصيات العربية والمسلمة ليست بالأمر الجديد، لطالما كان العرب عرضة لعدد كبير من المفاهيم الخاطئة، تارة تم تصويرهم على أنهم إرهابيون أو متعصبون للدين وتارة أصحاب ملايين أو ببساطة على أنّهم ينتمون إلى حضارة متخلفة ذات مبادئ مجتمعية تقييدية – ويمكن القول إنّ تمثيلنا في وسائل الإعلام يشكل إشكالية كبيرة على أقل تقدير.

وبالرغم من أن السنوات الأخيرة قد شهدت زيادة في عدد ممثلي الأقليات بالإضافة إلى تصوير الشخصيات العربية بشكل أفضل قليلاً  من ذي قبل، إلا أن الضرر الذي ألحقته تلك المفاهيم بالعرب والمسلمين كان جسيماً جداً، وقد حان الوقت لتبديد ودحض كل هذه المفاهيم وكسر الصورة النمطية عن العرب.

قد يتساءل البعض عن سبب إيلاء التمثيل كل هذه الأهمية؟ لماذا تشويه وتحريف الحقائق يؤثر علينا بشكل كبير؟ ولماذا يحفزنا الممثلون العرب والمسلمون عندما يؤدون دوراً في هذه الصناعة؟ أعلم تماماً بأنّ الكثير يتوقعون مني عرض مخطط تفصيلي وإحصاءات وبحث أنثروبولوجي كامل في محاولةٍ لإثبات كل ما سبق، إلا أنني أفضّل مشاركة تجربتي الشخصية بدلاً من ذلك.

تخيلوا أنكم نشأتم في عالم تكون فيه كل الشخصيات الروائية التي تشبهكم مليئة بالعيوب ولا تنتمي إلى الأعراف السائدة بل وتعارضها. لقد أصبح من الطبيعي أن أرى زملائي يؤدّون أدواراً لشخصياتٍ مهمشة أو سيئة أو شريرة (مثل شخصيات الإرهابيين أو أفراد الأسرة المحافظين الكارهين النساء).

وعلى هذا الصعيد بات من الضروري النظر في الثقافة الشعبية وإعادة تقييمها كعنصر أساسي في بناء المجتمع، فهي تلعب دوراً رئيسياً في تشكيل الهوية الجماعية. ولكن عندما يتم تصويرك بشكل مستمر على أنك شخص محتقر أمام الآخرين، فإن هذا الشعور بالانتماء يتلاشى، ويجعل الأقليات يشعرون بأنهم مستبعدون أكثر عن مجتمعهم (ناهيكم عن ذكر كيف يؤثر تشويه صورتكم على تطلعاتكم واحتمالية أن تصبحوا تماماً مثل تلك الصورة التي ترونها). ولكن كما يقولون، فإن الخطوة الأولى للشفاء هي القبول – وهذه بالضبط مهمة ريز أحمد.

وفي هذا السياق أعلن أحمد (وهو في نظر صناعة الترفيه مسلم من ذوي البشرة السمراء من جنسية بريطانية وأصول باكستانية) عن إطلاق مبادرة عالمية يشارك فيها مسلمون يعملون في صناعة التمثيل.

وفي هذا الشأن صرّح أحمد في بيان “إنّ تمثيل المسلمين على الشاشة يؤثر في السياسات التي يتم وضعها، والأشخاص الذين يُقتلون والدول التي يتم غزوها”.

وبالتعاون مع USC Annenberg Inclusion Initiative ومؤسستي Ford Foundation و Pillars Fundكشف مشروع  أحمد Muslim Blueprint عن الواقع المرير لتمثيل المسلمين على شاشات التلفزيون وعلى الشاشات الكبيرة (أقل من 10٪ من أفلام الدرجة الأولى لعام 2017 -2019) قدمت شخصيات مسلمة في حين أنّ أقل من 2٪ من هذه الشخصيات كانت لها أدوار ناطقة. 

بالإضافة إلى هذا التقرير، تم إطلاق برنامج زمالة لمكافأة الحاصلين على المنح بإرشادٍ من فنانين مسلمين مشهورين (بما في ذلك أحمد نفسه أو رامي يوسف أو حسن منهاج وغيرهم الكثير) إلى جانب مساعدة مالية قدرها 25000 دولار.

بالرغم من أن المبادرة هذه تعتبر مجرد خطوة صغيرة على طريق طويل نحو تحقيق العدالة، إلا أنّها بلا شك خطوة في الاتجاه الصحيح. يمكنكم الاعتماد علينا لمواصلة النقاش حول هذه المشكلة حتى يتغير أسلوب سرد قصصنا وإعادة كتابة أدوارنا في القصص بطريقة أكثر أخلاقية واستدامة.

شارك(ي) هذا المقال

مقالات رائجة