بعد وقت قصير من انتشار الوباء شهد مشهد الموضة تغيّراً جذرياً. فبعد أسابيع فقط من إجراءات الإغلاق التي فرضت على الناس الالتزام في منازلهم، أطلق جاكيموس أول حملة كبرى في مجال صناعة الموضة باستخدام Facetime والتي تميّزت بظهور بيلا حديد. وما كانت هذه الخطوة إلا نقطة البداية.
مع استمرار انتشار كوفيد -19 اضطر العالم بأثره إلى التكييف مع الوضع الراهن. لقد تحولت الرقمنة الكلية من احتمالات مستقبلية نسبية إلى حقيقة راهنة. ولكن ما هو مصير الفنانين والمصورين ومصممي الأزياء الذين لا يتقنون الحياة الإلكترونية؟ هذا هو السؤال الذي طرحه المخرج الإبداعي اللبناني علي قبلاوي ويبحث الآن عن إجابته. إنّه يتساءل فيما إذا كانت هذه الظاهرة مجرد مرحلة آنية أم لا؟
لقد نشر إجاباته في Voyeurs Journal، وهي عبارة عن منصة رقمية تحريرية وثائقية. ضمن الإصدار الأول للصحيفة قام قبلاوي بتوحيد المبدعين من جميع أنحاء العالم لتسليط بعض الضوء على واقع المجتمع الجديد. خلال الأشهر الأخيرة، تابع قبلاوي من موطنه الأصلي في ميلانو استكشافه للموضوع من أجل إطلاق الإصدار الثاني من Voyeurs Journal، وهذه المرة تعاون مع مغني الراب والفنان والناشط ميكي بلانكو الذي كان نجم غلاف هذا الإصدار.
في حين ركز الإصدار الأول على إعادة تنظيم العالم مع المجال الرقمي، جاء الإصدار الثاني بعنوان BENBEN، وهو عبارة عن موضوع ذي محتوى أكثر عمقاً يستكشف طريقة تعامل المجتمعات في جميع أنحاء العالم مع الوباء، وطرح جميع الأسئلة الأساسية التي يتعيّن عليهم مواجهتها.
هذه المرة أخذت الصحيفة على عاتقها منحى آخر. تم إنشاء الإصدار الثاني من Voyeurs Journal بالتركيز على مجتمع المثليين في لبنان، حيث تذهب جميع عائداته إلى صندوق إغاثة المثليين ومجتمع المثليين في بيروت ممن تضرروا بشكل كبير جراء الانفجار الذي حدث في أغسطس.
نشر بلانكو على منصّته على الإنستاغرام عقب ظهوره الأول على غلاف Voyeurs Journal “لقد أحدث هذا العام تحولاً كبيراً. لقد كشف جوهر ما لا يمكن التخلص منه. لقد كشف النقاب عن الكثير مما كنا نعتقد بأنه الحياة الطبيعية، حتى لو لم تكن الحالة الاعتيادية أمراً جيداً أو بالكاد كانت مقبولة. لقد اهتزت قيمي، واختبرت سلامتي ومع ذلك أشعر بأنني في حال أفضل الآن.
Artsi Ifrach
إلى جانب هذا الفنان، يتطرق هذا العدد من الصحيفة إلى قصص العالم العربي. من مراكش حيث حلّقت الصحيفة في عالم مصمم الأزياء Artsi Ifrach. من مصر، ستجدون أعمال إسماعيل ثابت الذي اشتهر باسم إيزماتيك، وهو مصور يبلغ من العمر 22 عاماً ويهتم بالشباب الموهوبين في القاهرة.
إيزماتيك
ثم هناك ملاك قباني وهي مصورة شابة تعمل بالتعاون مع المصور المصري الألماني جي دبليو أندرسون لاستكشاف تصورات ما بعد الإغلاق. شرحت ملاك بالتزامن مع نشر أحدث مجموعة صور لها على Voyeurs Journal “أعتقد أنّ علينا جميعاً إعادة بناء أفكارنا حول الأشياء الهامة بالفعل”
ينضم إلى المبدعين العرب الشباب قائمة من مشاهير العالم أمثال أنتونينو كافييرو الذي أمضى فترة ما بعد الإغلاق في سورينتو في إيطاليا، والمصور فرانسيس بوسيكو الذي سلط الضوء على جنوب أفريقيا والفنان الروسي المقيم في نيويورك المؤلف سلافا موجوتين.