في عالم يسيطر عليه تيك توك، من الصعب تخيّل تطبيق آخر يسرق الأضواء. لكن Xiaohongshu، المعروف أيضًا باسم “ريد نوت” “Red Note”، وهو منصة صينية لمقاطع الفيديو القصيرة، بدأ يلفت الأنظار بسرعة—وليس بالضرورة بمحض إرادة المستخدمين. مع تصاعد الحديث عن احتمال حظر تيك توك في الولايات المتحدة، بدأ صناع المحتوى والمستخدمون في البحث عن بديل مناسب. وهنا يأتي دور “ريد نوت”، التطبيق الجديد الذي يحاكي تجربة تيك توك بكل ميزاته المتطورة، ليصبح فجأة التطبيق الأكثر رواجًا، متصدرًا قائمة التطبيقات المجانية الأكثر تحميلًا على متجر آبل في الولايات المتحدة خلال الأيام القليلة الماضية. لكن السؤال الذي يطرحه الكثيرون الآن: ما هو “ريد نوت” وما الذي يجعله بديلاً محتملاً لـ”تيك توك”؟
ما هو “ريد نوت”؟
“ريد نوت” هو تطبيق لمقاطع الفيديو القصيرة يشبه إلى حد كبير تيك توك، سواء في واجهته أو خوارزمياته السريعة أو طابعه المجتمعي. إلا أن التطبيق يجمع أيضًا بين عناصر مستوحاة من إنستغرام وبينترست، ما يجعله منصة اجتماعية تركز بشكل رئيسي على المحتوى المتعلق بنمط الحياة، مثل السفر، الطعام، الجمال، والتسوق.
انتشرت شعبية التطبيق بين المستخدمين الشباب في الصين، خصوصًا النساء، لجمعه بين المحتوى الذي ينشئه المستخدمون وخدمات التجارة الإلكترونية، مؤفرًا تجربة تفاعلية ديناميكية. يتميز التطبيق أيضًا بمنظومة متكاملة تشمل خوارزميات ذكاء اصطناعي متطورة، وأدوات تحرير فيديو مباشرة، واتصال عالمي واسع، ما يجعله جذابًا لكل من صناع المحتوى والمشاهدين. لكن، ما يثير الجدل ليس التطبيق بحد ذاته، بل التوقيت الذي شهد صعوده المفاجئ.
من يملك “ريد نوت”؟
خلال يومين فقط، سجل “ريد نوت” أكثر من 700,000 مستخدم جديد. لكن المفارقة تكمن في أن التطبيق مملوك لشركة صينية مقرها شنغهاي، تدعى Xingin Information Technology— ما يجعل من المثير للسخرية أن الولايات المتحدة، التي تسعى إلى حظر تيك توك بدعوى مخاوف أمنية وطنية، تدفع فعليًا المستخدمين نحو منصة صينية أخرى.
هل سيحل “ريد نوت” محل “تيك توك”؟
حددت الحكومة الأميركية 19 يناير 2025 كموعد نهائي أمام شركة بايت دانس، المالكة لـ”تيك توك”، لفصل التطبيق عن الشركة الأم. إذا لم يحدث ذلك، فقد يتم حظر “تيك توك” بالكامل في الولايات المتحدة بسبب مخاوف تتعلق بأمن البيانات والتأثير الأجنبي. ومع ترقب قرار المحكمة العليا الأميركية حول هذه القضية، بدأ العديد من المستخدمين في الانتقال إلى منصات أخرى لضمان استمرار وجودهم الرقمي.
في الوقت الحالي، لا يزال “تيك توك” قوة مسيطرة عالميًا، لكن احتمال حظره في الولايات المتحدة فتح المجال أمام “ريد نوت” ليكون البديل الجديد. هل سيتمكن التطبيق الصيني من الاستحواذ على عرش “تيك توك”؟ الأيام المقبلة ستحدد ذلك.