النشيد الوطني السعودي يستعد لمرحلة جديدة، حيث أعلن معالي تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، عن تعاون مع الملحن الألماني الأسطوري هانز زيمر لإعادة تصور نشيد المملكة. جاء هذا الإعلان بعد اجتماع بينهما في الرياض، قبيل الحفل الموسيقي المرتقب لزيمر في مسرح محمد عبده ضمن فعاليات موسم الرياض. اللقاء تناول عددًا من المشاريع التعاونية، من أبرزها إعداد نسخة جديدة من النشيد الوطني السعودي.
يُعرف هانز زيمر بألحانه المميزة التي أثرت في أفلام عالمية مثل Inception وThe Lion King وGladiator، حيث أعاد تعريف الموسيقى التصويرية للسينما، ونال جوائز مرموقة مثل الأوسكار والغرامي. ومؤخرًا، حصل على جائزة الإنجاز مدى الحياة خلال Joy Awards 2025 في الرياض. إلى جانب إعادة تصور النشيد الوطني، تم تكليفه أيضًا بتلحين الموسيقى التصويرية للفيلم السعودي القادم معركة اليرموك.
احتفاءً بهذا الخبر، نستعرض معكم قائمة أبرز الأناشيد الوطنية العربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
فلسطين
النشيد الوطني الفلسطيني فدائي هو تجسيد للصمود والهوية الوطنية. كُتب على يد الشاعر الفلسطيني سعيد المزين، المعروف بلقب فتى الثورة، خلال فترة اعتقاله في سجن إسرائيلي، ولحنه الموسيقار المصري علي إسماعيل. يعكس النشيد نضال الفلسطينيين من أجل الحرية والاستقلال، واعتمد رسميًا عام 1996.
لا يمكن الحديث عن الأناشيد الوطنية دون ذكر موطني، الأغنية العربية الشهيرة التي اعتُبرت نشيدًا غير رسمي لفلسطين، وكانت أيضًا النشيد الوطني للعراق بين 2004 و2017. كتب كلماتها الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان عام 1934، ولحنها الموسيقار اللبناني محمد فليفل.
الجزائر
النشيد الوطني الجزائري قسماً، كُتب عام 1955 على يد المناضل مفدي زكريا أثناء سجنه في معتقل استعماري. كتب كلماته بدمه على جدران الزنزانة، ليصبح فيما بعد رمزًا للمقاومة ضد الاحتلال الفرنسي. لحن النشيد الموسيقار المصري محمد فوزي عام 1956، واعتمد رسميًا بعد استقلال الجزائر عام 1963.
ما يجعل قسماً فريدًا هو لغته القوية التي تحمل تحديًا مباشرًا لفرنسا، مما يجعله أحد أكثر الأناشيد الوطنية حدة وتأثيرًا.
السعودية
النشيد الوطني السعودي، المعروف باسم عاش الملك أو نشيد المملكة، بدأ كمقطوعة موسيقية أهداها الملك فاروق للملك عبد العزيز خلال زيارته لمصر. في ذلك الوقت، لم يكن للسعودية نشيد وطني مثل الدول المجاورة، لذا كلف الملك عبد العزيز الملحن المصري عبد الرحمن الخطيب بتأليف لحن للنشيد.
بقي النشيد بدون كلمات حتى عام 1984، عندما كتب الشاعر إبراهيم خفاجي كلماته الرسمية، وسمعه السعوديون للمرة الأولى خلال احتفالات عيد الفطر في ذلك العام.
موريتانيا (1960–2017)
اعتمدت موريتانيا نشيد بلاد الأباة الهداة الكرام بعد استقلالها عام 1960. تولى تأليفه الملحن البولندي توليا نيكبروفيتسكي، بينما استوحي نصه من قصيدة للشاعر بابا ولد الشيخ تعود للقرن الثامن عشر.
تميز النشيد بإيقاعه الفريد، المعروف باسم الفاتشو، مما جعله من أصعب الأناشيد الوطنية أداءً، حتى شاع الاعتقاد الخاطئ بأنه بلا كلمات. في 2017، تم استبداله بنشيد جديد إثر استفتاء شعبي.
تونس
يحمل النشيد الوطني التونسي حماة الحمى قصة ملهمة، إذ كتب كلماته الشاعر المصري مصطفى صادق الرافعي رغم فقدانه السمع في سن الثلاثين. ورغم فقدانه لحاسة السمع، نجح في كتابة واحد من أعقد الأناشيد الوطنية وأكثرها تأثيرًا.
اعتمد النشيد مؤقتًا في يوليو 1957 ليحل محل سلام الباي، لكنه استُبدل عام 1958. بعد انقلاب زين العابدين بن علي في 1987، أعيد اعتماده رسميًا كنشيد وطني لتونس.
لبنان
تم اختيار النشيد الوطني اللبناني عبر مسابقة وطنية عام 1925، بعد إعلان دولة لبنان الكبير تحت الانتداب الفرنسي. دُعي المشاركون إلى تقديم كلمات تعبر عن هوية بلاد الأرز.
فازت القصيدة التي كتبها رشيد نخلة، ووضع ألحانها الفنان اللبناني وديع صبرا، مؤسس الكونسرفتوار اللبناني. تم اعتماد النشيد رسميًا في 12 يوليو 1927 تحت عنوان كلنا للوطن للعلا للعلم.
اقرأ أيضا: من بيروت إلى بعلبك: 15 أغنية عن والى لبنان
الإمارات العربية المتحدة
تم تلحين نشيد عيش بلادي عند تأسيس الإمارات عام 1971 على يد المؤلف المصري سعد عبد الوهاب، لكنه بقي بدون كلمات حتى 1986. بعد خمسة عشر عامًا من اعتماده كمقطوعة موسيقية فقط، كتب عارف الشيخ عبد الله الحسن كلماته خلال ثلاثة أيام فقط.
من الجدير بالذكر أن عبد الوهاب وضع أيضًا ألحان الأناشيد الوطنية لكل من تونس وليبيا، مما يجعله أحد أكثر الملحنين تأثيرًا في المنطقة.