7 علامات تدل على أن لديكم عقليّة استعمارية

كيف أثّرت قرون من الاستعمار في تكوين نظرتنا لأنفسنا

يمكننا لمس آثار الاستعمار طويلة الأمد في كلّ شيء نفعله في المنطقة. في ظلّ وجود العديد من دول العالم العربي التي نالت استقلالها من الحكم الاستعماري منذ فترة قصيرة لا تتجاوز 60 عام، لا يمكننا إنكار حقيقة وجود العقليّة الاستعماريّة (مصطلح يمثّل الشعور بالدونيّة الثقافيّة الداخليّة) حتّى الآن.

على مرّ التاريخ غزت بريطانيا ما يقارب 90 % من دول العالم بما في ذلك معظم الدول الخليجيّة بالإضافة إلى السودان ومصر. أمّا بالنسبة لدول شمال أفريقيا وبلاد الشام فقد سيطر المستعمر الفرنسي على المنطقة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين لتنتهي حقبة الاحتلال باستقلال الجزائر في عام 1962.

ومنذ ذلك الوقت ونحن نسعى لتخليص أنفسنا من رواسب الاستعمار. في ظل النقاشات الحاليّة حول تفوّق العرق الأبيض والتي تتصدّر العناوين الرئيسية في جميع أنحاء العالم، لن يكون هناك وقت أفضل من هذا لبدء البحث في العمق. إن لم تتعرّفوا بالفعل على مفكّري ما بعد الاستعمار مثل إدوارد سعيد وفرانز فانون وغيرهم، فقد جمعنا لكم قائمة دلالات مختصرة قد ترغبون بالبدء في تطبيقها.

تجنّب البشرة السمراء
شأنهم شأن العديد من المناطق في العالم تمّ استعمار الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ما هي رواسب الاستعمار؟ التمييز على أساس لون البشرة. لطالما كان العالم العربي ضحية السمات الأوروبيّة التي من ضمنها تجنّب التعرّض لأشعة الشمس تفادياً للحصول على بشرة داكنة، اعتقاداً منّا بأنّ البشرة البيضاء هي رمز المثاليّة العالميّة.

لا تهتم بالفنون والثقافة المحلّية
تستحوذ أمريكا على معظم الصناعات الترفيهيّة في جميع أنحاء العالم، كما أنّ الأحداث الثقافية في أوروبا ذات أهميّة كبيرة على مستوى العالم. إنّ إنكار كل الإنتاج الثقافي العربي متأصّل في نسيج الثقافة العربيّة وهو الذي يجعلنا نحطّ من قيمة أنفسنا وبالتالي يدفعنا إلى إنكار كل أشكال الفنون والثقافة الأصيلة.

تقييم ثقافة الشخص من خلال قدرته على التحدّث باللغة الإنجليزية أو الفرنسية
من المحتمل أنّك تتقن اللغة الإنجليزية نظراً لتلقّيك التعليم في الغرب، أو ربّما تعلّمت اللغة لمجرّد كونها لغة عالميّة. في كلتا الحالتين ليس هناك مبرّر للتقليل من قيمة اللغة العربية وإذا فعلت ذلك فربّما يعود السبّب إلى حقيقة أن المستعمرين غالباً ما يروّجون بأنّ لغاتهم متفوّقة، كما أنّهم على الأرجح سوف يستمرّون في تصنيع “النخبة” المحلّية التي تلقّت تعليمها في بلاد الغرب لتخليد دونيّة اللغات الأخرى. يتطرّق كتاب “معذبو الأرض” للكاتب فانون إلى تفاصيل رائعة حول هذا الموضوع.

تكره شعرك الطبيعي وشكل أنفك
مرّة أخرى نواجه السمات الأوروبيّة التي تُعتبر رمزاً لمقاييس الجمال العالمي والتي جلبها لنا الاستعمار ومن بينها الشعر المستقيم والأنف الصغير المنحني. على الرغم من أنّ حركة الشعر الطبيعية تعتبر موضة رائجة في كلّ أنحاء العالم إلا أنّ الكيراتين وعلاجات تمليس الشعر الأخرى تلقى رواجاً كبيراً في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، شأنها شأن عمليّات تجميل الأنف السائدة.

تعتقد أنه من الطبيعي وجود الأوروبيين في مناصب قيادية
اعتمدت سياسة المستعمرين على قمع الآخرين وجعلهم يشعرون بالنقص من خلال تولّي المناصب القياديّة في المجتمعات، وهذا الأمر ينطبق على كافّة جوانب الحياة. في المقابل، بدأ المستعمرون يشعرون بعدم الاستحقاق من مساحاتهم الخاصة والتي يمكن تفسيرها بأنّها الخوف من التحدّث علناً ​​ضدّ السلطة بسبب الشعور بالدونيّة. وهذا يعني اليوم أنّ المناصب القياديّة الكثيرة قد تمّ تحديد أولويّاتها وتسليمها للأوروبيين في المنطقة على حساب العرب وهو أمر مسلّم به عالمياً على الرغم من أنّه نوع من أنواع الاستعمار.

تعاني من متلازمة الدجّال
ببساطة، إنّ متلازمة الدجّال هي الشعور بأنّك لا تنتمي إلى مساحة جديدة. وهذا الشعور يمكن أن يتجسّد في إحساسك بأنّك لست ذكي أو ثري بما يكفي أو أنّك لست جديراً بالنجاح بسبب عرقك أو طبقتك الاجتماعيّة (وهو أسلوب استخدمه المستعمرون تاريخياً كأداة للقمع). كما أنّ هذا الأمر متعلّق بحقيقة أنّ معظم المساحات يشغلها أشخاص بيض أو عابرون عرقيّون لإدامة هيمنة تفوّق العرق الأبيض.

تبحث عن رضا المجتمع الغربي
في ظلّ حقيقة أنّنا ما زلنا نعيش في مجتمعات نالت استقلالها من الحكم الاستعماري منذ بضعة عقود فقط، لا تزال العقليّة الاستعماريّة مستمرّة في داخلنا. إنّ مجرّد الاقتراب من المؤسّسات الغربيّة أو الحصول على رضا وموافقة المجتمع الغربي يُعتبر نوعاً من آثار التفوّق الاستعماري الملفّق.

شارك(ي) هذا المقال