7 أمور ستشعرون بها عند تحرير عقولكم بشكل فعال من المعتقدات الاستعمارية

إنّها رحلة ليست بهذه السهولة

علينا الاعتراف بأن انتقاص الذات هو أحد الحقائق المتجذرة في نشأة العرب. لقد أمضى الكثيرون منا سنوات من حياتهم وهم يشعرون بالخجل من أصولهم ولا يتقبلون هويتهم العربية أبداً.

مر أكثر من خمسة عشر عاماً من حياتي، وأنا أبرر لنفسي أسباب رفضي لهويتي العربية، معتقدة بأني مختلفة، وأنني ولدت في المكان الخطأ.

ولكن تدريجياً، وعيت بمعتقداتي المتجذرة في العقلية الاستعمارية، وبدأت باستيعاب الدونية الثقافية بداخلي، وتمكنت في النهاية من فهم كل شيء. ما عانيت منه أنا والكثير من أصدقائي عندما كنت مراهقة كان أكثر من مجرد سمات شخصية غريبة، لقد كان نتيجة سنوات من الاستعمار ومن إضفاء طابع نمطي موحد ينسجم مع المعيار الغربي.

عندما بلغت سن الرشد، بدأت في فك تشفير أفكاري التي استحوذت عليها المعايير الاستعمارية؛ والتي لطالما تم إغفالها. كنت أتذمر من عيوب الشعوب العربية، وغير راضية عن شكلي لأنه لا يتوافق مع معايير الجمال الغربية وأرفض الفنون والثقافة المحلية.

كما كنت أشعر بعدم الرضا والقدرة على تقبّل التعايش مع هذه الحقائق. منذ ذلك الحين، بدأت رحلة تحرير عقلي من الرواسب الاستعمارية وتحرير نفسي من تداعيات التلقين العقائدي، وهي عملية أثارت مشاعري طوال الوقت. إن كنتم قد مررتم بنفس هذه الرحلة، نعرض لكم بعض الأمور التي ربما راودتكم أثناء ذلك. أما إن لم تخوضوا هذه التجربة بعد، فإليكم بعض الأشياء التي يمكنكم توقعها.

الذنب
قد ينتابكم الشعور بأنكم جاهلين أو غير وطنيين لأنكم تتنكرون لثقافتكم، وقد تشعرون أن استحواذ العقلية الاستعمارية على أفكاركم يجعلكم غير جديرين بهوية موطنكم الأصلي. لكن تذكروا دائماً حقيقة أن تأثير الاستعمار هو مشكلة جماعية وهو أكثر شيوعاً مما تعتقدون.

تجهلون نقطة البداية
عندما تحاولون جاهدين تحرير عقولكم من الاستعمار، فقد تشعرون بالضياع فيما يتعلق بالوسائل والممارسات التي يجب عليكم اتباعها. نظراً لتلقيننا عقيدة رفض الفنون والثقافة المحلية والاستخفاف بها، فقد نعتقد أنه لا يوجد ما يستحق عناء استكشافه، إلا أنّ الواقع غير ذلك تماماً، لأنّ وسائل الإعلام المحلية والفنانين والمشاهد الإبداعية في ازدهار مستمر، ويُعتبر الوطن دائماً هو نقطة البداية المثلى.

تشعرون بفوات الأوان أو أنّ الوقت غير كافٍ
إنّ التغيير العقلي عملية صعبة وقد تستغرق وقتاً طويلاً. قد تشعرون بأن أنماطاً معينة من التفكير لا يمكن التراجع عنها لاستحواذها بشكل متجذر على عقولكم، إلا أنّ الأمر مجرد مسألة وقت حتى تبدأ عادات التفكير بالتغيّر. تحلوا بالصبر وتذكروا أنها رحلة تمتد مدى الحياة وتتطلب عملاً متسقاً.

أرهقكم النزاع الداخلي اليومي
دعونا نعترف بأنّه من الأسهل أن تكونوا مرهونين بالتفكير بدلاً من الاضطرار إلى إعادة تقييم وجهات نظركم عن العالم ومحاولة تغييرها بفاعلية. في كل مرة تجدون أنفسكم تبحثون عن المصداقية الغربية أو تشعرون بالدونية الثقافية الداخلية، عليكم أن تنتقدوا ذاتكم وتقوموا بدور المرشد للتغيير في نمط تفكيركم، إنها تجربة عاطفية ستمرون بها كل يوم.

تفتقدون التواصل مع عقليتكم القديمة
بمجرد أن تبدأ أنماط تفكيركم بعملية التغيير، ستتغير أيضاً خياراتكم وأذواقكم وأفكاركم القديمة. وبالتالي، قد تشعرون بالانفصال عن هويتكم، وبالكاد تستطيعون تمييز أنفسكم. إنه أمر طبيعي فقط لأنكم تكسرون العقلية الاستعمارية النمطيّة المتجذرة بعمق في أذهانكم منذ الطفولة.

تشعرون بخيبة الأمل تجاه هويتكم
عندما تبدأون في فك شيفرة الطبيعة الاستعمارية أو العنصرية أو العنصرية البيضاء المتأصلة في وسائل الإعلام الغربية التي اعتدتم الإعجاب بها، تبدأ مشاعر خيبة الأمل بالتسلل إلى أعماقكم، وقد ينتهي بكم الأمر إلى الشعور بعدم الاهتمام بما كنتم تعتبرونه ذات مرة معياراً أساسياً، مما قد يؤدي إلى أزمة هوية.

تفتقدون حماستكم وتحزنون على عقليتكم الاستعمارية
هذه نتيجة خيبة الأمل التي شعرتم بها تجاه المُثل والمعايير الغربية التي استحوذت على عقولكم من قبل. إنها سائدة على وجه الخصوص بين الأشخاص الذين لديهم عقلية استعمارية ناتجة عن التفاعل ما وراء الاجتماعي (ارتباط نفسي مع شخصيات في وسائل الإعلام وخاصة على التلفزيون)، والذي يمثل مصدراً لمشاعر مثل الإعجاب والإثارة. عندما تقوم عملية التحرر من الاستعمار بسحق تلك العادات، فقد تنتابكم تجاهها مشاعر الشوق والأسى.

شارك(ي) هذا المقال