لماذا يغادر الجميع منصة إكس للانضمام إلى بلو سكاي؟

تعرف على هذا التطبيق

بينما تزدحم منصات التواصل الاجتماعي بتعليقات نارية حول الانتخابات الرئاسية الأمريكية والنكات المملة عن المواجهة الأخيرة بين مايك تايسون وجيك بول، ربما لاحظت كلمة تتردد كثيرًا: “بلو سكاي”. يُروج لهذه المنصة باعتبارها الوريث المنتظر لتطبيق الطائر الأزرق، مما جعلها محط أنظار أكثر مستخدمي إكس ولاءً. ولكن ما هي بلو سكاي؟ ولماذا تثير كل هذا الحديث؟

منذ استحواذ إيلون ماسك، المدير التنفيذي لشركة تسلا، على المنصة قبل عامين، شهدت إكس (المعروفة سابقًا بتويتر) تغييرات كبيرة—أحبها البعض ورفضها آخرون. من قرارات السياسة المثيرة للجدل إلى فوضى التحقق، أثارت هذه التحولات تساؤلات المستخدمين حول مستقبل المنصة. وبينما يتأملون ما قد تصبح عليه إكس، يشعر كثيرون بالاستياء مما أصبحت عليه: خليط مربك من الأساليب المدفوعة، وجداول زمنية عشوائية أشبه بماكينات الحظ، ومحتوى صادم يشبه ما قد تجده في المنتديات المتطرفة.

وسط هذه الفوضى، تبرز بلو سكاي كمنصة جديدة تحمل ميزات شبيهة بإكس، مثل الجداول الزمنية المنتظمة، ولكنها تتميز بأجواء أخف خالية من الإعلانات والكراهية. اجتذبت المنصة صحفيين ومشاهير وغيرهم ممن يبحثون عن ملاذ بعيدًا عن السلبية المتزايدة في إكس. وقال صحفي بارز من منطقتنا لموقع ميل: “بصراحة، فكرت في بلو سكاي ومنصات أخرى مشابهه منذ عامين، بحثًا عن بديل لإكس.” وأضاف: “الخوارزمية الجديدة، التغييرات على الواجهة، والإعلان الأخير عن استخدام الذكاء الاصطناعي لمسح المنشورات—كل ذلك جعلني أنفر. كما أنني لا أُحب إيلون ماسك ولا أرغب في دعمه بأي شكل.”

يشير المنتقدون إلى التدهور الواضح في سياسات الإشراف في إكس، وارتفاع خطابات الكراهية، وفرض الحظر الخفي بناءً على نزوات ماسك. كما أن تعامل المنصة المتقلب مع الأحداث العالمية الحساسة، مثل التغطية غير المتسقة لما حدث بعد السابع من أكتوبر، زاد من استياء المستخدمين الذين يبحثون عن استقرار ومساحات للحوار البنّاء. وقال صحفي آخر طلب عدم الكشف عن اسمه: “تم خنق منشوراتي حول الأحداث بطريقة غير منطقية. شعرت وكأن المنصة لا تكتفي بالفشل في دعم حرية التعبير، بل تقمعها بنشاط. كان ذلك بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لي.”

بالنسبة لمن يتوقون للعودة إلى “الأيام الخوالي” لتويتر، أو من ملّوا الفوضى الحالية، تبدو بلو سكاي وكأنها البديل المناسب. توصف المنصة بأنها لامركزية، تُدار من قِبَل المستخدمين، وتعد بتجربة أكثر شفافية وأقل عشوائية. وقد استقطبت المنصة الملايين من مستخدمي إكس في الأسابيع الأخيرة، لتصبح ملاذًا جديدًا لأولئك الذين يبحثون عن مساحة خالية من فوضى ماسك. ولكن كيف تعمل المنصة؟

أُطلقت بلو سكاي لأول مرة كمنصة تعتمد على نظام الدعوات فقط حتى فبراير 2024، عندما أصبحت متاحة للجميع. تأسست عام 2019 على يد جاك دورسي، المدير التنفيذي السابق لتويتر، كجزء من مشروع بحثي تحت إشراف تويتر. ورغم أنها تشترك مع تويتر في العديد من الميزات، مثل الألوان والمظهر العام، فإن بلو سكاي تقدم تجربة أكثر تنسيقًا، بما في ذلك “حزم البداية” التي تقترح حسابات للمتابعة بناءً على اهتمامات المستخدم.

ورغم استقبال المنصة لملايين المستخدمين الجدد خلال الشهر الماضي، لا يمكن تجاهل المقارنات مع منصة ثريدز، التي أطلقها مارك زوكربيرغ كمنافس لإكس. ورغم انطلاقتها القوية، فقدت ثريدز الزخم بسرعة، مما يثبت مدى ترسخ إكس وتأثيره، على الرغم من عيوبه. وبينما يترقب الجميع ما إذا كانت بلو سكاي ستنجح في الحفاظ على زخمها، يبقى السؤال: هل ستتمكن المنصة من الاستمرار، أم أنها ستتلاشى مثل غيرها من المنافسين الفاشلين؟

في النهاية، الزمن وحده كفيل بالإجابة عن مصير بلو سكاي. ولكن في الوقت الحالي، تستمتع المنصة بلا شك بلحظتها تحت الأضواء.

شارك(ي) هذا المقال