مبادرة معهد مسك للفنون الجديدة، “عصر الأثر الخافت”، هي دعوة لاكتشاف التحولات الجذرية التي أحدثها العصر الرقمي. إنه معرض يتسم بالتفكير العميق، يجمع بين 20 فناناً لتفكيك كيفية تحول الإنترنت إلى قوة غير مرئية ولكنها حاضرة في كل مكان منذ اختراعه في عام 1989، مما أعاد تشكيل الاتصال والثقافة وهوية الأفراد. يستمر المعرض من 3 نوفمبر إلى 27 فبراير في صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون في الرياض، ليكشف عن السيطرة الهادئة للتكنولوجيا على واقعنا اليومي.
من تنظيم بسمة الشثري، مديرة قسم التنسيق والرئيسة المنسقة في معهد مسك للفنون، إلى جانب المنسق المساعد أرام العجاجي، يحمل “عصر الأثر الخافت” مرآة لعالمنا المتغير. من إطلاق الأقمار الصناعية إلى انتشار وسائل الإعلام الرقمية، يسعى المعرض لوضع هذه التقدمات في سياقها كخطوات أولية وضعت الأساس للمجتمع المترابط اليوم، مستكشفاً كيفية تعبير الفنانين وإعادة تفسيرهم للواقع في عالم متغير.
View this post on Instagram
يكمل المعرض جهود معهد مسك للفنون الثقافية الأوسع، لا سيما بالتزامن مع النسخة الخامسة من منتداه السنوي الإبداعي الذي أقيم من 1 إلى 2 نوفمبر. كان المنتدى، الذي يحمل شعار “الإعلام والتكنولوجيا”، ملتقى للمفكرين والمبدعين من جميع أنحاء العالم في قلب مركز تجربة مدينة مسك، وهو مساحة مصممة لتعزيز الإبداع وتعزيز مشاركة الشباب من خلال مناقشات عامة، وعروض، وجلسات تفاعلية تستكشف تأثير الإعلام على المجالات الإبداعية وتتساءل كيف تحفز التكنولوجيا إمكانيات جديدة للتعبير والاستكشاف. من بين الفنانين المشاركين، أحمد مطر، ديفيد هوكني، إبراهيم أبو مسمار، مهدي الجرايبي، وعمر الزهراني، والعديد غيرهم.
تظهر الانتشار السريع للإنترنت منذ اختراع تيم بيرنرز-لي لشبكة الويب العالمية في عام 1989 كيف يمكن أن تصبح التكنولوجيا الثورية جزءاً أساسياً من الحياة اليومية. تماماً كما أعادت الابتكارات السابقة تشكيل المجتمع، يجبرنا هذا العصر الرقمي على إعادة ضبط كيفية رؤية الفن ومشاركته وابتكاره.
يرسم المنتدى، والآن المعرض، معاً رؤية لمستقبل يندمج فيه العالم الرقمي والفني نحو ما يسميه البعض “الانفصال الإبداعي” — فضاء حيث لا تنافس التكنولوجيا الرقمية براعة الإنسان ولكنها توسع آفاقها، كاشفةً عن مسارات غير مستغلة للتعبير الفني. هنا، السؤال ليس ما إذا كان بإمكان الفنانين مواكبة الآلات، بل كيف سيشكلون ويرتفعون بالمجال الرقمي لاستكشاف أعماق الإبداع وإعادة تعريف ما يعنيه التواصل في عالم دائم الابتكار
