Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

ربما أفضل عملٍ تقومون به الآن هو أخذ فترة استراحة من Instagram

اهتموا بأنفسكم

كثيراً ما أميل للاختفاء والابتعاد بشكل فجائي وعشوائي ولا أقصد بذلك عن الحياة الواقعية إنما عن وسائل التواصل الاجتماعي، وقد تستمر فترة الاختفاء هذه لبضعة أيام وأحياناً أشهر وآمل أن تستمر في يومٍ من الأيام للأبد.

ألجأ لهذا الخيار لأنني بصراحة أشعر بالاختناق ولا أبالغ حين أقول أن قضاء الكثير من الوقت على الإنترنت أمر ضار وسام حقاً، وفكرة أن تأخذوا قسطاً من الراحة سيكون أشبه باستنشاقكم للهواء النقي من جديد كما سيمنحكم هذا الابتعاد فرصة للتواصل مرة أخرى مع أنفسكم ومع محيطكم.

تم اكتشاف أن قضاء الكثير من الوقت على التطبيقات وخاصة Instagram يتسبب بآثار سلبية تضرّ بالصحة العقلية، فقد أفاد موقع Facebook الذي يعتبر الشركة الأم لـ WhatsApp وInstagram على سبيل المثال أن “32٪ من الفتيات المراهقات قلن أن النظر إلى Instagram يزيد من شعورهن بالسوء حيال أجسادهن.” كما وجد الباحثون أيضاً أن “كثرة المقارنات على Instagram يمكن أن تغير نظرة الشابات لأنفسهن وطريقة وصفهن لها”.

social media break

والسبب في كل ذلك يعود إلى خوارزمية التطبيق حيث تتحكم بهذه المواقع يد خفية تستمر باختيار المحتوى الذي سيتم عرضه أمامنا بحسب نشاطاتنا على التطبيق وأكثر الأخبار الرائجة، وقد تصبح تصوراتنا عن أنفسنا وعن الآخرين مع الوقت تمثّل عوائق وقيود في عصر باتت فيه المظاهر مهمة حقاً، لتكون كلمة “سامة” و”ضارة” هي الكلمات التي تستطيع وصف مثل هذه التطبيقات الجديدة. معظم ما نصادفه على الإنترنت يُرينا الحياة بأبهى صورها مما يدفعنا للشعور بشكل غير مباشر أننا متأخرين عن باقي الناس، وأن كل الجهود التي نبذلها لا تكفي، وأننا لسنا جيدين بما فيه الكفاية ولا نمتلك المعايير المناسبة التي تتماشى مع الآخرين.

إن فكرة الابتعاد لبعض الوقت أمر ضروري هذه الأيام… لا تفهموني بشكل خاطئ لكنني أصبحت أشعر بالتعب من هذه الوسائل في بعض الأحيان فحين تأخذون قسطاً من الراحة عن قصد سيجعلكم ذلك أقل اعتماداً عليها مما سيمنحكم المزيد من الوقت لقضائه مع الأصدقاء بدلاً من مراسلتهم، كما سيكون لديكم متسع من الوقت للعودة لممارسة الأشياء التي تستمتعون حقاً بفعلها، وقد تنامون بشكل أفضل ايضاً.

إن إلقاء نظرة خاطفة على البيانات التي تكشف كمية الوقت الذي أقضيه على الشاشة أمر مخيف حقاً، حيث كانت الحصيلة أنني أقضي ما يقارب 6 ساعات يومياً على هاتفي مقسمة بين ساعتين ونصف في تصفّح Instagram وساعة بين Twitter ومحادثة Messenger بالإضافة إلى عشرين محادثة أخرى على WhatsApp، وبعد إضافة الوقت الذي أعمل فيه على جهاز الكمبيوتر الخاص بي أيضاً وجدت في النّهاية أن مقدار الوقت الفعلي الذي أمضيه في النظر لأشياء حقيقية غير الشاشة يقترب من الصفر في حال اعتبرنا أنني أحصل على ساعات كافية من النوم.

ولهذا كان من الضروري أن آخذ استراحة وأنصح الجميع بفعل الشيء نفسه، اعتبروا الأمر كأنه صيام عن وسائل التواصل الاجتماعي لذا سارعوا واستغلوا الوقت بما أن رمضان مستمرٌ لمدة أسبوعين آخرين كما فكّروا أنها فرصة مثالية لتحرير أنفسكم من قيود Instagram وتأثيراته المروعة.

 

شارك(ي) هذا المقال

مقالات رائجة