وصفت لي امرأة تونسية تبلغ من العمر 28 عاماً أيام ما قبل الثورة في تونس قائلة ” لم يكن يُسمح لنا بالظهور ببعض قصّات شعر أو ارتداء ملابس بطريقة معينة”. “لم نكن نمتلك الجرأة للتحدّث عن السياسة أو استخدام الفن بأي طريقة معبرة، لقد قيّدت أفكارنا ومعتقداتنا”.
عندما سمعت هذا الكلام كنت أصغر من أن أفهم مدى التغييرات التي أحدثتها الثورة، حيث كنت في ذلك الوقت في الحادية عشرة من عمري، لكنني عندما كبرت أدركت بأن العالم الذي تطورت فيه موهبتي وأصبحت مبدعة في عملي كان نتيجة الثورة الفنية التي أججتها أحداث عام 2011.
في ظل حكم بن علي خضع المشهد الإبداعي في البلاد للمراقبة بكل تفاصيله الدقيقة، حيث قام الديكتاتور بقمع معظم أشكال التعبير ولم يترك مجالاً للحرية الفنية.
في السنوات التي أعقبت ذلك، وجد الفنانون والمبدعون منبراً لهم مما أدى لظهور موجة جديدة من الفنانين الذين وجدوا موطناً لحرفهم ومواهبهم. الآن، وبعد عشر سنوات من الثورة نحن هنا للاحتفاء بمشهد تونس الإبداعي المزدهر؛ وهؤلاء هم المبدعون الذي يستحقون التعرّف إليهم.
4lfa
عندما يتعلق الأمر بالراب التونسي، فلا أحد يُضاهي سيف العامري المعروف باسم “ألفا” في براعته. يعتبر مغني الراب هذا من أوائل مغني الراب الذين انطلقوا من جنوب تونس، تحديداً من مدينة القصرين. حقق ألبومه الأول “Kima Na” الذي أطلقه في عام 2018 نجاحاً هائلاً، كما حققت كل من أغنيتيه “Youma Ma” و “Beautiful” أكثر من ثلاثة ملايين مشاهدة على يوتيوب.
ST4
التقى الثنائي المبدع صادق كفال وياسين بوزيد وأصلهما من مدينة صفاقس من خلال نوادي مشجعي كرة القدم غير الرسمية “Ultras”، والتي كانت المكان الوحيد الذي تجرأ فيه الشباب على التعبير عن أنفسهم تحت حكم بن علي، ومنذ ذلك الحين لم يتوقفوا عن التعبير عن أنفسهم. من خلال دمج طباعة الحروف العربية والرسم على الجدران، استحوذت لوحاتهما الجدارية تدريجياً على أركان متعددة من البلاد.
بشير طياشي
إذا كان هناك مصور واحد يستحق المتابعة، سيكون بشير تياتشي، لقد قام المبدع الشاب مؤخراً بتصوير فيلم “Nouvelle Vie” لعلامة Basscoutur، والحملة الإقليمية لمؤسسة Fashion Trust Arabia لعام 2021 وقام بتصوير حملات لعلامات محلية مثل Lyoum. لقد كان أحدث أفلامه القصيرة Day Dreaming عبارة عن استبطان عاطفي لمفهوم الهوية وقد كان من بطولة عارضة الأزياء الشابة الواعدة مبروكة فال.
إلياس شيرني
يمكن تتبع مسيرة المخرج السينمائي التونسي بشكل خاص من خلال عمله في المشهد الموسيقي، حيث قام المخرج الشاب بتصوير الفيديو الموسيقي Mantika لفرقة بلاتنم والعديد من أغاني 4lfa. شيرني هو مؤسس استوديو Hokka Hendy للسمعيات والمرئيات والسينما القائم في تونس، بالإضافة إلى أنّه صاحب مبادرة Analog Case وهي مجموعة من التجارب الفنية التجريدية والتجريبية المستوحاة من أحداث الحياة اليومية.
زياد بن رمضان
Voir cette publication sur Instagram
Une publication partagée par zied ben romdhane (@ziedbromdhane)
بدأ المصور التونسي مسيرته المهنيّة بالتصوير التجاري، إلا أنّه ومع الوقت وجد شغفه في تصوير الأفلام الوثائقية والتصوير الصحفي. وقد عرضت أعماله في جميع أنحاء العالم، من بومباي وباريس إلى نيويورك وبالطبع إلى تونس. يوثق كتابه الأول West of Life الذي نُشر عام 2018 الكآبة وقسوة الحياة اليومية في مدينة قفصة (منطقة مهمشة لتعدين الفوسفات في جنوب غرب تونس). كما كان أيضاً مدير التصوير الفوتوغرافي لفيلم “فلاقة” الوثائقي لعام 2011 الذي جسّد بداية الربيع العربي في تونس.
أمينة أمونياك
وُلدت أمونياك في مدينة قليبية الساحلية، وهي واحدة من أكثر مصممي الجرافيك شهرة في البلاد. بعد عملها في مجال الإعلان، أصبحت مبدعة مستقلة تعمل على مشاريع من جميع أنحاء البلاد والعالم العربي. تشتهر الفنانة البصرية باستخدامها لمنصات التواصل الاجتماعي الخاصة بها لتسليط الضوء على أعمالها وأعمال الفنانين الآخرين أيضاً.
عبد الحميد بوشناق
Voir cette publication sur Instagram
Une publication partagée par Abdelhamid Bouchnak (@abdelhamid.bouchnak)
بوشناق هو مخرج “دشرة” وهو أول فيلم رعب في تونس. يروي الفيلم قصة طالب يدرس الصحافة مع أصدقائه العالقين في قرية معزولة أثناء محاولتهم حل قضية إجرامية عمرها عقود. اشتهر نجل المغني التونسي لطفي بوشناق بإخراج المسلسل التلفزيوني “نوبة” الذي عرض خلال شهر رمضان، حيث يصور قصص الحب وفن “المزود” التقليدي في تونس من التسعينيات.
درة دليلة شيفي
Voir cette publication sur Instagram
Une publication partagée par Dora Dalila Cheffi درّة (@doradalila)
تستمد الفنانة التونسية الفنلندية قوتها الإبداعية من هويتها الداخلية. بعد أن قضت معظم حياتها في فنلندا انتقلت شيفي إلى تونس في عام 2018 حيث حظيت بالشعور بالانتماء. جسد معرضها الفردي الأول Bitter Oranges تجربتها بشكل مثالي. منذ ذلك الحين، أصبحت الفنانة جزء لا يتجرأ من المجتمع الإبداعي التونسي والعالمي بعد أن عرضت أحدث سلسلة لها “Imitating Equilibrium” في عرض منفرد عبر الإنترنت مع معرض Taymour Grane Projects.
جوهر عوني
يستكشف المصور جمال وطنه من ساحل البحر الأبيض المتوسط إلى مدينة سيدي بوزيد الريفية الجنوبية في تونس. تجسّد صوره مشاهد دنيوية بنظرة شاعرية صادقة ودافئة، تعكس شغفه ببساطة بيئته الخام والتي قرر تجسيدها من خلال فيلمه الوثائقي. تجسّد لقطاته براعته في إضفاء نظرة عاطفية فريدة على سرد القصص، مما يتيح له خلق روايته الخاصة وإضافة لمسة التميّز حتى على أبسط المشاهد.
سهيل القاسمي
يمزج الملحن وعازف البيانو العناصر الرومانسية والحداثة مع الموسيقى التونسية التقليدية، لذا لا تفوتوا فرصة الاستماع إلى ألبومه “Faces”. من المحتمل أنّكم استمتعتم إلى أغانيه على أجهزة الراديو التونسية، والتي أطلقت أشهر مغني الراب في البلاد أمثال 4lfa و Jenjoon. بالإضافة إلى إصداراته الخاصة، يُعتبر القاسمي القوة الكامنة وراء شركة التسجيلات المستقلة Bloc. C. Records القائمة في تونس والتي تُعتبر موطن للفنانين الشباب الناشئين.