بعد فترة من الغياب، يستعيد الفنان السكندري ويجز مكانته في ساحة الراب العربي بإطلاق مشروع لم يكن أحد يتوقعه. صدر الألبوم القصير “جدول الضرب” في 11 فبراير، بعد أيام فقط من إصدار أول أغنية منفردة له هذا العام، “تنكر”، ليكون بمثابة عودة قوية للنجم المصري عبر سبع أغانٍ جديدة.
يعد هذا أول إصدار كامل لويجز منذ “جزيرة البطل” عام 2019، وهو الألبوم الذي مثّل انطلاقته الرسمية في عالم الموسيقى. وببلوغه عامه السادس والعشرين، يبدو أن ويجز يضع حجر الأساس لمرحلة جديدة في مسيرته، حيث يبتعد عن إصدار الأغاني المنفردة للمرة الأولى منذ ست سنوات، ويقدّم مشروعًا متكاملًا يستكشف فيه أبعادًا موسيقية جديدة وتركيبات أكثر تعقيدًا.
في ألبوم “جدول الضرب”، يتخلى ويجز عن إيقاعاته المعتادة المستوحاة من المهرجانات التي صنع بها اسمه، متجهًا نحو أسلوب أكثر حدة وقوة، معتمدًا على تدفقات غنائية جديدة ولمسات من الغضب التعبيري. يبدو هذا الألبوم أكثر تمحورًا حول ذاته، حيث يعكس حالته النفسية بعد سنوات من الإصدارات المتفرقة والظهور المتقطع.
حتى الآن، تم إصدار فيديو موسيقي واحد فقط، لأغنية “تنكر”، حيث يتماشى مع كلماتها الواثقة والمتبجحة. على غير المتوقع، الفيديو مستوحى بشكل واضح من أنمي دراغون بول زد ولكن بلمسة مصرية، حيث يمتزج الأزياء الغريبة، المؤثرات البصرية المبالغ فيها، والمعارك الكرتونية التي تعيدنا إلى أيام الطفولة.
يتميز “جدول الضرب” بأسلوب سريع الإيقاع، إذ لا تتجاوز أي من أغانيه حاجز 2:30 دقيقة، ما يعكس العصر الرقمي السريع الذي نعيش فيه، حيث تقلّ فترات التركيز وتتنافس الأغاني على الصدارة قبل أن يحل محلها النجاح الفيروسي الجديد في غضون أيام. سهولة الاستماع إلى الألبوم وسرعته تجعل من السهل استيعابه حتى لمن لم ينجذبوا إليه من المرة الأولى. قبل هذا الإصدار، كانت أغنية “أنا” الصادرة في 2024 إحدى المرات القليلة التي كشف فيها ويجز عن هذا الجانب من موسيقاه. فهل سيكون هذا التوجه دائمًا أم مجرد تجربة مؤقتة؟ في كلتا الحالتين، نحن بانتظار ما سيقدمه لاحقًا.