اعتدنا في الفترة الأخيرة على سماع أخبار عن أندية الخليج التي تسعى لضم لاعبين كبار أو أولئك الذين اقتربوا من الاعتزال. هذا الاتجاه، الذي يُنسب الفضل في انطلاقه إلى كريستيانو رونالدو بعد انضمامه إلى النصر السعودي في عام 2022، تعرض لانتقادات متكررة من وسائل الإعلام الغربية، حيث يرون أنه يؤدي إلى فقدان مواهب جديدة ونجوم بارزة في دورياتهم. لكن يبدو أن هذا النهج بدأ ينتشر في أماكن أخرى مثل مصر.
في الأيام القليلة الماضية، ترددت تقارير تفيد بأن سيرخيو راموس، الفائز بكأس العالم 2010، قد دخل في مفاوضات للانتقال من نادي إشبيلية—بعد انتهاء عقده هناك—إلى العملاق المصري نادي الزمالك. ووفقًا للعديد من المصادر، كان الطرفان قد ناقشا اتفاقًا محتملًا يمكن أن يشهد انتقال النجم الإسباني إلى شمال إفريقيا.
إذا تم إتمام الصفقة، فسيكون توقيع راموس علامة فارقة في كرة القدم الأفريقية والعربية. لاعب بحجمه سيعزز فرص الزمالك في الفوز بالألقاب على المستويين المحلي والدولي، كما سيبرز جاذبية الدوريات خارج أوروبا كوجهة جديدة للاعبين الكبار. ما كان يُعد مستحيلًا في الماضي أصبح الآن ممكنًا، مما يشجع الأندية الأخرى في منطقتنا على السعي للتعاقد مع نجوم عالميين، شريطة توفر المكانة، المرافق، والموارد المالية.
لكن يبدو أن العقبة الرئيسية في صفقة راموس والزمالك كانت الجانب المالي. وفقًا لصحيفة “ماركا” الإسبانية الرياضية، فقد انهارت المفاوضات لأن “الوضع المالي للفريق المصري لم يتوافق مع مطالب اللاعب المالية.”
وقال هاني شكري، عضو مجلس إدارة الزمالك: “من الصعب على سيرخيو راموس الانضمام إلى الزمالك في هذا الوقت، ولو بدأ الأمر في وقت سابق لكان من الممكن إتمامه. راموس أبدى سعادته بالانضمام إلى الزمالك واللعب في مصر.”
ورغم خيبة الأمل، يبدو أن دولًا مثل السعودية، الإمارات، قطر، والآن مصر تثبت تدريجيًا أنه من الممكن تحدي الوضع الراهن وجذب أفضل المواهب الدولية. لطالما اعتبرنا أنفسنا الطرف الأضعف، لكن هذا ليس الحال دائمًا، خاصة مع أندية بحجم الزمالك. إذا كانت العظمة هي ما يجذب الأفضل، فإن الزمالك قد وصل إلى هذا المستوى بالفعل. على سبيل التذكير، يمتلك النادي في خزائنه 14 لقبًا في الدوري المصري، 28 كأسًا مصريًا، 5 بطولات دوري أبطال إفريقيا، و2 من كأس الكونفدرالية الإفريقية.