Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

كل ما تريدون معرفته عن الحالة الخاصة لمشهد السهر في القاهرة

وهي تصبح أفضل وأفضل

تتصف الحياة الليلية في مصر أنها غريبة نوعاً ما، فقد أصبحت النوادي الليلة في القاهرة تقدم مشاهد مماثلة لتلك الموجودة في أي مكان في العالم: حيث الدي جي المشهور والإيقاع والمشروبات باهظة الثمن والرجال الذين يرتدون قمصاناً عجيبة، ومع ذلك يبقى لهذه النوادي أسلوبها الخاص والفريد كأي شيء آخر في القاهرة.

قد يجد رواد النوادي أن مشهد القاهرة ذو بُعد واحد، ورغم أن القاهرة ما زالت بعيدة عن أن تنافس نوادي مثل Berghain أو Haçienda، لكن سنجد أن الحياة الليلية فيها ما تزال في مهدها، “وهذا ليس بالضرورة أمر سيئ ” بحسب رأي المنتج القاهري ومنسق الأغاني ومنظم الفعاليات Yaseen El Azzouni. تجاذبنا أطراف الحديث مع هذا الخبير بالأوضاع التي تعيشها الموسيقى الالكترونية للحصول على صورة متكاملة عن مشهد حفلات الـUnderground في مصر: هذا المشهد الذي ولد من الشغف وحب الموسيقى.

يقول Yaseen: “أنا أكره مصطلح” Underground “، فهو قديم للغاية إلا أنه يبقى أفضل طريقة لوصف المشهد. لديك نمط موسيقي واسع الانتشار بالإضافة لشباب متحمسين يحاولون قضاء ليلة سعيدة ومرحة … أما نحن فهدفنا استضافة تجربة موسيقية رائعة يستمتع بها الجميع.”

وتابع: “لطالما كان هناك نقص في الأماكن العريقة التي تستضيف مثل تلك الأمسيات، فعندما تنظر إلى عدد الأماكن الجيدة التي تقدم برامج موسيقية منتظمة في القاهرة، لن تستطيع العثور على وجهة هامة، ومنه ومع عدم وجود أماكن جيدة بانتظام لن يكون هنالك سوى مجموعات قليلة من مروجي الحفلات المستقلين الذين ينظمون فعاليات متفرقة كل أسبوعين أو ثلاثة أو ما إلى ذلك.”

يوجد أيضاً جهات تفكر بشكل تجاري نوعاً ما وعادة ما تقدم الأنماط الموسيقية السائدة مثل الـMelodic Techno أو Minimal Techno. عادةً ما يكون لهذه الأحداث تمويل أكبر ولديها القدرة على استئجار أماكن أكبر وإنفاق مبالغ لا بأس بها من أجل الترويج والحصول على رعاية أسهل وحتى حجز عروض دولية. وعلق ياسين قائلاً: “وهذا بدوره يجذب أولئك الفئات المستعدة لإنفاق الأموال، ولكن يبقى الهدف الأهم بالنسبة لي غير تجاري بالتأكيد”.

“برأيي إن المكان الذي تتواجد فيه الحياة الليلية في القاهرة لا يجب أن يتبع لأماكن معينة أو مؤسسات، بل يتعلق بجماعة ومجتمعات تصنع نفسها وتبحث في جميع أنحاء المدينة عن مكان آمن وسري لتنظيم حدث، سواء كان ذلك على متن قارب أو شقة أو سطح مبنى ما حيث يحاول الجميع بناء مجتمع حقيقي، هل تفهم ما أقصده؟”

لا يعتبر كل ما نقوله هنا جديداً، فالمشهد الموسيقي مشبع تماما حول العالم، حيث هناك الكثير من الأماكن المزدحمة طوال الوقت والتي تقدم كل الأنماط التي قد تخطر بالبال وبالمقابل هناك إشباع كذلك في عدد منسقي الأغاني والفنانين والمبدعين العالميين، وهذا كله يجعل دخول هذا المجال أمراً صعباً للغاية.

 

Voir cette publication sur Instagram

 

Une publication partagée par Alia Habib (@habibss)

يقول Azzouni: “لا تزال مصر في بداية الطريق” فعلى الرغم من حديث الناس عن “المشهد” كما لو أنه موجود بالفعل إلا أننا لا نزال في بداياتنا، وهذا يترك مجالاً أكبر لإثبات أنفسنا ومحاولة بناء شي حقيقي سواء كان المقصود بذلك مجتمع ما أو مساحة معينة أو حتى سلسلة حفلات، فالفرصة موجودة دائماً لخلق شيء ما مبني على الشغف، ونأمل بعد مرور 10 سنوات أن يصبح قوة حقيقية أو مؤسسة ثقافية بحد ذاتها.”

كان هنالك نوع من النهضة التي قادها الشباب في مصر بعد 2011، ليصبح هنالك مشهد فني قوي في العاصمة المصرية يتطور شيئاً فشيئاً، ويضاف لما سبق رغبة جميع مستويات المجتمع في الخروج وتجربة الموسيقى في بيئة حية، مما يعني ازدياد عدد الفعاليات مع التركيز بشكل أكبر على المواهب المحلية.

هذا لا يكفي من وجهة نظر Yassen “فرغم رغبة الناس بدعم الفن المحلي، إلا أنه يوجد أيضاً الكثير من المجموعات التي ترى المشهد الموسيقى كمخطط كبير لكسب المال، أو كوسيلة للانخراط المزيف في الثقافة، حيث تسعى هذه الجهات للحصول على جمهور أكبر وعائد أعلى… كما أنها تؤثر بطريقة ما على التنوع الثقافي … فإذا كان أكبر المروجين في الدولة يقدم أنماط موسيقية معينة فقط وأصوات معينة سيقيد هذا خيارات الناس ولن يمنحهم إمكانية الاستماع لأنماط موسيقية مختلفة مما سيضّيق نطاق ما يعتبره الجمهور المحلي “جيداً”.

إن محاولة تنمية المشهد ليست بالأمر السهل، فالمنظمون يعتمدون أحياناً على الحدث لتغطية التكاليف، وأحياناً قد يدفعون مقابل الفعاليات من جيوبهم الخاصة. ويشرح Yaseen: “إن الأمر أشبه بتحدٍ كبير حيث أصبح استئجار أي مكان أو نظام صوت مناسب مكلف للغاية، إضافة لتكاليف التشغيل والحصول على التراخيص التي تزيد بطريقة ما من صعوبة إحياء الحفلات أو إبقاء أسعارها معقولة.”

تعتبر Donia Shohdy الدي جي وصاحبة النادي الليلي Jellyzone أحد المخضرمين في مشهد الحفلات في القاهرة، وتختلف الموسيقى التي يمكنك توقع سماعها في حفلاتها وتتنوع بين النمط الشعبي المصري واستخدام الـdub وdrum وbass. تمكن نادي Jellyzone منذ أن تم افتتاحه عام 2017 من استضافة أكثر من 25 حفلة في جميع أنحاء مصر، وحتى أنهم وصلوا لأماكن أبعد مثل برلين.

 

Voir cette publication sur Instagram

 

Une publication partagée par Alia Habib (@habibss)

كان التركيز على دعم التنسيق أكثر بين النوادي سواء من خلال الروح أو النمط المقدم، مع التركيز على تجربة النادي الخاصة وعلى الأجواء الاستثنائية. تقول Donia: “أحب إقامة الحفلات، إنها مرهقة بقدر ما هي ممتعة، فعندما يدخل الناس إلى الفعاليات التي نقيمها، أشعر أن هناك إحساساً محدداً يتشارك به الجميع، إنه شيء أقوى من أي حفلة أخرى في مصر … لا أعرف ما السبب الحقيقي، لكنني دائماً ما أشعر بالراحة والأمان في Jellyzone.”

“كانت جميع حفلاتنا في البداية تقام في أماكن مغلقة أو في نوادي ليلية … حيث كانت الميزانية منخفضة نوعاً ما، ولكن بعد COVID اتخذت الأحداث شكلاً مختلفاً، فأصبحنا نفضل المساحات الخارجية أكثر” فهذه هي الأجواء الاحتفالية التي أريد لـJellyzone أن تنمو فيها. ما زلنا بالرغم من ذلك نقوم بفعاليات في الداخل والخارج، وعادة ما يكون هنالك حدثان كبيران في الهواء الطلق كل عام … هناك الكثير من الدي جي والمنتجين الشباب الذين أرغب في استضافتهم، الأمر الذي قد يدفعني للقيام بأحداث أصغر تتطلب إعداداً أقل. وسنقوم قريباً باستضافة ضيوف خاصين، أولئك الذين لا يجتذبون بالضرورة حشوداً كبيرة في مصر“.يسير كل من Donia وYaseen في نفس الطريق ويتطلعان لنفس الأهداف: دعم الموسيقى والمشهد وإحداث تغيير حقيقي بالاعتماد على الجماهير. يساعد Yaseen في قيام حفل موسيقي كل شهر بصفته عضواً في MOSHTRQ مع وجود العديد من منسقي الأغاني، كما يقوم بإصدار الموسيقى الخاصة به على الإنترنت تحت اسم Khabt Recordings.

يقول Yaseen: “فهمت بعد دراستي في الولايات المتحدة كم من الصعب أن تحقق النتيجة التي تطمح بها في المدن الكبرى عندما يتعلق الأمر بالمشهد الموسيقي، حيث توجد الكثير من الصعوبات والتحديات في كل مكان، إضافة للظروف غير العادلة التي تضعك في مكان مؤسف للغاية تبحث فيه عن فرصة أو طريقة للنجاة، أنا لا أتفهم ذلك حقًا”.

“يعتبر مجتمع المشهد الموسيقي في القاهرة صغيراً بالنسبة لتعداد سكان المدينة الهائل، وعندما يكون لديك مثل هذا المجتمع الموسيقي الصغير، فليس من المنطقي كي أحقق نتائج جيدة أن أتبع نفس الأسلوب المغرور الذي لن يسبب إلا الكثير من الإحباط للموسيقيين في البلدان الأخرى. نحتاج لكي يزدهر هذا المشهد ضمن هذا المجتمع الصغير إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص المعنيين والداعمين، وصحيح أن لديّ فريقي وجمهوري، إلا أنني إذا رأيت أشخاصاً يحاولون تنظيم حدث بدافع الحب الخالص للموسيقى فسأبذل قصارى جهدي لدعمهم، حتى لو لم يكن هذا أحد الأنماط المفضلة لدي.”

يبدو أن مستقبل الفنانين الشباب والطموحين سيكون أكثر إشراقاً مع هذا التطور الذي يسير به المشهد المصري، كما أن عقلية الـ DIY التي تعتمدها جميع أنواع الموسيقى الجديدة من موسيقى الراب إلى موسيقى EDM تبعث بالأمل، فالطريقة الوحيدة التي سنستطيع فيها الارتقاء بهذا المجال هي أن نتعاون جميعاً.

احرصوا على متابعة كل من Jellyzone وMOSHTRQ وFunkhaus، كما نأمل أن تكونوا قد عرفتم أين يجب أن تتوجهوا حال زيارتكم القاهرة في المرة القادمة.

شارك(ي) هذا المقال

مقالات رائجة