دليلك الشامل لفن أبو ظبي 2024

من 20 إلى 24 نوفمبر

مع استعداد الإمارات لاستقبال الطقس البارد، يزخر التقويم الثقافي بفعاليات مميزة، أبرزها فن أبوظبي الذي يُقام من 20 إلى 24 نوفمبر. تستضيف منارة السعديات هذا الحدث، والذي يعد النسخة الأكثر طموحًا حتى الآن، بمشاركة 102 معرض فني من 31 دولة، مقارنة بـ 92 معرضًا في العام الماضي. هذا النمو يعكس التطور السريع للمشهد الفني المحلي، ويعد الزوار بتشكيلة استثنائية تجمع بين مواهب متنوعة من جميع أنحاء العالم.

تحت قيادة ديالا نسيبة، يشهد فن أبوظبي تحولًا مثيرًا يعكس التغيرات في المشهد الفني المحلي والإقليمي. هذا العام، يُسلط الحدث الضوء على الفنانين المعاصرين والحديثين من الشرق الأوسط، الذين أصبحت أعمالهم جزءًا أساسيًا من قصة المنطقة الفنية.

يتألف المعرض من سبعة أقسام، ثلاثة منها تُعرض لأول مرة هذا العام، مع إعداد دقيق يقدم رؤى جديدة. من أبرز هذه الأقسام “شيء جريء، شيء جديد”، الذي قامت بتنسيقه ميرنا عياد، ويحتفي بفنانين تركوا بصمات لا تُنسى في الفن الإقليمي. يضم هذا القسم أعمالًا لأسماء بارزة مثل إميلي فانوس عازار، ونبيلة حلمي، وإنجي أفلاطون، حيث تقدم أعمالهم رؤى عميقة في القضايا الاجتماعية والسياسية.

 

ومن الإضافات الجديدة لهذا العام صالون المقتنين، وهو مساحة مُنسقة بعناية تُعرض فيها مجموعة من القطع الفنية، والمخطوطات التاريخية، والأعمال المتنوعة، ما يشبه كبسولة زمنية لتراث ثقافي غني يدعو الزوار لاستكشاف الحرفية التي تُميز إرث المنطقة الفني. كما يبرز قسم “طريق الحرير: هويات متحولة”، الذي يستكشف الروابط الثقافية بين آسيا الوسطى والقوقاز والثقافات المحاذية لطريق الحرير التاريخي، مسلطًا الضوء على صدى هذه الروابط حتى يومنا هذا.

في قلب الحدث، يعرض الفنان الإماراتي الرائد محمد كاظم تصميمًا يعكس الروابط المعقدة التي توحد المنطقة من خلال الجغرافيا المشتركة والتاريخ التجاري. كما يضيف رائد ياسين بتركيبته الفنية City Mirage، التي تضم 130 حرفًا من لوحات المحلات القديمة في بيروت، لمسة فنية تذكّر بالماضي المعقد للمدينة.

 

يمتد الحدث على مدار خمسة أيام، ويتناول الروابط الثقافية المتداخلة بين العالم العربي ومناطق أخرى. على سبيل المثال، يفتح معرض “البوابة” نافذة على التبادل الثقافي الغني بين العالم العربي وأمريكا الجنوبية، مستعرضًا فرصًا جديدة ومثيرة لاكتشاف هذه العلاقة. كما يُلقي الضوء على حضور الفنانين العرب التاريخي في باريس، حيث يمزج بين الأعمال المعاصرة وقطع نادرة مثل ورقة من مصحف يعود إلى القرن السابع وسرج عثماني احتفالي، ليأخذ الزوار في رحلة عبر قرون من الإبداع الفني.

المشاركة المجتمعية تحظى بنصيب كبير هذا العام، حيث يقود بيت الحرفيين معرض “الحرف كوسيلة للتعبير”، الذي يُبرز كيف تُستخدم الموارد الطبيعية في إنتاج أعمال فنية جميلة وعملية. بالإضافة إلى ذلك، تُعزز الشراكات مع مؤسسات محلية مثل مؤسسة أبوظبي للموسيقى والفنون، و81 ديزاينز، ومؤسسة كلمات، فضلاً عن الجامعات مثل جامعة زايد وجامعة نيويورك أبوظبي، من عمق الحدث.

أما المهتمون بالتكنولوجيا، فبرنامج الفن والتكنولوجيا يعود هذا العام، حيث يدعو طلابًا من ثماني جامعات إماراتية للتعاون مع فنانين مثل عفراء السويدي ومارينا فيدوروفا. تتضمن مشاريع هذا العام أعمالًا تركيبية تفاعلية وقطعًا تعتمد على الواقع المعزز، مما يضيف بُعدًا غامرًا وجديدًا للمعرض.

سواء كنت من عشاق الفن أو تبحث عن مصدر إلهام جديد، فإن فن أبوظبي هذا العام يَعِدُ بأن يُقدّم شيئًا مميزًا لكل زائر.

شارك(ي) هذا المقال