باعتباره عيد الميلاد الأكثر شهرة على الإطلاق، يمثل كريسماس المناسبة التي يجتمع فيها الملايين حول العالم لإحياء ذكرى ميلاد يسوع المعجزي. تجلب العطلة السنوية التي يتم الاحتفال بها في 25 ديسمبر من كل سنة تجلب هذه العطلة السنوية للآباء ضغوطا أكثر من الفرح. وعادةً ما يتم قضاؤها في المنزل أثناء تناول وجبة يتم تقاسمها بين الأصدقاء المقربين والعائلة، يليها تبادل الهدايا. على الرغم من مشاعر التوتر والازدحام في بعض الأحيان، إلا أن التجمع البهيج غالبًا ما يتميز بإحساس بالدفء والعمل الجماعي، بالإضافة إلى تبادل المشاعر العميقة. ومن المؤسف أن عيد الميلاد يمثل أيضًا عودة الجدل القديم الذي يتمحور حول صحة مشاركة المسلمين في الاحتفال.
بعد تطوير المناسبة لجمالية خاصة بها مزج التقاليد الدينية مع العادات الثقافية، يشير الكثيرون إلى فقدان عيد الميلاد لمعناه الديني وتحوله إلى احتفال علماني يشمل جميع أنواع المؤمنين (وغير المؤمنين). ونتيجة لذلك، ظهرت ظاهرة متنامية لتسويق العطلات مع تحول تركيز الاحتفال على النزعة الاستهلاكية والمادية ليصبح مرادفًا للتسوق المكثف والديكورات البراقة والحملات التسويقية المنتشرة في كل مكان.
واليوم، لا يرى عدد متزايد من الأفراد الذين يعتبرون أنفسهم مسلمين أي ضرر في اعتناق جوانب المتعة. في المقابل، قد يتخذ آخرون موقفًا أكثر حذرًا، معبرين عن مخاوفهم بشأن التآكل المحتمل لقيمهم الدينية، فضلاً عن مخاطر الاستيعاب. سنويًا تقريبًا، تتدفق المحادثة عبر الإنترنت، حيث يستخدم كل جانب وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن أفكاره. يمكن رؤية الرأيين يتجادلان في قسم التعليقات في منشورات محمد صلاح المثيرة للخلاف على إنستغرام خلال موسم العطلات. على مدى السنوات الأربع الماضية، تعرض المهاجم المصري إما للتشويه الشديد بسبب اختياراته الشخصية وعلاقته بالإسلام بسبب ظهوره مع عائلته تحت شجرة عيد الميلاد أو الإشادة به بسبب انفتاحه ونهجه الشامل. وكما يمكنك أن تتخيل، لم يكن هذا العام استثناءً.
مع حلول عيد الميلاد، طلبنا من خمسة شباب عرب مشاركة أفكارهم حول احتفال المسلمين بالعيد.
فيروز، 34، لبنان
بصراحة، أنا لا أمانع ذلك. وهذا أمر مفهوم بالنسبة للمسلمين الذين يعيشون في الغرب أيضًا، لأنه مناسبة ثقافية أكثر من كونها دينيّة. أرى تشابهًا كبيرًا بين احتفال المسلمين بكريسماس ومشاركة أصدقائي المسيحيين خلال العيد هنا في مصر – لا أحد يقول “أنت مسيحي، لا يمكنك الخروج معنا”. أعتقد أن مشاركة أوجه التشابه أسهل بكثير من التركيز على الاختلافات، خاصة في أوقات الاحتفال. دعونا نواجه الحقيقة، معظمنا يشرب على أي حال – وبشرط ألا يقدموا لي لحم الخنزير – لذلك فأنا أشارك في أي مناسبة فيها طعام! من منا لا يحب الهدايا والاحتفال؟ كان يسوع نبيا بعد كل شيء.
مصطفى، 26، السودان
أعتقد أنه من الجيد بالنسبة لنا،نحن المسلمين ،أن نحتفل بعيد الميلاد مع إخواننا المسيحيين، لما في ذلك من تقوّية لروابطنا ومجتمعنا. لكن ما لا أستطيع فهمه هو ميّل المسلمين إلى الابتعاد عن الاحتفال بمناسباتهم الإسلامية والبدء في تضخيم مناسبات أخرى لا علاقة لها في جوهرها بثقافتهم أو دينهم.
عمر شين، 24، مصر ايرلندا
باعتباري أيرلنديًا مصريًا مسلمًا ولد ونشأ في أيرلندا لمدة 19 عامًا في بيت كاثوليكي، لا أجد حقًا أنه من الغريب الاحتفال بعيد الميلاد كمسلم. نظرًا لقرب العام الجديد، يميل الناس إلى جمعهما معًا في عطلة واحدة كبيرة.
ما أجده غريبًا هو تحويل العيد في مصر إلى احتفال طبقي أكثر من كونه مناسبة دينية بالنسبة للمسلمين. إذا كنت مسلمًا من “الطبقة العليا”، فعليك أن تحتفل بعيد الميلاد. ولكن إذا كنت من “الطبقة المتوسطة” أو أقل، فلن تجد أنه من الشائع أن يحتفل الناس به.
مليك، 28، تونس
إنها مسألة “عش ودع غيرك يعيش”. فقط سؤال لكل من يبدو عليه الانزعاج عندما يجتمع المسلم في عيد الميلاد، “من يؤذيك؟”. أنا متأكد أن الأشخاص الذين ينتقدون الاحتفال بكريسماس ليسوا مثاليين. فجميعنا يرتكب خطيئة ما. لكن، البعض يهوى الإشارة إلى خطايا شخص آخر. فهذا النقد هو خطاب كراهيّة، بالنسبة لي. أرى أن هناك بعض النفاق في الأمر، حيث يحتفل معظم الأشخاص، الذين يشتكون من احتفال المسلمين بعيد الميلاد، برأس السنة. وهو ، حسب منطقهم، أمرٌ يجب إدانته أيضًا.
وفي كلتا الحالتين، أجد أنه من الأسهل احترام قرارات بعضنا البعض والاستمتاع بمزيج الثقافات. إذا كنت لا تحب رؤية هذه الاحتفالات، قم بإيقاف تشغيل هاتفك. إذا كنت لا تتوافق مبادئك مع مبادئ أصدقائك، فربما حان الوقت لبناء علاقات جديدة.
سميرة، 19، العراق
أتفهم أسباب النقد. لكن، إن كان الفرد منا مهتما مهتمًا حقًا بالحلال والحرام، فربما أنصح بعدم الاحتفال بعيد الميلاد. بالاضافة الى عدم تأثير هذا علي شخصيًّا، أعتقد أننا جميع أحرار في ما نقوم به. قد يثير الاحتفال بكريسماس غضب بعض الأشخاص، وهو أمرٌ مفهوم، خاصة إذا بدا أن الشخص الذي تتطلع إليه يسير على الطريق الخطأ (بالنسبة لك). في النهاية، لا ينبغي أن نولي الأمر هذه الأهمية وأنا متأكدة أننا سنصل الى رأي وسط.