ربما بقي الفنانون العرب منعزلين عن المشهد العالمي لمدة طويلة، ولكن الآن هناك جيل جديد منهم اقتحم ذلك المشهد وبقوة. ومثال على ذلك: المطرب تامينو الذي يحظى بدعم لانا ديل راي، والذي غالباً ما تتم مقارنته بجيف باكلي.
وتدل أغنيته الشهيرة “حبيبي” (من ألبومه “أمير” الذي أصدره في عام 2018)، على عمق العلامة التي تربط هذا المغني البلجيكي (من أصل مصري ولبناني) والبالغ من العمر 23 عاماً بجذوره العربية.
قدم تامينو في الشهر الماضي أول عرضٍ له في المغرب، وقد انتهز المصور والمخرج كامل طاهري الذي نشأ في الدار البيضاء – والذي شارك في تنظيم الحفل – الفرصة لإخراج فيلم وثائقي عن هذا العرض.
ويشرح هذا المصور البالغ من العمر 22 عاماً وبحماس “لم نتمكن من الحصول على رعاة لهذا الحفل. مما جعلنا نخاطر بالقيام به بشكلٍ مستقل. لقد كان استقبال الناس له جنونياً، لم نكن نعرف أن لديه قاعدة كبيرة من المعجبين في البلد”.
يصف طاهري المعجبين بأنهم غاية في الحماس والاهتمام ومليئين بما يسميه “الانسجام الحقيقي”، وذلك في إشارة منه إلى الطاقة التي أحاطت بهذا الحفل الذي بيعت تذاكره بالكامل.
فقد تمكن طاهري وبعد أن أمضى يومين مع هذا النجم الصاعد الشاب، من التقاط لحظات مميزة ونادرة خلال استمتاع تامينو بجولته في المغرب. فيقول طاهري وهو يناقش كيف تمكن من توفير لحظة سلام وسط ذلك الضغط والزحام، بعد قيام تامينو بجولة في جميع أنحاء العالم لمدة أسبوعين متتاليين: “لقد كان بحاجة حقاً إلى التنفس”.
نلاحظ في تلك الصور أجواء هادئة ولكنها حزينة أيضاً، وربما السبب في ذلك هو أن طاهري يبدو مرتاحاً تماماً خلف الكاميرا، خاصةً عندما يدخل فقاعة الإبداع التي يعيش الفنان داخلها. فيقول عن تامينو “أعتقد أنه ينتمي إلى نوعية الأشخاص المليئين بالطاقة؛ أولئك الذين يعطون الأمل ويعيدون المعنى للحياة”.
تعمق المصور الشاب في المشهد المغربي الناشئ منذ سنواتٍ وحتى الآن، حيث ركز في المقام الأول على شغفه بجمع القصص والأفلام والموسيقى معاً (إذ تعاون مؤخراً معNAAR لإخراج الفيديو الموسيقي لأغنية “Ciel”).
يركز هذا الفنان على توثيق وتكريس كل ما له علاقة بالطموح دون الخوف من تغيير القواعد. ويُعتبر تامينو المتألق في طليعة هذا العصر الجديد.