هذا الأسبوع، انتقد الجمهوريون في الولايات المتحدة علنًا تطبيق”تيك توك” بدعوى دفع المحتوى المؤيد للفلسطينيين من خلال خوارزمية مشفرة بعناية بهدف “غسل أدمغة” شباب البلاد. ولتبرير مزاعمه، ادعى النائب مايك غالاغر أنه تم ضبط تطبيق مشاركة الفيديو، الذي يقع مقره في الصين، “يُعطي الأولوية للغضب الاستقطابي والهراء الذي يسبب الإدمان والتخدير (في أحسن الأحوال) والدعاية الخطيرة (في أسوأ الأحوال)” للمستخدمين الأمريكيين.
على الرغم من اتهام المنصة مرارًا وتكرارًا بتأثيرها على تشكيل وتصميم وجهات نظر المستخدمين بطريقة معينة، فنّدت تيك توك علاقتها بالارتفاع المفاجئ في المحتوى المدافع عن القضية الفلسطينية وصرّحت أن الشباب مؤيدون بأغلبية ساحقة لفلسطين.
ردًا على موجة الانتقادات التي تواجهها حاليًا، أصدرت منصة التواصل الاجتماعي التي يهيمن عليها الجيل الزاد بيانًا تدعي فيه أن “خوارزمية التوصية الخاصة بها لا تنحاز إلى أي طرف، ولديها تدابير صارمة لمنع التلاعب”. كما أوضحت أن “المحتوى الذي يراه الأشخاص على تيك توك يتم إنشاؤه بواسطة مجتمعنا وتستند التوصيات إلى المحتوى الذي تفاعل معه الأشخاص سابقًا”.
وللتخفيف من حدة الادعاءات الموجهة ضدهم بشكل أكبر، كشفت تيك توك أيضًا أن السبب المحتمل وراء انتشار الكثير من المحتوى المؤيد للفلسطينيين هو أن “الدعم لإسرائيل كان أقل بين الشباب الأمريكيين لبعض الوقت”.ويُجدر الاشارة أن 60% من المستخدمين في الولايات المتحدة تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عامًا.
هناك فجوة عمرية متزايدة بين الأميركيين الذين يدعمون فلسطين وأولئك الذين تؤيد آرائهم إسرائيل. يرجع هذا الانقسام بين الأجيال، وفقًا للمؤلف الأمريكي إيلي سبيرلنج، إلى أن الجيل الأكبر سنًا نشأ في إسرائيل ما قبل عام 1967، عندما كانت البلاد “مستضعفة” – وهو ما لا يمكن أن يكون أبعد عن الانطباع الذي لدى المراهقين والشباب عنها اليوم. ومع استمرار إسرائيل في قصف غزة بلا هوادة وتزايد عدد القتلى الفلسطينيين، لا يُمكن توقع إلا المزيد من تعميق هذا الانقسام.