شيرين عبدالوهاب، المغنية المصرية المعروفة بصوتها القوي والمميز، تظل ثابتة رغم الانتقادات المتواصلة من وسائل الإعلام والجمهور، الذين يتدخلون باستمرار في حياتها الشخصية. قد تكون صناعة الموسيقى حاولت كسرها، كما فعلت مع العديد من النساء من قبلها، لكن صاحبة أغنية “آه يا ليل” ترفض الاستسلام أو السكوت.
في أحدث تطورات معركتها القانونية المستمرة، وبعد شهر واحد فقط من تقديم شيرين بلاغًا ضد زوجها السابق حسام حبيب بتهمة الاعتداء، وجدت نفسها في مواجهة جديدة مع شركة روتانا حول إطلاق أغانيها الجديدة. بعد ساعات قليلة من إطلاقها لأغنيتين جديدتين على قناة يوتيوب خاصة أنشأتها بنفسها، قامت روتانا سريعًا بحذف الأغاني، مما زاد من توتر الوضع. الخلاف بين شيرين وروتانا يتمحور حول تفسير العقد الذي يربطهما؛ إذ تصر روتانا على أن العقد لا يزال ساري المفعول، بينما تؤكد شيرين أنه قد انتهى. هذا النزاع القانوني انتقل الآن إلى ساحة القضاء، حيث يستعد الطرفان لخوض معركة قانونية طويلة.
ردًا على تصرفات روتانا، والتي شملت السيطرة على حساباتها على فيسبوك وتويتر، قررت شيرين أن تتولى زمام الأمور بنفسها. قامت بإنشاء حسابات جديدة على فيسبوك وX، وأطلقت قناة يوتيوب جديدة، عازمة على استعادة السيطرة على موسيقاها.
في المقابل، أصدرت روتانا بيانًا مفصلًا ردًا على إعلان شيرين إنهاء عقدها وإطلاق ألبومها الجديد بشكل مستقل. اتهمت الشركة شيرين بخرق الاتفاقية، مدعية أنها لا تزال تحت العقد وأنها لم تفِ بالتزاماتها. كما أشارت روتانا إلى حكم قضائي يأمر شيرين بدفع غرامة مالية كبيرة بسبب هذا الخرق المزعوم، وحذرت الشركات الأخرى من التعاقد معها حتى يتم حل النزاع القانوني.
لكن شيرين نفت هذه الاتهامات، مؤكدة أنها قدمت الأغاني المطلوبة لروتانا منذ سنوات، ولكن الشركة أطلقتها بشكل متفرق وليس كألبوم كامل، وهو ما تعتبره انتهاكًا للعقد. وأعربت عن استيائها من كيفية مرور خمس أو ست سنوات دون إصدار ألبوم كامل لنجم بحجمها.
اتخذ فريق شيرين القانوني خطواته أيضًا، حيث قدم تحذيرًا لروتانا بسبب حذف الأغاني من يوتيوب، ورفع دعوى لتعويض مالي عن الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بموكلتهم. هم واثقون من أن الأغاني ستُعاد بمجرد مراجعة يوتيوب للوثائق القانونية، مما سيعزز موقف شيرين في هذه المعركة المستمرة.
ما يبرز حقًا قوة شيرين هو استخدامها الذكي لمنصة تيك توك. في خطوة جريئة، لجأت شيرين إلى تيك توك للترويج لألبومها الجديد، متجاوزة القنوات التقليدية ومباشرة بالتواصل مع جمهورها. منذ 11 أغسطس، كانت تشارك مقتطفات من أغانيها الجديدة على المنصة، مما يدل على أنها لن تنتظر انتهاء المعركة القانونية قبل متابعة مسيرتها. بل إنها تمضي قدمًا بشروطها الخاصة، مستخدمة وسائل التواصل الاجتماعي للحفاظ على ارتباطها بجمهورها، وتأخذ الأمور بيدها كما يجب أن تفعل.
لكن لماذا تتعرض شيرين، مثلها مثل العديد من النساء في المجال العام، لهذا التدقيق المستمر والتشهير غير المبرر؟ إنه انعكاس لاتجاه مقلق حيث تتدخل النزاعات القانونية والتغطية الإعلامية في الخصوصية الشخصية والكرامة، خاصة بالنسبة للنساء. شيرين لا تحارب فقط شركتها المنتجة، بل تقف ضد ثقافة تسعى إلى تقليص قوتها وصوتها، وصوت الكثيرين مثلها، ولهذا نتمنى لها كل التوفيق.