لا شك أنكم لاحظتم كيف نخصص دائماً في Mille مساحة للمواهب العربية الناشئة التي تحاول إحداث فرقٍ إيجابي، ومن بين هؤلاء الموهوبين المغربي Sami Lakouait الذي يسعى جاهداً لوضع منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط على الخريطة العالمية.
استطاع الشاب متعدد المواهب والبالغ من العمر 24 عاماً فقط أن يحقق أكثر مما يحلم به معظم الناس حيث سعى Lakouait جاهداً خلال فترة تواجده في تونس قبل أن يستقر في باريس لاستعادة جذوره والبحث عن أولئك الذين يشابهونه للسير معه في رحلة الوصول للقمة، ويعمل هذا الشاب كعارض أزياء بين الحين والآخر فقد سبق وشارك في أسبوع الموضة في كل من باريس وأمستردام وكوبنهاغن إضافة لعمله كممثل أيضاً حيث شارك في عدد كبير من الأفلام المستقلة، ومنه نجد أنه من الصعب حقاً منافسة مجموعة المواهب التي يمتلكها Lakouait. يفتخر هذا الشاب الأرجنتيني المولد المستعد دوماً للتحدي بمجموعة واسعة من الخبرات خلف أو أمام الكاميرا، إضافة لجهوده المبذولة تجاه مشاريع رائدة ومتبكرة وتعد FAMA الجمعية المغربية للفنون والموضة أحدث هذه المشاريع.
تهدف الوكالة الإبداعية التي أُطلقت في وقت سابق من هذا العام في شهر يناير بالضبط، لتشجيع ودعم أصحاب المهن والمحترفين في مجال الموضة والموسيقى والسينما والفنون في المغرب والخارج، ويمكننا القول أن FAMA تحاول أن تسلك طريقها الخاص بالاعتماد على العالم العربي وإضفاء الطابع المؤسسي عليه والصعود بالمواهب التي تكافح للوصول إلى القمة.
سرعان ما نجحت هذه المنصة التي تم إطلاقها مؤخراً بصنع اسم لنفسها بالفعل في هذا المجال، والدليل على ذلك تعاونها وعملها مع كل من علامة Dior وLouis Vuitton والمصور المغربي الهولندي المعاصر Mous Lamrabat.
دفعتنا هذه المؤسسة الطموحة والتي ستبدع بلا شك وتحدث تغييراً في المستقبل، للجلوس مع مؤسس FAMA للتحدث أكثر عن إلهامه ودوافعه وأهدافه. تعرفوا على Sami Lakouait …
بما أنك عارض أزياء وممثل ومحرر ومؤسس FAMA، ما هو أكثر لقب تشعر أنه يناسبك؟
لماذا علي الاختيار؟ أكثر ما يجعلني مرتاحاً هو انعدام الحواجز بين المهن والصناعات والثقافات …والشيء الوحيد الذي يدفعني لكل هذا هو الشغف. لطالما كنت مستعداً في أيامي الأولى للعمل في أي دور في حال كان ذلك سيمنحني فرصة التعلم من الأشخاص الذين أعجبت بهم، واليوم أجد أن تنوع خبراتي هو ما يجعلني جيداً في عملي.
من أين أتت الفكرة الأولية لـ FAMA؟
عندما بدأت العمل كعارض أزياء، أدركت كيف يتم تمثيل عارضي الأزياء في أفريقيا والشرق الأوسط بصورة خاطئة تماماً. لم يكن لدي سوى عدد قليل جداً الأشخاص القدوة الذين أطمح لأكون مثلهم، وقد أردت في البداية أن أتواصل فقط مع عارضي أزياء أخرين يمتلكون خلفيات متشابهة ولكن بعد ذلك بدأت السعي لجمعهم جميعاً معاً وبناء شبكة احترافية. أنا فخور للغاية بالدور الذي تقوم به FAMA في ربط الفنانين الموهوبين ودفعهم تجاه الساحة الدولية.
ما الهدف الرئيسي من وراء هذا المشروع؟
تتمثل مهمة FAMA أولاً وقبل كل شيء بالاحتفاء بالفن في منطقتنا، فنحن بحاجة إلى العمل معاً للنهوض ودعم الثقافات الغنية والمتنوعة أساساً في القارة الأفريقية ومنطقة الشرق الأوسط.
لماذا اخترت التركيز على المنطقة؟
إن مجال عمل FAMA واسع جداً وهي تركز على أفريقيا والشرق الأوسط. عندما بدأت المشروع كان علي اختيار قاعدة أنطلق منها، وبما أنني أصلاً من المغرب، كان من المنطقي أن أبدأ من هنا، ومع ذلك كان هناك استراتيجية لهذا الاختيار حيث يعتبر المغرب رمز حيوي للثقافة والفن: موسيقى الكناوة المتأثرة بالإيقاعات الأفريقية والإيقاعات الأندلسية والعروض الغنائية العربية وتقاليد وشوم السكان الأصليين (البربر) والتراث الإسلامي واليهودي والمسيحي … ناهيك عن أن البلد يقع جغرافياً عند مفترق طرق بين القارة الأفريقية والشرق الأوسط.
لا شك أن خطواتك الأولى في هذا المجال كانت ملفتة واستثنائية. كيف استطعت صعود السلم بهذه السرعة؟
لدي 3 قواعد: ارفع سقف طموحاتك وأهدافك عالياً وتصور نفسك هناك ثم ارفعه لمستوى أعلى مرة أخرى
أجد أنني شخص حالم، مع أن البعض كان يصفني بالجنون …ومع ذلك أرى أن الخاصية المذهلة التي أتشاركها مع الأشخاص الآخرين هي المثابرة، فأنا لا أستسلم أبداً.
لا أنكر أنني كنت محظوظاً للغاية بتعرفي على الموجهين المناسبين، فأنا ممتن للغاية لتوجيهات Declan Eytan المحرر السابق لمجلة Vogue وبالطبع لـAdriano Baptista وAnna Barr أيضاً اللذين منحاني فرصة المشاركة في مجلة Fucking Young
على أي أساس تختار تعاوناتك ومشاريعك؟
إن الأمر أشبه باجتماع للأرواح القريبة والمتآلفة في الزمان والمكان المناسبين، وهذا هو بالضبط ما حدث عندما قابلت عدداً من مغنيي الراب المغاربة أمثال Ouenza وAnys وMadd وDada، لقد كنت في رحلة لركوب الأمواج في تغازوت وصادف أن يكونوا في Aloha Vibes يسجلون أحدث عروضهم الحية مع Aykonz.
لقد كانت فرصتي لتوسيع آفاقي الموسيقية والأهم من ذلك فهم التحديات الفنية والمالية اليومية التي يواجهها الفنانون المحليون.
لعبت FAMA دوراً أساسياً في بناء الجسور بين الفنون المختلفة إلى جانب اتباع طرق ذكية لتحقيق إنتاجية أكبر بموارد أقل، وقد كان من أهم الإنجازات كيف انتهى الأمر بتصويرنا لـ Ouenza من أجل نسخة FW21-22 الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتابعة لمجلة FY.
ما هو هدفك في نهاية المطاف؟ إلى أين تريد أن تصل مع FAMA؟
إن هدفي دائماً هو نفسه منذ البداية: الحفاظ على مسار رؤيتي الأولية لـ FAMA، وهي رؤية مرجعية للفنانين في مراحل مختلفة من حياتهم المهنية.
إنّ FAMA رائعة بقدر روعة المجتمع الذي يقف وراءها، وطموحي هو الاعتماد على مجموعة الفنانين المبدعين والموهوبين الذين هم جزء من هذا المشروع حيث لا يوجد شخص واحد يمثل FAMA.
أين تأمل أن ترى FAMA بعد 10 سنوات من الآن؟
أملي هو الاستمرار في ضم المزيد من الفنانين وإثارة الأفكار والتعاونات والمشاريع الجديدة. إن 10 سنوات في هذا المجال يماثل 100 عام في أي مجال آخر. لا أعرف ما الذي يخبئه المستقبل لكن أملي الوحيد هو تسليم هذا المشروع للجيل القادم ورؤية حماسهم الذي يشبه حماسي واندفاعي عندما بدأت هذه المغامرة لأول مرة.