Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

Fair & Lovely يجب حظرها بالكامل، وهذا هو السبب

تغيير اسم كريم تفتيح البشرة لا يكفي

انتشرت حركة Black Lives Matter انتشاراً عالميّاً كبيراً. على الرغم من المناشدات الكثيرة لوقف تمويل قوّات الشرطة الأمريكية التي لم تؤتِ ثمارها بعد، إلا أنّ حركة BLM قرّرت فضح الشركات وإبراز دورها الكبيرفي إدامة الممارسات العنصرية في جنوب العالم.

في الأسبوع الماضي تجاوز تأثير الحركة مجموعة Johnson & Johnson الأمريكية التي قامت بسحب منتجات تبييض البشرة من الأسواق الآسيوية ليطال هذا النقاش العالمي حول العنصرية شركة Unilever المنتجة لعلامة تبييض البشرة الشهيرة Fair & Lovely والتي تميل إلى حلّ هذه المشكلة. ما هو حلّهم؟ إعادة تسمية المنتج.

قالت Sunny Jain المديرة التنفيذية للشركة في تصريح للعلامة “نحن ندرك بأنّ استخدام كلمات مثل “تفتيح – تبييض” توحي بأنّها المفردات الوحيدة التي تصف الجمال المثالي، إلا أنّنا نعتقد بأنّ هذا الكلام غير صحيح ويتوجّب علينا معالجة هذا الأمر. ثم أضافت “في الوقت الذي نعمل فيه على تطوير طريقة الترويج لفوائد منتجاتنا على البشرة والتي  تمنحها تألّقاً ولوناً موحّداً،من المهم أيضاً تغيير اللغة التي نستخدمها في ذلك”.

وتأتي هذه الخطوة بعد أسبوعين من توقيع ما يقارب 14000 شخص على عريضة تطالب بوقف إنتاج وبيع منتجات Fair & Lovely. جاء في البيان الذي تمّ توجيهه إلى Alan Jope الرئيس التنفيذي لشركة Unilever “اعتمد هذا المنتج على الاستفادة من العنصريّة الداخليّة وتخليدها بالإضافة إلى تعزيز المشاعر المناهضة للعرق الأسود بين جميع الزبائن”. يُعتبر اعتماد التمييزعلى أساس لون البشرة تعزيزاً مباشراً للعنصريّة والتي تؤثّر بدورها اليوم على ملايين الناس، كما أنّ كريمات تفتيح البشرة مثل Fair & Lovely تساعد على تحفيز هذا الأمر.

هذه ليست المرّة الأولى التي تواجه فيها Fair &Lovely رد فعل عنيف على ممارساتها، حيث كانت هذه العلامة التجارية لعقود منتجاً أساسياً في الأسواق الآسيوية بعد أن حقّقت النجاح لأوّل مرّة في عام 1975 بفضل حصولها على براءة اختراع مادة الميلانين في عام1971(وهو المكوّن الرئيسي الفعّال في هذا الكريم). وعلى الرغم من أنّ الشركة واجهت الكثير من الجدل منذ اختراع هذا المنتج إلا أنّها لاقت نجاحاً مستمرّاً.

منذ تأسيسها تطوّرت Fair&Lovely لتصبح من منتجات شركة Hindustan Unilever (وهي فرع لشركة Unilever في الهند) الأكثر رواجاً في العالم. لقد تمّ بيع هذا المنتج في كلّ المتاجر والأسواق تقريباً ممّا جعله منتجاً أساسياً للعديد من النساء في جنوب آسيا والشرق الأوسط. لقد استحوذ هذا المنتج على اهتمام النساء ذوات البشرة الداكنة بشكل أكبر بفضل الحملات التسويقيّة للعلامة التجارية.

في الهند قام بعض الممثّلين والممثّلات الأكثر شهرة في بوليوود بالترويج لهذا المنتج (مثل Yami Gautam ،Virat Kohli ،Sidharth Malhotra…) من خلال الإعلانات التي لطالما تجاهلت لون البشرة غير الأبيض، كما تمكّنت هذه الإعلانات من الوصول إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أيضاً.

اسألوا أي عربي أو أفريقي أو جنوب آسيوي وسوف يؤكدون على حضور Fair & Lovely واسع النطاق. ببساطة: يمكن اعتباره ماكدونالدز لصناعة تبييض البشرة. ولكن الآن وعلى خلفية حركة Black Lives Matter فإنّ مجرّد قرار الشركة بإسقاط كلمة “تفتيح” لن يكون كافياً.

قال SanjivMehda رئيس مجلس الإدارة والمدير الإداريفي شركة Hindustan Unilever عندما سُئل عن السبب الذي دفعهم لإسقاط الاسم “إنّنا نسعى لجعل مستحضرات العناية بالبشرة أكثر شمولاً ونريد الاحتفاء بالصور الجماليّة المتنوّعة.لقد قمنا بإزالة الإضاءة عن صورة الوجهين بالإضافة إلى حذف دليل التفتيح من على عبوة Fair & Lovely، كما قامت العلامة التجارية بتطويراسم المنتج منصفة التفتيح إلى الإشراق الذي يُعتبر مقياساً أكثر شموليّة للبشرة الصحية”.

ولكن هل مجرّد تغيير العبوة واللغة المستخدمة في تسويق المنتج يُعدّ أمراً كافياً؟ على الرغم من استخدام كلمة “إشراق” كوسيلة لترويج منتجاتها، إلا أنّ مادة النياسيناميد التي حصلت شركة Unilever على براءة اختراعهالا تزال العنصر الفعّال في المنتج.

إنّ مادة النياسيناميد المعروفة أيضاً بفيتامين B3، تحتوي على بعض الفوائد للبشرة، وقد ثبت أنّها تعالج حب الشباب وتزيد من إنتاج الكولاجين كما أنّها مرطبّ فعّال. كما يتم استخدام هذا المكوّن من قبل بعض العلامات التجاريّة المفضّلة لديكم مثل The Ordinary وMurad وGlamglow على سبيل المثال لا الحصر.

ولكن بعيداً عن فوائده على البشرة،إنّ شركة Unilever قامت باستخدام هذه المادة الكيميائية بشكل كامل وتسويقها لما لها من فعاليّة في تبييض البشرة. وكما هو الحال في Johnson & Johnson فقد استفادت Unilever  من معايير الجمال الأوروبيّة المثاليّة التي تحفّزالعنصرية الداخلية التي تعاني منها العديد من النساء في جنوب آسيا والمنطقة العربية وأفريقيا بفضل تسويقها الناجح لمستحضرات تفتيح لون البشرة والذي امتد إلى 45 عام، تعدّ Unilever القوّة وراء الصناعة الضخمة لمستحضرات تبييض البشرة والبالغة 13 مليار دولار. لذلك علينا الأخذ بعين الاعتبار بأنّ تغيير اسم المنتج لن يبطل 45 عام من التبييض. لذا علينا أن نبدأ معاً بحظر منتجات تبييض البشرة بشكل كامل.

شارك(ي) هذا المقال

مقالات رائجة